كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    عاجل..وفد الحوثيين يفشل مفاوضات اطلاق الاسرى في الأردن ويختلق ذرائع واشتراطات    مليشيا الحوثي تعمم صورة المطلوب (رقم 1) في صنعاء بعد اصطياد قيادي بارز    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الكوبي: اليمن أفضل دولة عربية تربطنا بها علاقات وندرس امكانية إنشاء مستشفيات متخصصة
نشر في الاشتراكي نت يوم 10 - 01 - 2014

بمناسبة الذكرى ال55 للثورة الكوبية تحدث السفير الكوبي في صنعاء ديفيد باولوفيتش اسكالونا عن انجازات الثورة الكوبية ونظامها الاشتراكي وحقوق الإنسان في كوبا.
كما أوضح "اسكالونا" في حوار أجرته معه صحيفة "الثوري" آفاق العلاقة بين كوبا واليمن في عدة مجالات، إلا أن الحديث عن جوانتانامو والجوار الأمريكي يظل مثار الاهتمام: فإلى تفاصيل الحوار
حاوره: سام أبو أصبع
• بدءاً «الثوري» إذ ترحب بكم سعادة السفير تشكر قبول استضافتكم لديها وتهنئكم بالعيد الوطني ال55 للشعب الكوبي العظيم.. وفي هذه المناسبة المجيدة يحضرها سؤال الثورة.. ما الذي أنجزته الثورة لكوبا طوال سنواتها الماضية وما الذي لم تنجزه؟
- أول شيء تحقق في 1 يناير 1959 هو الاستقلال والسيادة كنا مستعمرين من الاسبان حتى العام 1898 وبعد ذلك محتلين من القوات الأمريكية حتى بعد 20 مايو 1902 وبقي هناك شبه استعمار في قاعدة غوانتانامو الأمريكان رفضوا المغادرة واعطوا أنفسهم الحق في التدخل في كوبا على ضوء ذلك تدخلوا سبع مرات في كوبا إلى عام 1930 كان هناك حكم ديكتاتوري بقيادة ماتشاو وأثناء فترة ماتشاو تفاوض مع الأمريكان حول إلغاء اتفاقية جزيرة جوانتانامو ولكن الأمريكان اشترطوا بدل مائة سنة فترة بقائهم في جوانتانامو ان تكون مفتوحة وفي الأول من يناير 1959 كوبا رفضت استلام مبلغ 800 مليون دولار كثمن لقاعدة جوانتانامو وطالبت باستعادتها من الأمريكان، وفي الدستور أقر ذلك الحق وهذا اول منجزات الثورة.
المنجز الثاني توزيع الأرض على الفلاحين كان الفلاح الكوبي يعيش حالة من الفقر المدقع وبالتالي مع قيام ثورة 1959 أصدرت الثورة قانون الإصلاح الزراعي وفي العام 1960 أصدرت الثورة قانون الاسكان الذي ينص على أن لكل مواطن بالضرورة الحق بامتلاك سكن. وكوبا من أكثر بلدان العالم في معدلات المواطنين المالكين لمساكن أكثر من %58 من الكوبيين يملكون مساكنهم الخاصة ولا يدفعون ايجارات والباقون ممن يقومون بدفع ايجارات هي عبارة عن أقساط حتى يستوفوا قيمة مساكنهم بعد ذلك يتم تمليكهم. وفي 1961 أطلقت الثورة حملة محو الأمية شملت أكثر من ثمانمائة ألف مواطن أمي تعلموا القراءة والكتابة وبعد ذلك التاريخ حدثت المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها قامت الثورة الكوبية بتأميم الشركات والممتلكات الأمريكية تقريباً في أعوام 59-60-61م وبتأميم الشركات والأراضي التابعة للدكتاتور باتيستا وسيطرت وأخذت كل الموارد وفي خلال هذه الفترة كانت معركة خليج الخنازير والتي انتصرت فيها كوبا وكذلك كان هناك أزمة أكتوبر أزمة الصواريخ البالستية، وهو أيضاً نصر باعتباره إرادة الشعب وعدم تنازله أمام التهديدات الأمريكية وفي خلال الفترة نفسها تم القضاء على الجماعات المسلحة والمتمردة التي وقفت ضد الثورة بدعم وتسليح من الولايات المتحدة بمعنى تم القضاء على كل محاولات الانقلاب على الثورة والعودة إلى ما قبل الثورة.
ومن المنجزات التي تم تحقيقها مستوى التعليم للشعب الكوبي تقريباً من اجمالي 11 مليون هم تعداد سكان كوبا يوجد لدينا مليون خريج جامعي مستوى التعليم مرتفع وأقل واحد لديه ما يعادل لديكم ثانوية عامة. في كوبا التعليم إلزامي لكل الأطفال حتى الصف التاسع ولا يمكن لأي طفل أن يترك التعليم حتى هذه المرحلة وهذا المستوى من التعليم في الجامعات وفي المعاهد وفي المدارس نعتبره من منجزات الثورة. طبعاً كل ذلك التعليم مجاني: التسجيل والكتب والمقاعد حتى الحصول على الدكتوراه وهذا ما نعتبره منجزاً. نحن الشعب المثقف في أمريكا اللاتينية والتعليم لدينا يشمل حتى ذوي الاحتياجات الخاصة %100 للأطفال الحق في التعليم وفي هذه الأثناء يتواجد حوالي 400 ألف طالب جامعي.
منجز آخر من منجزات الثورة هو الجانب الصحي فقد وصل الطب إلى مؤشرات عالية جداً وفي مصاف الدول المتقدمة في العالم.
ومعدل الوفيات بين الأطفال تقريباً ما بين 4 أو 5 في الألف هذا المؤشر لا يوجد حتى لدى الولايات المتحدة الأمريكية واللقاحات لدينا ضد 14 مرضاً هذا يجعلنا نتفادى كل الأمراض التي انتهت ولدينا نظام تأهيل الأطباء متطور جداً كما أننا طورنا كثيراً في صناعة الأدوات الطبية ومنتجات عالمية لمكافحة السرطان والجانب الصحي من أكثر الجوانب نجاحاً بالنسبة للثورة وفي الجانب الرياضي حققنا انجازات كبيرة مثلاً في الاولمبياد الأخيرة ومقارنة بتعداد سكان كوبا كانت كوبا من ضمن العشرة الأوائل في الاولمبياد - الرياضة للجميع من أجل تأهيل الشباب ذهنياً وبدنياً ويوجد لدينا صناعات للأدوات الرياضية.
وأيضاً من منجزات الثورة في مجال البيئة فقد حققنا معدلات ممتازة جداً في الحفاظ على البيئة فقد قمنا بتطبيق وتنفيذ المعايير الدولية لا يوجد لدينا أي منطقة ملوثة في البلاد ونحن نتمتع بجو نظيف وبيئة نظيفة وصحية. وهناك منجز آخر في المجال السياحي كوبا قبل الثورة كان مستوى السياحة قليلاً جداً ومتدهوراً حيث كان اجمالي الوافدين للسياحة في كوبا لا يتجاوز 100 ألف سائح في السنة في هافانا وفي بعض الشواطئ وفي هذه الأثناء أصبحت كوبا مركزاً سياحياً مهماً جداً في حوض الكاريبي وتحظى باهتمام وجذب للسياح من كل مكان في العالم وتستقبل كوبا في هذه الأثناء 3 ملايين سائح في السنة ولدينا هدف لرفع هذا الرقم إلى خمسة ملايين سائح خلال ثلاث سنوات وفي الجانب الاقتصادي هناك توجه لانشاء مصانع انتاجية جديدة وتوسيع المصانع الموجودة وانتاج بضائع ومواد لا نستطيع الحصول عليها بسبب الحصار المفروض علينا منذ بداية الثورة تقريباً من العام 1960 والقيود المفروضة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهذا ما يجعلنا نذهب دائماً باتجاه ايجاد حلول وتنمية اقتصادنا وهناك طبعاً عيوب ليس فقط بسبب الحصار أيضاً بسبب الحكومة لا يوجد لدينا مؤسسات حكومية توجد آلية للقطاع الخاص وللمزارعين المنتجين الفلاحين. هذا جانب أيضاً بسبب الصناعة في البلاد التي لم تتطور بالشكل المفترض أو المطلوب وهذه نعتبرها من الصعوبات والتي نتطلع إلى تجاوزها ومن المنجزات أيضاً دور المرأة في المجتمع الكوبي حيث كان قبل الثورة ينظر للمرأة كدرجة ثانية الآن %75 من القوى العاملة تشكلها المرأة من المهندسين والأطباء وفي المستويات القيادية وفي البرلمان تصل النسبة من 40 إلى %45 من القوام وعلى سبيل المثال في وزارة الخارجية لدينا %50 من السلك الدبلوماسي وعلى مستوى سفير، حقيقة المرأة في كوبا تحقق مستوى عالياً من دخل المجتمع كما ان هناك موروثاً قديماً لم نستطع حتى الآن التخلص منه كيف يمكن مثلاً مشاطرة الواجبات المنزلية مع المرأة وهناك في كوبا عندما تلد المرأة تفرغ الدولة أحد الوالدين لمدة عام كامل لرعاية الطفل دون ان يتم قطع راتبه.
ومن منجزات الثورة إلغاء التمييز العنصري هناك الافارقة والاوروبيون والصينيون عندما دخل الافريقي أو الأسود إلى كوبا دخل كعبد للعمل قبل ان تقوم الثورة بمنحه كل الحقوق ودمجه في المجتمع الكوبي بشكل كامل وقد قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك ومع ذلك ما زال هناك موروث بغيض لم نصل معه بعد إلى قطيعة تامة مثل الرجل الأبيض لا يريد تزويج ابنته على رجل أسود وهذا شكل من أشكال التمييز وخلال 50 سنة من عمر الثورة لم نتكمن تماماً من محو بعض هذه الأشكال العنصرية الموروثة لكن في مستوى تعامل الدولة وفي بنية القانون والدستور في البرلمان وفي السلك الدبلوماسي وفي كافة مؤسسات الدولة لا توجد مثل هذه التميزات.
• أخشى أن سعادة السفير قد قام بالإجابة على كل الأسئلة التي وددت أن أطرحها عليه.. والسؤال الآن هو: دائماً ما كان موضوع حقوق الإنسان يشكل رأس حربة في هجوم الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا.. كيف تنظرون إلى ملف حقوق الإنسان في كوبا وما مدى صحة ما تذهب إليه الولايات المتحدة في هجوماتها المتكررة عبر وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية تجاه هذا الملف الكوبي؟
- حقيقة موضوع حقوق الإنسان تم تسييسه بشكل كبير جداً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة لها الحق الإنساني هو حق سياسي انطلاقاً من أفكارهم ومبادئهم في مجتمع رأس مالي حرية التعبير حق تشكيل الاحزاب السياسية والمنظمات بالنسبة لهم هذه هي حقوق الإنسان بالنسبة لنا في كوبا واضافة إلى ذلك حق الطفل في النمو في مجتمع صحي مجتمع يتلقى فيه التعليم حق المرأة في العمل والمشاركة النشطة والفاعلة في المجتمع حق العمل كل إنسان يجب ان يكون لديه فرصة عمل ووظيفة حق الانسان في المسكن يجب أن يكون لدى كل مواطن مسكن حق التعلم حق الغذاء حق الإنسان في أن يتلقى الرعاية الطبية بالنسبة للأمريكان ليست هذه النقاط مهمة هم لا يهتمون سوى بحرية الإعلام وحق التعبير كي يستغلوها في مهاجمة البلدان التي لا تتوافق مع سياسة الولايات المتحدة مثلاً اذا تم قتل طفل فلسطيني بالنسبة للأمريكان ليست مشكلة ولكن إذا خرج عشرة أفراد في كوبا وقاموا بمظاهرة وقام الشعب بمناهضتهم هذه تعتبر لديهم مشكلة وان هناك قمعاً للحريات واذا أراد شخص ان يكتب ضد الثورة وهو شخص مدفوع الأجر من الأمريكان وممول من الأمريكان وتم اتخاذ اجراءات ضده يعتبر خرقاً لحقوق الإنسان مع ان هذا العمل لا يمكن ان يقوم به شخص ضد الولايات المتحدة، أي سفارة في الولايات المتحدة تقوم بدعم وتمويل مجموعات ستأخذهم السلطات الأمريكية وتتهمهم بالعمالة وتزج بهم في السجون كما ان أي احتجاج في الولايات المتحدة سيخرجون لهم الخيول والشرطة واذا سقط أحد المحتجين ليس لديهم مشكلة.
• تقصد ما حدث في وول ستريت؟
- بالضبط.. وحسب الأمريكان نحن ليس لنا حق في قمع أي مظاهرة أو احتجاجات ممولة من قبل الأمريكان ويعتبرون ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان وانا كما قلت لك موضوع حقوق الإنسان موضوع سياسي بحت حيث هناك ازدواجية في المعايير.
• سعادة السفير في موضوع جوانتانامو هناك بعض اللُبس في موضوع القاعدة الأمريكية بجوانتانامو كيف حصلت الولايات المتحدة عليها كقاعدة؟
- في موضوع القاعدة فرض هذا الأمر على الكوبيين عام 1902 حيث كما ذكرت لك سابقاً كانت كوباً واقعة في شبه احتلال حيث خير الكوبيون أما بين بقاء الأمريكان أو اعطائهم القاعدة، انه أمر فرض على كوبا.
• هل الأمر له علاقة بوراثة الامبراطورية الأسبانية حينها؟
- لا.. الامبراطورية الأسبانية كانت مستعمرة لكوبا وبالتالي كانت مسيطرة على البلد بأكمله ولم تكن بحاجة لقاعدة.
• أنا أقصد أن هناك اتفاقاً تم في الولايات المتحدة بين الولايات المتحدة واسبانيا قبل استقلال كوبا 1902 تم بموجبه تنازل اسبانيا عن الفلبين وبوتريكو وكوبا لصالح الولايات المتحدة؟
- هذا كان باتفاقية مع اسبانيا 1898 ان اسبانيا تسلم الولايات المتحدة بورتريكو والفلبين وبالنسبة لبورتريكو لم يكن هناك أي مقاومة للأسبان لكن في كوبا كان هناك مقاومة وعندما بدأ الكوبيون في الانتصار ولاحت معالم الاستقلال بدأ الأمريكان بالتدخل ودخلوا كوبا وأخذوا السلاح من المقاومين الكوبيين جيش مامبي وقاموا بالاستيلاء على %80 تقريباً من الأراضي بأسعار زهيدة وتم الاستيلاء على صناعة السكر وشركة الكهرباء والهاتف كل شيء تقريباً وقع في يد الأمريكان.
• هناك مقولة لوزير خارجية أمريكا حينها في توصيفه لما ينبغي عمله في كوبا تقول دع التفاح ينضج وبعد ذلك يسقط في ايدينا، وكيف استخدمت امريكا قضية انفجار سفينة امريكية في هافانا لتبرير تدخلها وتحميل اسبانيا مسؤولية الانفجار لإسقاط كوبا في يدها؟
- بطبيعة الحال كوبا تبعد حوالي تسعين ميلاً بحرياً عن شواطئ الولايات المتحدة وهم كان لديهم تطلع لضم كوبا اليهم وقد عرضت أيام الاستعمار الاسباني على كوبا شراءها بمبلغ مائة مليون دولار وانفجار الباخرة الذي تحدثت عنه كان مبرراً للتدخل وموضوع الباخرة موضوع فيه لبس فقد انزل الأمريكان جميع ضباطهم والصف الضباط من السفينة ولم يتبق سوى البحارة الذين راحوا ضحية الانفجار وعلى الفور حمل الامريكان الحكومة الأسبانية مسؤولية الانفجار وتحت هذا المبرر كان دخولهم إلى كوبا وكل الناس تعرف ذلك.
• إذا انتقلنا الى موضوع برتريكو حسب علمي ان هناك ثواراً برتريكويين في صفوف الثورة الكوبية هل لذلك علاقة بكون البلدين واحداً وهل صحيح ان كوبا بعد الثورة طالبت بها بصفتها جزءاً من كوبا؟
- هناك كثير من الثوار من امريكا اللاتينية بشكل عام شاركوا في صفوف الثورة الكوبية منذ أيام الاستعمار الأسباني وحتى ثورة 1 يناير 1959. كان هناك حتى امريكيون من الولايات المتحدة هنري ريفي كان من الضباط وقاتل ضد الاسبان وقد فقد ساقيه اثناء القتال واستمر في القتال وتكريماً له وضعنا اسم هنري ريفي على بعثة طبية مثلاً عندما حصل الزلزال في باكستان ارسلت كوبا بعثة طبية باسم هنري ريفي وكذلك في اعصار كاثرينا في الولايات المتحدة تم ارسال بعثة طبية هذه هي رسالة الكوبيين الأممية.
• وإذا انتقلنا قليلاً إلى محور الاقتصاد من المعروف ان الدولة الكوبية تلتزم بمبادئ الاشتراكية في تنظيم اقتصادها إلى حد كبير خاصة في التخطيط للمؤسسات التي تسيطر عليها الدولة وتعود ملكية وسائل الانتاج للدولة وتديرها الحكومة كما ان معظم القوى العاملة موظفة من قبل الدولة والملاحظ أن هناك نوعاً من التحول حيث ان العمل في القطاع الخاص وصل إلى %22 من اجمالي سوق العمل ومع القرار الأخير بالسماح باستيراد السيارات هل هذا مؤشر للتحول نحو اقتصاد السوق الحر؟
- بالنسبة للاقتصاد الكوبي هناك شركات ومؤسسات صغيرة لانتاج النسيج وبعض مواد البناء وبعض المناجم ونحن نفكر خلال خمس سنوات قادمة ان يبقى %40 من الموارد الرئيسة في يد الدولة كالمصانع الرئيسة والبترول أي المكتسبات الثورية ولكن الشركات والمؤسسات الصغيرة والتعاونيات نحن عندما نتكلم عن القطاع الخاص هم صغار المزارعين أو الفلاحون حيث %70 من هذه الملكية تعود للفلاح استناداً على قانون الإصلاح الزراعي وكلما ازدادت الإصلاحات زاد القطاع الخاص نحن نعتقد في الاشتراكية ان الحاجات الأساسية تظل في ملكية الدولة ولكن الشركات والمؤسسات الصغيرة يمكن ان تخصخص أما المستشفيات والمدارس هذه ستظل تتبع الدولة وتقدم الخدمات الدولة.
• البعض سعادة السفير يستدعي مقارنة أو مقاربة ما بين ما يحدث الآن في كوبا وما حدث في ثمانينيات القرن الماضي للاتحاد السوفيتي الذي تبنى إصلاحات اقتصادية (بروسترويكا) غورباتشوف وقد قادت هذه الإصلاحات إلى انهيار الاتحاد السوفيتي حينها والخوف اليوم يقع من تكرار هذا الانهيار للنظام الكوبي؟
- بالعكس نحن وطدنا وعززنا الاشتراكية ونحن نحدث النظرية الاشتراكية ونستفيد من خبرات تجارب الفيتناميين والصينيين وقانون التخطيط وقانون السوق بالضرورة هنا أن نتفاعل معه، مثلاً عندما حصلت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة نزل سعر النيكل من خمسين ألف دولار إلى ثمانية آلاف دولار في السوق بينما يكلفني انتاجه تسعة آلاف دولار فلماذا استمر بانتاجه في ظل هذا الانخفاض بمعنى أن هناك تأثيراً وتفاعلاً مع السوق العالمية.
• هل صحيح أن كوبا الدولة الثانية في انتاج النيكل؟
- ليس صحيحاً كانتاج لكن كمادة خام تعتبر كوبا الرابعة على مستوى العالم: كندا استراليا الولايات المتحدة.
• حول موضوع العلاقات الأمريكية الكوبية ومع صعود اوباما لرئاسة الولايات المتحدة كان قد تحدث في خطاب له في العام 2009 حول ضرورة وجود علاقة جديدة مع كوبا بالإضافة إلى قضايا الحدود المشتركة والاتجار بالمخدرات وقضايا التهريب مع وجود راؤول كاسترو كرئيس جديد لكوبا هل يمكن ان تشهد العلاقات تغيرات ما؟
- بالنسبة لإدارة أوباما كان هناك نوع من التحسن في بعض الأشياء، وأثناء فترة حكم بوش فقد أوجد كثيراً من القيود والعراقيل وفي محاولة لخنق كوبا وكان هناك ضغط على الجالية الكوبية في الولايات المتحدة، من ضمن القيود التي فرضتها إدارة بوش أن المهاجرين الكوبيين في ميامي لا يمكن ان يسافروا إلى كوبا إلا كل ثلاث سنوات وعلى مستوى الحوالات المالية ان لا تتعدى المائة دولار لأقاربهم وأسرهم، لآبائهم واخوانهم فقط. أما للعم أو الخال غير مسموح. ومنع زيارات الرياضيين ولقاءات العلماء وحين أتى أوباما قام بتغيير ذلك كله بمعنى أن أوباما لم يقم بشيء جديد كل الذي عمله أنه ازال القيود التي عملها سلفه بوش. رجعت العلاقات لما قبل بوش كالتنسيق مع الشرطة للقبض على المهربين والمهاجرين بالمخدرات وعادت الاجتماعات السنوية لمناقشة قضايا الهجرة واختفاء لغة التهديد بالغزو والاعتداء على كوبا طبعاً هناك اختلاف كبير بين بوش وأوباما على الرغم من ان اوباما لم يقم بما كان يتوقع منه العالم القيام به وهو الذي حصل على جائزة نوبل للسلام وإلى الآن لم يقم بعمل يستحق عليه وهذه الجائزة وبالنسبة لراؤول كاسترو في خطاب له في الجمعية العمومية قال ان كوبا على استعداد للجلوس مع الامريكان جلوس الند للند على هذه القاعدة نحن مستعدون لذلك، كوبا مستعدة أن تتحمل خمسين سنة أخرى. هذه آخر ولاية لأوباما وإن شاء الله محتمل ان تتغير العلاقة ونحن نحاول مع اوباما للافراج عن الخمسة الأبطال المعتقلين في السجون الأمريكية تم الإفراج عن واحد وبقي اربعة منهم والذين تم اعتقالهم بتهمة التخابر مع كوبا في حين انهم كوبيون وإن شاء الله يفرج عنهم قبل مغادرة اوباما منصب رئيس الولايات المتحدة وحقيقة عليهم أحكام جائرة مقابل انهم كانوا يؤدون خدمة لبلدهم.
• هناك حقيقة سؤال لا يمكن ان تمر هذه المقابلة بدون طرحه وهو خاص بالرفيق فيدل كاسترو وبصفته قائد الثورة ورمزاً من رموز التحرر العالمي ما الذي لا زال يمكن أن يقدمه فيدل كاسترو لكوبا اليوم؟
- فيدل كاسترو ما زال هو القائد التاريخي لكن نتيجة لوضعه الصحي تخلى عن جميع المناصب في الحكومة ومن الحزب الشيوعي وهو يكتب اليوم تأملات الرفيق فيدل ويقوم بتحليلات عن الوضع العالمي وهو على تواصل مع كثير من القادة الدوليين لكن نظراً لوضعه الصحي وتقدمه في السن (86 سنة) لم يعد يستطيع القيام بدور فعال وحتى نحن لا نريد له ذلك رغم أننا نتمنى أن يتعمر أكثر وهو في مرة عندما قال الأمريكان انهم يريدون موت فيدل كاسترو وكان رده بالقول بأنني سأتعمر 120 سنة من أجلكم.
• في موضوع العلاقات اليمنية الكوبية ما هي امتداد هذه العلاقة تاريخياً؟
- اليمن هي أفضل دولة عربية تربطنا بها علاقات ويمتد تاريخ هذه العلاقات منذ ستينيات القرن الماضي والزيارات المتبادلة وقد قام الرفيق فيدل بالزيارة إلى عاصمة اليمن الديمقراطية الشعبية حينها –عدن- قبل وحدة الشطرين تقريباً في العام 1978 حين قام بافتتاح كلية الطب جامعة عدن وقمنا بابتعاث أطباء كوبيين وقمنا باستقبال أكثر من الفي طالب يمني في مجال الطب.
كما ان مواقف البلدين على الصعيد الدولي تتفق في الكثير من الرؤى وكون البلدين عضوين في حركة دول عدم الانحياز، الدولتان تساند وتدعم قضية الشعب الفلسطيني ونحن نتطلع خلال العام الحالي لإعادة تفعيل التعاون الطبي والرياضي بين البلدين ونقوم بابتعاث دكاترة واساتذة للجامعات اليمنية ونحن ندرس امكانية انشاء مستشفيات متخصصة في العظام والسرطان وحسب معلوماتنا يسافر سنوياً أكثر من مائة ألف يمني للعلاج في الخارج وهذا يكلف الجانب اليمني الملايين واذا وجدت هذه المستشفيات المتخصصة لن يكون هناك داعي للسفر إلى الخارج وبامكان المريض تلقي العلاج هنا وعلى العموم في الجانب الصحي هناك مستوى كبير من التعاون بين البلدين.
• كم يبلغ تعداد الجالية اليمنية في كوبا؟
- العدد ليس كبيراً ولا يتجاوز العدد الاربعين وهو العدد نفسه تقريباً للجالية الكوبية في اليمن وهناك يمنيون تزوجوا بكوبيات وقرروا البقاء في كوبا.
• سعادة السفير ما هي أكثر وسائل التعبير عن الثقافة الكوبية شيوعاً؟
- بالنسبة في جانب الأدب كوبا لديها العديد من الكتاب والشعراء على مستوى العالم على سبيل المثال خوسيه مارتي، خوسيه تاليت، ميغيل بارنيت، دوليس ماريا.
• ألا يوجد كتب مترجمة للعربية؟
- هناك بعض الأعمال الشعرية والمسرحية المترجمة ومن ضمن الثقافات الأكثر شيوعاً الموسيقى الكوبية على مستوى امريكا اللاتينية والعالم ووجود رقصة التشاتشا التي تسمى الصلصة وفي الرسم هناك الكثير من الرسامين العالميين منهم ماريانة ومن ضمن الثقافات هناك الباليه أيضاً وكوبا هي الأولى في أمريكا اللاتينية وكوبا دائماً متميزة في فن الباليه وهناك كوبي حصل على المركز الأول في انجلترا، أيضاً لدينا مسرح وسينما ونحن من البلدان المتقدمة في امريكا اللاتينية في هذا المجال وفي قطاعات كثيرة.
وأنا أقول لك إننا في كوبا لدينا شعب مثقف يقول الشاعر خوسيه مارتي يجب ان تكون مثقفاً لكي تكون حراً وهذا ما قامت به الثورة الكوبية تعليم القراءة والكتابة فتحت المسارح والسينما والباليه وفتحت آفاق كثيرة للثقافة.
• في الأخير باسمي وباسم الزملاء في صحيفة «الثوري» نشكر سعادة السفير على سعة صدره ونريد أن نختم المقابلة التي لم يسعفنا الوقت فيها لتناول الكثير من القضايا والجوانب التي لا تقل اهمية عن ما جرى الحديث بشأنه وربما نأمل بلقاء آخر لطرق تلك القضايا والجوانب وتختم بكلمة أخيرة عبر «الثوري»؟
- بالنسبة لجانب العلاقات اليمنية الكوبية هناك الكثير من الشركات اليمنية قدمت طلبات لاستيراد بعض المواد والمنتجات الكوبية، وبالنسبة للصحافة نهنئكم بقدوم العام الجديد وشرف لنا لقاء صحفي مثقف ووطني وثوري كما اتمنى للعاملين القائمين على الصحيفة مزيداً من التميز وانا أعرف أن صحيفة «الثوري» من الصحف الجيدة والمتميزة في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.