يستعين ملايين الحجاج القادمون من مختلف بقاع الأرض إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج بالإشارات والإيماءات والابتسامات وعلامات الاستهجان أحيانا، وذلك لقضاء حوائجهم والتواصل فيما بينهم في أوقات يصعب التواصل باللغة . وفي المسجد الحرام، تستخدم حاجة قادمة من إحدى الدول الإفريقية يديها لإبلاغ أخرى تركية أنها لم تفرغ من الصلاة، فتفهم الأخرى بواسطة الايماءات وتكمل السيدة الإفريقية صلاتها ثم تتصافحان، وفقا لوكالة "فرانس برس ". ويقول السوداني علي عبد الله صاحب أحد المتاجر "البعض يدعو هذه الطريقة الخاصة (لغة الحرم)، أتعامل مع الحجاج الآسيويين مستخدما لغة الإشارة ". ويضيف "اعتمد لغة الجسد والعلامات حتى الرسم في بعض الحالات. استطيع التعامل بشكل أفضل مع النيجيريين والأفارقة الآخرين الذين يتكلمون عادة الإنجليزية، لكن الآسيويين (من غير العرب) لديهم لغاتهم الخاصة ولا أفهمها ". ويحاول عبد الله الذي يعمل في مكة منذ 5 سنوات تحسين الاتصال من خلال تقديم ورقة وقلم لرسم ما يبحث عنه الزبائن . وبعيدا عن المكان، يحاول شرطي تنظيم حركة الحجاج داخل مسجد وخارجه بتحريك ذراعيه لإعطاء توجيهات للحشود التي تختلط أصواتها في جميع أرجاء المسجد، لكن الصمت يصبح مطبقا فور حلول موعد الصلاة . ويقول حاج تركي يتحدث الإنجليزية بصعوبة، "في المسجد نفهم مع وجود علامات ". والعلامات في المسجد وساحاتها تتضمن في الغالب رسما توضيحيا والكتابة عليها تكون باللغات العربية والأوردية والإنجليزية الأكثر انتشارا بين المسلمين . وتوزع على الحجاج ملايين الكتيبات والأفلام والأشرطة والمصاحف بمختلف اللغات وتتوفر المعلومات الأساسية ب 32 لغة من لغات العالم . كما تم تخصيص خط خدمة هاتفي للرد على أسئلة الحجاج بثماني لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والأوردية والإندونيسية والتركية والبنغالية والهاوسا . ويبذل بعض الحجاج جهودا لتعلم بعض مفردات اللغة العربية أثناء فترة الحج، فيما تم توظيف 700 مترجم لمساعدة الحجاج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . ويقول حاج أميركي من أصل نيجيري "لقد تعلمت بضع كلمات عربية لمساعدتي على التواصل استطيع أن أقول (شكرا) و(صبرا) أيضا ". يذكر أن الحج يبدأ الأربعاء بيوم التروية في منى، يليه الخميس يوم الوقوف بصعيد عرفة عند جبل عرفات وهو الركن الأعظم من الحج، وينفر الحجيج مساءا إلى مزدلفة حيث يمكثون لبعض الوقت ويلتقطون الحصى، قبل العودة إلى منى في اليوم الأول من عيد الأضحى الجمعة لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي أو النحر ثم الحلاقة أو التخفيف ثم طواف الإفاضة حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة . وتأتي بعد ذلك أيام التشريق الثلاثة (السبت والأحد والاثنين) التي يمكن للمتعجل العودة إلى بلده لظرف ما، أن يختصرها إلى يومين فقط . ويقوم الحاج في أيام التشريق بالخصوص برمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) بسبع حصيات مع التكبير رمزا لرفض غواية الشيطان، وينهي الحاج مناسكه بطواف الوداع حول الكعبة . "سكاي نيوز"