حفل هذا اليوم باعتصامات واحتجاجات في مكاتب المؤسسات الحكومية في إطار ما صار يطلق عليها " ثورة المؤسسات" التي تهدف إلى عزل رموز الفساد والمطالبة بالإصلاحات وتحسين مستويات الأجور, فقد واصل موظفو مؤسسة المياه والصرف الصحي والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومصلحة الضرائب اعتصاماتهم لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بتغيير مدراء تلك المكاتب والمتهمين بقضايا فساد. وكان موظفون في مكتب الصناعة والتجارة قد قاموا بتنفيذ اعتصام مماثل طالبوا فيه إقالة المدير العام لمكتب الصناعة بالمحافظة والمتهم هو الآخر بقضايا فساد وإهدار للمال العام. كما قام موظفو شركه النقل العام بتعز بطرد المدير العام من مكتبه مطالبين بتغيير قيادات الفساد داخل فرع المؤسسة. بينما واصل عمال وموظفو صندوق النظافة والتحسين اعتصامهم المفتوح لليوم الرابع على التوالي أمام مبنى المحافظة مطالبين عزل مدير الصندوق وإدارة مشروع التحسين وصرف مستحقاتهم المالية من رواتب ومكافآت. واحتشد آلاف من طلبة المدارس أمام مكتب التربية والتعليم مرددين هتافات تدعو إلى تغيير مدير المكتب المتهم بالتورط بإيواء مجاميع مسلحة داخل المكتب تابعة للنظام خلال الفترة السابقة . وفي سياق منفصل أقيم عصر اليوم في ساحة الحرية بتعز مهرجان احيائي بالذكرى التاسعة لاستشهاد جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني , وقد اشتمل المهرجان على فقرات عديدة تنوعت بين الكلمات والخطابات والقصائد الشعرية التي عبرت عن المناسبة ومناقب الشهيد , كما تم عرض اسكتش مسرحي على هامش المهرجان عبر عن قضية النضال السلمي ورمزية مسيرة الحياة . وعقب انتهاء المهرجان أقيمت ندوة حوارية تناولت تجربة الشهيد وتاريخه النضالي والمشروع الوطني الذي كرس حياته من أجله. وقال د. أمين أحمد ثابت سكرتير الدائرة الثقافية بمنظمة الحزب بتعز : "إن جار الله عمر يعني قيمة رفيعة , كنا نعتقد أنه ملكاً للحزب الاشتراكي , ولكن التاريخ الذي سار فيه الشهيد لم يجعله كذلك , بل تعدى إلى أن صار ملكاً للحركة الوطنية والمشروع الوطني ". وأضاف : " لقد ساهم الشهيد في رفع مسألة سلطة الشعب فوق الأيديولوجيا , وأثبت من خلال تجربته أن الديمقراطية هي مسألة قيمية وليست أداة تؤدي إلى تقاسم السلطة ." مؤكداً أن "ثورة فبراير الشبابية أثبتت صحة وجهة نظر الشهيد من أن اليمن تحكم من الخارج ". من جانبه وصف أ. عادل العقيبي أمين مساعد سر فرع التنظيم الوحدوي الناصري جار الله عمر بأنه استطاع أن يختزل بمشروعه الوطني الجامع تاريخ وطن بأكمله , مثمناً بالدور الكبير الذي اضطلع به الشهيد في مسار التحولات الوطنية , وإيجاد كتلة تاريخية أنيط بها قيادة المشروع الوطني الديمقراطي . وتناول أ. أحمد عثمان كاتب صحفي التجربة الرائدة للقاء المشترك وإسهام الشهيد في ذلك, قائلاً : " لدى جار الله عمر نفسية كبيرة , لقد استطاع أن يتجاوز كل الصراعات والإخفاقات , وكان يخرج من كل تجربة بإيجابية وهذا ما جعله يقود حوارات معمقة مع الفرقاء السياسيين والوصول إلى تحقيق منجز وطني كبير المتمثل باللقاء المشترك " . مؤكداً في ذات السياق بأن " الحاكم أدرك منذ البدء أن فكرة اللقاء المشترك مثلت مشروعاً وطنياً مناهضاً للاستبداد؛ لذا تآمر على اغتيال جار الله عمر في المؤتمر العام للتجمع اليمني للإصلاح هادفاً من وراء ذلك إشعال فتيل الفتنة بين الاشتراكي والإصلاح, ولكن فشل هذا المخطط ".