يشهد الشارع المصري على مدار الايام الماضية منذ 30 يونيو العديد من مشاهد العنف والأحداث الدامية الناتجة عن الإشتباكات المسلحة بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي من جهة والحيش ومعارضين له من جهة أخرى. وكان أخر هذه الأحداث تلك التي حدثت أمام مقر دار الحرس الجمهور في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين والتي سقط على إثرها المئات بين قتيل وجريح. وقالت وزارة الصحة، في بيان لها، إن الاشتباكات التي وقعت أمام نادي الحرس الجمهوري، فجر الاثنين، أسفرت عن سقوط 42 حالة وفاة، و329 مصابًا. وطبقا لروايات الجيش فإن المحتجين حاولوا اقتحام مقر قوات الحرس الجمهوري مستخدمين الاسلحة النارية وقنابل المولوتوف. وقال المتحدث العسكري، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، اليوم الإثنين، في مؤتمر صحفي أن «القوات المسلحة لا تقتل أطفالاً.. ولكن تقتل أعداءها فقط»، معتبرًا ما يتم نشره بمثابة «حملة أكاذيب وشائعات ضد القوات المسلحة»، مشددًا على أن القوات المسلحة تسعى في مصر الجديدة بعد «30 يونيو» للوصول إلى دولة ديمقراطية جديدة تبهر العالم. وأضاف «علي»، في مؤتمر صحفي عقده بالهيئة العامة للاستعلامات للتعليق على اشتباكات الحرس الجمهوري، أن التحركات التي تتم في الشارع المصري وسيناء تجعلنا لا نتحدث عن مشهد سلمي، وإنما عن عناصر تلجأ للتحرش والاستفزاز، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة متواجدة في الشارع منذ أكثر من 10 أيام، ولم يحدث أي عنف منها، وإلى أن القانون يتيح للجندي المصري الدفاع عن منشأته العسكرية إذا تعرضت للخطر. وتطرق للحديث عن تفجير خط الغاز، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القوات المسلحة ترى أن هناك محاولات استفزازية للتعامل معها، وقال: المتظاهر السلمي أخ لنا، وطالما كان سلميا فمهمتنا ومهمة الشرطة حمايته، والدولة والقوات المسلحة لم تتخذ أي إجراءات استثنائية ضد أي فرد، والقيادات الدينية متواجدة في «رابعة» ولا توجد أي إجراءات استثنائية. وعلق «علي» خلال كلمته على الفيديوهات، التي قال فيها معتصمون إن أطفالا قتلوا وإن صفحة حزب سياسي نشرت صورا لقتل أطفال، وقال: «إذا كان ذلك صحيحا فكيف يتم الدفع بأطفال في أحداث الساعة الرابعة صباحا»، لافتًا إلى أنه تبين أن الصور المنشورة خاصة بسوريين. من جانبه أكد اللواء هاني عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية ، في كلمته خلال المؤتمر، أنهم فوجئوا فجر الاثنين، بإلقاء البعض الحجارة على قوات الأمن وتطور الأمر إلى إطلاق نيران بكثافة تجاه القوات، أسفرت عن استشهاد ضابط ومجند وإصابة آخرين. وأوضح اللواء "عبداللطيف"، أن القصد من هذه الأحداث هو إرباك المشهد المصري الذى أبهر العالم، وأنه لن يُسمح بهذا الأمر، وسيتم مواجهتها بكل حسم وقوة وفقا للقانون. من جانبها تقول جماعة الإخوان المسلمين إن أعضائها تعرضوا لإطلاق نار أثناء اعتصامهم، وقت صلات الفجر أمام مقر قوات الحرس الجمهوري ووفقا ل"بي بي سي" قال محمد سلطان، رئيس هيئة إسعاف مصر، أن 51 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 435 فى الأحداث التي وقعت صباح الاثنين، مشيرا إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقى العلاج. ويطالب عدد من الفعاليات المصرية بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للتحقيق في أحداث دار الحرس الجمهوري. ومن تداعيات الازمة المصرية استقال 6 مراسلين من قناة "الجزيرة" القطرية اليوم الاثنين 8 تموز/يوليو احتجاجاً على سياسة التغطية المضللة للأحداث في مصر. ووفقاً لأقوال الصحفيين في لقاء مع قناة " ONTV " المصرية فإن إدارة "الجزيرة" كانت تجبرهم على تزوير حقيقة الأحداث في مصر من أجل تقويض سيادة البلاد والجيش. وكانت النيابة العامة قد أمرت في الأسبوع الماضي بإلقاء القبض على مدير مكتب "الجزيرة" في القاهرة عبد الفتاح فايد بتهمة الإخلال بالنظام العام وتهديد الأمن القومي. وترى السلطات المصرية بعد إعلان الجيش عن عزل الرئيس محمد مرسي وتعيين الرئيس المؤقت يوم 3 تموز/يوليو أن بث القناة يحرض على العنف. وأجرت الشرطة سلسلة من التفتيشات في مكتب القناة في العاصمة المصرية. وكان الجيش المصري قد أطاح الرئيس المصري الأربعاء إثر احتجاجات واسعة طالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما رفضه مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية أخرى. وبقي مرسي قيد الاحتجاز منذ عزله، ويعتقد أنه موجود في مقر دار الحرس الجمهوري. وينظم مؤيدو مرسي اعتصامات عدة للمطالبة بإعادته إلى منصبه.