د. أبو الطيب: مهتم بالسياسات الأمريكية بالمنطقة لا تفتأ شعوب العالم من اكتشاف جوهر البدع الأمريكية والصهيونية العالمية حتى يفاجئها راسم تلك السياسات ببدعة جديدة لا تقل خطورة عن سابقتها, وقد تعلمنا من تجارب التاريخ أن جعبة مثل هؤلاء متخمة بأساليب الخداع والتسويف خدمة لمصالح دعاتها. في مطلع هذا القرن أنتج مطبخ المحافظون الجدد بزعامة الرئيس بوش وبدعم مبيت من ماكينة الصهيونية العالمية المؤثرة في سياسات الولاياتالمتحدة بدعة الحرب على الإرهاب, وتم خلال السنوات المنصرمة وتحت هذه اليافطة احتلال أفغانستانوالعراق وتدمير مستقبل الطموح الفلسطيني بقيام الدولة, وعبر تدمير كل شيء في غزة. واستناداً إلى ما تخفيه حقيقة بدعة الإرهاب التي ترجمتها الوقائع في واقع التجربة العملية نود التأكيد على التالي: 1- أحداث سبتمبر التي كانت الذريعة الواهية لإنتاج تلك البدعة, هي صناعة أمريكية صهيونية بامتياز ولا نريد الانتظار حتى تمض خمسة عقود من الزمن لتكشف أل- CIA أسرار وخفايا هذه الصناعة, نحن ندرك منذ اللحظة الأولى بأصابع من مهرت تلك الأحداث,ومن ورائها وتخدم من !!!. 2- تحت وقع تلك الأحداث وألم المواطن الأمريكي استطاع المحافظون الجدد والجانب الوحشي لديهم وبوقاحة جر العالم "المتمدن" والمتوحش معا إلى تجريد الحملات الصليبية الجديدة ضد شعوب عدة, كان قادة تلك الشعوب يلوحون مجرد تلويح برفض السياسة الأمريكية ولكن في حقيقة الأمر كانوا يخدمون سمت واتجاه تلك السياسات معرفة أم جهلا سيان. 3- تلك العصا التي سلطت على رقاب الشعوب ولا زالت, تهدف فيما تهدف إليه تأخير وإجهاض تبلور التغيير الموضوعي الداخلي في تلك البلدان نحو اللحاق بمتطلبات العصر. 4- أثبتت وقائع الغزو الأمريكي للعراق بأن العرب لا زالوا في حلبة المصارعة لم يصلوا إلى وزن الريشة والمقابل يتمتع بمواصفات الوزن الثقيل. انكشفت الآن خفايا الحرب على الإرهاب وما كانت تهدف إليه لتصحوا شعوب المنطقة على وقع بدعة جديدة هي المحاكم الدولية المستقلة وغير المستقلة المتخصصة بملاحقة المجرمين. وأولى الضحايا برز اسم البشير في السودان. ولكي أكون واضحاً مع القارئ العزيز: السودان بلد عربي ينتمي إلى العالم الثالث والنامي وووو.... وهو يعاني الكثير من التشوهات المرضية كغيره من البلدان المصنفة كذلك. فيه ما فيه من الآهات في الاقتصاد والاجتماع والعلم والديمقراطية والتنمية, وأنا لست محايدا في النظر إلى تلك الآهات, وأربط عملية التغيير في السودان بحركته الوطنية وقواه العاملة, أي بنمو طبيعي للموضوعية الداخلية وهي من واجبات الشعب السوداني وقواه الحية . فقرار المحكمة بالقبض على البشير على أرضية أحداث دارفور هي البدعة الجديدة التي تتمسك بها السياسة الأمريكية لتخريب السودان وإجهاض حركة التغيير فيه وتمزيقه لاحقاً , عبر تصدير الأزمات كما افتعلت أزمة دارفور وقبلها الجنوب وحركات التمرد التي في غالبها أدوات في ماكينة السياسة الأمريكية – الصهيونية العالمية , وباعتقادي لعبت سياسة البشير دوراً في خلق الأرضية لتصاعد وحدية الأوضاع وما آلت إليه مؤخراً. إن "العدالة الدولية " و "إرادة المجتمع الدولي" وجهان لعملة واحدة يتم تصميم جوهرها وغلافها في مطبخ السياسة الأمريكية والصهيونية العالمية , واعتقد جازما أن الشعوب تدرك ذلك جيداً وهي تقاوم بوسائل لم تثمر بعد وثمرها ليس ببعيد, ولكن العبرة في النظام الرسمي العربي و المدرسة السياسية العربية التي لم تنضج لإدراك كل هذا. من يضمن ألا تبدأ بعد قليل عملية تأسيس لتمزيق مصر والسعودية وليبيا كما هو جار في العراق والسودان اليوم؟ ما هو المانع أن تطال بعد قليل رؤوس جديدة في مواقع جديدة على مبدأ لا صداقة دائمة ولا عداوات دائمة؟ . وما دامت "العدالة" الأمريكية والصهيونية عوراء فالمنطقة مستهدفة دائماً, بالأمس فلان واليوم فلان وغداً فلان والحبل على الجرار. وسوف يأتي اليوم الذي يصبح فيه قول: "الثور الأسود أكثر نضجاً من سياسيي اليوم " - إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض – إن الذاكرة المشوهة والقصيرة للعالم الغربي لا ترى ولا تسجل إلا ما يهمها ويخدم مصالحها, ترى المحرقة ضد بضعة يهود فقط وتنسى أن العالم آنذاك دفع ضحايا أكثر من 55 مليون بشري في حرب الرأسمالية الثانية, ذاكرة الغرب القصيرة لا تسجل في الذاكرة القريبة جريمة الجرائم التي ارتكبت في غزة خصوصاً وضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عموماً, والمصيبة الكبرى هنا نشهد جريمة منظمة جريمة وإرهاب الدولة , رموزها مجرمو القرن بوش أولمرت ليفني باراك والقادم نتنياهو وغيرهم, ولا تمسهم عدالة عوراء وراءها العم سام؟!!!...... تنبهوا يا عرب اصحوا يا عرب لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وشعوبنا هي الخاسر الأكبر ولا يحك جلدك إلا ظفرك الرؤوس المستهدفة كثيرة.