تحتضن مدينة نيويوركالأمريكية يوم الجمعة القادم الموافق سبتمبر الجاري أعمال الاجتماع الثالث لوزراء خارجية مجموعة أصدقاء اليمن بمشاركة وفود تمثل 24 دولة وجهة مانحة والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ووفقا لمصادر اقتصادية يمنية فان الاجتماع الذي سيشارك فيه اليمن بوفد حكومي يرأسه وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، سيكرس لمناقشة جملة من القضايا المتصلة بحشد الدعم الدولي لمسيرة التنمية والإصلاحات في اليمن وكذا بلورة رؤية مشتركة بين الحكومة اليمنية لتحديد اتجاهات الدعم المستقبلي لليمن وبما يتواءم والاحتياجات التنموية اليمنية. كما يناقش وزراء خارجية مجموعة أصدقاء اليمن خلال الاجتماع مجمل النتائج التى خلصت اليها اجتماعات فرق العمل المنبثقة عن مجموعة أصدقاء اليمن منذ الاجتماع رفيع المستوى بلندن في كانون الثاني / يناير 2010 والتى عقدت في كل من لاهاي والاردن وبرلين وأبو ظبي وتمحورت حول تحديد طبيعة التحديات الاقتصادية والسياسية والامنية التى تواجه اليمن والدعم الدولي المطلوب لمساعدة اليمن على مواجهتها. ومن المقرر أن يبحث المجتمعون مقترحا بانشاء صندوق دولي لدعم مشاريع البنية التحتية في اليمن و الإجراءات العملية المتعلقة بتأسيس الصندوق في ضوء إعلان دول الخليج وأمريكا وبريطانيا دعمها لإنشائه. ووفقا للسفير البريطاني بصنعاء تيم تورلوت، الذي تشرتك بلاده في التحضير للاجتماع مع كل من اليمن والسعودية فأن الاجتماع الوزاري في نيويورك سيناقش أربع قضايا ومسارات رئيسية أولها المسار السياسي الذي يتضمن الحوار الوطني الشامل بين مختلف الأطراف السياسية والانتخابات القادمة والأوضاع في صعدة، وثانيها المسار الاقتصادي والذي يستعرض التقدم المحرز في برنامج الإصلاح الإقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي ومعالجة المشاكل الاقتصادية الناجمة عن تراجع إنتاج وأسعار النفط، فضلا عن سبل وصول العمالة اليمنية إلى الأسواق الأجنبية ومناقشة قضايا مكافحة الفساد ومعوقات الاستثمار ودور المانحين في معالجة هذه القضايا. وأشار السفير تورلوت إلى أن المسار الثالث يتعلق بقضايا التنمية وخصوصا التمهيد لإعداد خطة خمسية جديدة للسنوات 2011 -2015 مع التركيز على تخفيض معدل الفقر في البلاد وهي وثيقة مهمة للإسترشاد بها في تقديم الدعم للحكومة اليمنية، بالإضافة إلى بحث آليات جديدة لتعزيز التمويل الدولي سيقدمها البنك الدولي والحكومة الأمريكية بالتعاون مع المانحين التقليديين ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال السفير البريطاني إن المسار الأمني يحتل أولوية في اجتماعات نيويورك حيث سيتم التركيز على سياسات جديدة لمكافحة التطرف ومشكلة الإرهاب، لافتا إلى أن الحكومة اليمنية لديها سياسة جديدة متكاملة لمعالجة هذا الجانب تشمل أيضا الجوانب التعليمية والثقافية ومكافحة البطالة والفقر، فضلا عن خطة طويلة الأمد لحماية الحدود اليمنية عبر دعم خفر السواحل. وتوقع السفير البريطاني في تصريح صحفي نشرته صحيفة 26 سبتمبر بأن تشكل الجهود التي قامت بها الحكومة اليمنية في مجال الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق السلام في صعدة وبدء الحوار الوطني دافعا كبيرا للمانحين والمجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل لجهود الاستقرار والتنمية في اليمن. وقال:" إن اجتماع نيويورك سيعكس مساندة المجتمع الدولي ماليا وفنيا ومعنويا للحكومة اليمنية لاستكمال خطوات الإصلاح والاستفادة من المساعدات والتمويلات في تحقيق برامج التنمية ومكافحة الفقر والبطالة والإرهاب". ومن المقرر أن يتم خلا اجتماع نيويورك تحديد موعد الاجتماع الوزاري القادم لمجموعة أصدقاء اليمن المزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض والذي تم تحديد موعده مبدئيا مابين ديسمبر 2010 أو يناير 2011، على أن يعقد بعد اجتماع الفريق الاستشاري لإطلاق الخطة التنموية الجديدة للتخفيف من الفقر والتي ستحدد أولويات الاحتياجات التنموية في اليمن بما يمكن المانحين من تنسيق دعمهم ، وتحديد التزاماتهم المالية والفنية واستعراض برامج التنمية والمساعدات الاقتصادية. ويتزامن انعقاد اجتماع نيويورك مع مبادرة العديد من المانحين برفع سقف الدعم التنموي المقدم لليمن من قبيل رفع الولاياتالمتحدة الى " 300" مليون دولار عن السقف السابق المحدد ب 45 مليون دولار في العام 2006 ،وتدشين تنفيذ استراتيجية دعم جديدة تمتد لثلاث سنوات بكلفة "183" مليون دولار ومبادرة البنك الدولي برفع المساعدات المقدمة لليمن في هيئة منح الى "200" مليون دولار وهي ذات المبادرة التى اعتمدت من قبل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية " الايفاد "،الى جانب تخصيص صندوق النقد الدولي لمبلغ " 369.8 مليون دولار لتمويل برنامج دعم خاص لليمن يمتد لثلاث سنوات في إطار الخطة الأشمل للتنمية متوسطة الأجل التي وضعتها الحكومة اليمنية، إلى جانب اعلان المملكة المتحدة رفع سقف الدعم المقدم لليمن الى ما يزيد عن الضعفين. وتضم مجموعة اصدقاء اليمن التي جرى تشكيلها خلال اجتماع رفيع المستوى بلندن لشركاء التنمية في اليمن عقد في كانون الثاني / يناير 2010 ، دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا واليابان وكندا وتركيا والمنظمات الدولية الرئيسية.