هوجم المسلسل التاريخي "القعقاع بن عمرو التمييمي" الذي يعرض على الفضائيات في شهر رمضان، باتهامات عدة، وحتى قبل عرضه، بين افتعال الفتنة الطائفية والعصبية القبلية والأخطاء المشوهة للتاريخ الإسلامي ، فتحولت تلك الاتهامات لحقائق دون وجود دليل قوي على صحة أغلبها، بل إن بعض هذه الاتهامات قد كتبها مطلقها قبل عرض العمل..! وذلك على الرغم من أن شارة العمل قد أشارت مراجعة النص من قبل لجنة شرعية موثوقة بقيادة رئيسي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور سلمان العودة وغيرهم من العلماء، مما يثير الشكوك حول حقيقة هذه الاتهامات ومدى مصداقيتها. المسلسل الذي يتناول سيرة القعقاع بن عمرو التميمي أحد فرسان العرب وأبطالهم في الجاهلية والإسلام والذي شهد فتوحات ومعارك إسلامية كثيرة منها اليرموك والقادسية وكانت له بصمة واضحة في هذه الفتوحات. لم يسلم من اتهامات مباشرة له بأن تمويل قطر له وراءه سبب قبلي. حيث أن أسرة آل ثاني تنتمي لقبيلة تميم التي ينتمي لها القعقاع وأن دعم قطر للمسلسل " إعلام سياسي بحت، يؤدّي دوره من خلال العزف على أوتار القبيلة." وأضيفت تأويلات عديدة منها أن آل ثاني يطمحون لزعامة قبيلة تميم التي ليس لها زعيم قبيلة محدد، رغم أنها من أكثر القبائل العربية انشارا وعددا. وقد دافع كاتب العمل المتخصص في مجال التاريخ أكاديميا محمود الجعفوري، في تصريح للصحافة، عن المسلسل بقوله: "عندما كلفت بكتابة العمل من قبل الجهة المنتجة التلفزيون القطري اعتمدت في صياغة قصة القعقاع دراميا على المراجع التاريخية الموثوقة، وأتحدى أن يحوي المسلسل أية حادثة ذكرت فيه دون وجود مستند قوي عليها في كتب التاريخ الموثوقة"، مضيفا "في حالة وجود خلاف على حادثة معينة فإننا نأخذ بأكثر الروايات التاريخية المجمع عليها، إضافة للمحاكمة العقلية من باب تحري الدقة"، مؤكدا أنه "لا إجماع في مسائل التاريخ لأن الاختلاف موجود وهناك أسئلة في التاريخ عرضناها بكل حيادية وموضوعية وبعيدة عن إثارة الفتن أو تعمد الأخطاء". وأوضح الجعفوري أنه "كان يكتب كل حلقة على حدة ويرسلها إلى قطر فتراجع من قبل اللجنة الشرعية التي تضم الدكتور يوسف القرضاوي وسلمان العودة وآخرين من المختصين في الشرع والتاريخ، فمتى ما تمت الموافقة على الحلقة انتقلت لكتابة الحلقة الأخرى"، مبينا "أن العمل قد عرض على وزارة الأوقاف السورية للإجازة والفسح إضافة لما حدث في قطر"، متسائلا: "أمعقول أن يجاز من كل هؤلاء العلماء الأفاضل واللجان الشرعية والتاريخية ثم يرمى بالأخطاء وافتعال الفتن؟!" ومن جانبه كشف مخرج العمل المثنى صبح أن هناك شخصا هو من أساء للعمل وروج إشاعات في مواقع الإنترنت وبعض الصحف عن بعض الأخطاء التي تم تدراكها فيما بعد، مبينا أن الشخص كان مديرا للرقابة لكنه خان الأمانة المهنية وتكلم عن العمل من باب تصفية الحسابات الشخصية. وأشار المثنى إلى وجود متربصين وأناس يبحثون عن إثارة الفتنة فينظرون للعمل من زواية يرون فيها أن العمل يثير الفتنة، متسائلا "أين الفتنة التي يتحدثون عنها في العمل بعد عرض أكثر من 22 حلقة؟!" وأكد المثنى بقوله "نحن لا نقدم كتاب تاريخ للناس وإنما نقدم فرجة ومتعة لذلك لابد أن يحتوي العمل على خطوط درامية تعطي بعدا جديدا للعمل دون المساس بالروايات التاريخية الموثقة أو بشخوص العمل فأنا في النهاية أوازن بين تقديم الفرجة والمتعة والحفاظ على مصداقية العمل تاريخيا". ونفى صبح تعرض العمل للتشويه أو التغيير أثناء التصوير، وقال "العمل لم يتم عليه أي تعديل بل التزمنا بالنص وما فيه حرصا على المصداقية". من جانبه، أكد المنتج المنفذ فراس دباس مدير شركة سوريا الدولية للإنتاج الفني، قائلا: "حرصنا على الدقة والموضوعية في تنفيذ العمل خصوصا أننا أصحاب الاسم الأقوى في تنفيذ الأعمال التاريخية في الدراما العربية من خلال مسلسلات "الزير سالم"، "صلاح الدين الأيوبي"، "صقر قريش"، "ربيع قرطبة"، "ملوك الطوائف" وغيرها من الأعمال التاريخية التي تعد علامات فارقة في الدقة والمصداقية والموضوعية في تاريخ الدراما العربية". وتساءل بطل العمل الفنان سلوم حداد كيف تعرض إم بي سي عملا يثير الفتنة. وقال "هذا الكلام عار من الصحة، فالعمل يعتمد على روايات تاريخية موثقة وهو أبعد ما يكون عن إثارة الفتنة وافتعال الأزمات كما يقال"، وذكر حداد أن شخصية القعقاع شخصية فذة في التاريخ الإسلامي، مضيفا "مرحلة القعقاع مرحلة حساسة تعاملنا معها بصدق وموضوعية".