استعرض مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي اليوم برئاسة رئيس المجلس محمد سالم باسندوة، تقرير اللجنة الوطنية الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع قيادة الحوثيين " أنصار الله ". واستمع المجلس من رئيس اللجنة نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات إلى ايضاحات حول زيارة اللجنة الى محافظة صعدة ونتائج لقاءاتها بقيادة الحوثيين .. وأقر المجلس مواصلة مناقشة التقرير في اجتماعه يوم غد. وكانت جماعة الحوثي صعدت من تحركاتها منذ يوم الاثنين الماضي تحت ثلاثة مطالب هي إسقاط الحكومة والإجراءات الاقتصادية المتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية, وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي أنهى أعماله مطلع الجاري.ويوم الجمعة الماضية بدأت الجماعة فتح مخيمات اعتصام داخل العاصمة لعدد من مسلحيها, في منطقة قريبة من ثلاث وزارات "الداخلية, الاتصالات, الكهرباء" في الجهة الشمالية من العاصمة, قالت السلطات بأنها "تهديد خطير للأمن والسكينة".واخر في منطقة الصباحة غرب العاصمة صنعاء وثالث في الجهة الجنوبية للعاصمة. وشكل اجتماع موسع برئاسة هادي ضم قيادات في الدولة وقيادات سياسية ومجتمعية يوم الخميس الماضي لجنة وطنية لاحتواء الأوضاع , وتفاوضت اللجنة مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة معقل الجماعة, إلا أن اللجنة أعلنت قبل يومين فشلها رسميا. واعتمد مجلس الوزراء نتائج أعمال اللجان الخاصة بتنفيذ الاجراءات المصاحبة للتخفيف من الآثار والانعكاسات لتصحيح أسعار المشتقات النفطية، وذلك بناء على التقارير المقدمة من اللجان الوزارية المكلفة بدراسة حاضر ومستقبل القطاع النفطي وتعزيز دوره في خدمة الاقتصاد الوطني، ووضع خطة استراتيجية لقطاع الطاقة، ودراسة الاختلالات الوظيفية في الخدمة العامة والمعالجات اللازمة لتصحيحها، ودراسة تحسين الجوانب الخدمية الحكومية. وأكد المجلس على ضوء هذه النتائج، البدء بصرف العلاوات لموظفي الدولة ومنتسبي القوات المسلحة والأمن للعامين 2012- 2013م وذلك من نهاية الاسبوع الحالي ، فضلاً عن التأكيد على تعزيز الاجراءات الخاصة بالإصلاحات المالية وعلى وجه الخصوص إصلاح الاختلالات الموجودة في الباب الاول بعد استكمال تطبيق نظام البصمة والصورة على جميع وحدات الجهاز المدني والقطاعين العسكري والأمني . ونوه مجلس الوزراء بسير تطبيق القرار الخاص بصرف مرتبات القوات المساحة والأمن عبر البريد ، حيث من المقرر أن يتم صرف مرتبات شهر أغسطس الخاصة بوزارة الدفاع الديوان العام والدوائر الملحقة به عبر البريد، ومن ثم الانتقال إلى تطبيقه على جميع المناطق والوحدات العسكرية والأمنية وذلك وفقا لقرار مجلس الوزراء القاضي بصرف مرتبات منتسبي القوات المسلحة والأمن عبر البريد . وأعلنت جماعة الحوثي أنها أرسلت رؤية تتضمن مقترحات حلول إلى الرئيس عبدربه منصور هادي, إلا أن السلطات لم ترد على تلك المقترحات حتى اللحظة, حسب قيادي بارز في الجماعة. وتضمنت الرؤية إعادة النظر في مجموعة القرارات والإجراءات الاقتصادية التي اتخذت بشأن المشتقات النفطية والاستجابة للمطالب الشعبية, وتشكيل لجنة اقتصادية من الخبراء والمتخصصين الاقتصاديين لوضع المعالجات والمقترحات اللازمة. كما تضمنت الرؤية أهمية إصدار قرار بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية والتوافق على برنامجها على أن يتم ذلك خلال أسبوعين من تاريخ الإقالة, وأن يكون هناك شراكة في القرار السياسي, وكذا إعادة النظر في قرار إنشاء الهيئة الوطنية المعنية بالمتابعة والإشراف والرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار, وإلزام المؤسسات الإعلامية الرسمية بسياسة التوافق ونبذ الإقصاء, والتوافق على آليه تنفيذية مفصلة وملزمة لتطبيق بنود الرؤية. وأكدت الرؤية المقدمة من الجماعة بأنه "بعد الاتفاق على البنود سيتم رفع المخيمات الموجودة بمداخل العاصمة صنعاء كخطوة أولى". ونقلت وكالة أنباء ((شينخوا)) عن القيادي في الجماعة , علي البخيتي, قوله: إن الرؤية التي قدمت كانت تفصيلية وليس فيها زيادة على المطالب الثلاثة الواضحة وهي إقالة الحكومة وإسقاط الإجراءات السعرية وتنفيذ مخرجات الحوار, وإنهم لم يتلقوا ردا رسميا عليها حتى اللحظة.موضحا أنه "تم تقديم هذه المقترحات عبر وسطاء محليين, من قادة الأحزاب سياسيين, إلى الرئيس عبدربه منصور هادي, وأنهم حاليا في انتظار الرد رسميا من قبل السلطات". وحسب البخيتي, فإن إعلان المرحلة الثالثة من التصعيد مرتبطة بمدى تجاوب السلطات مع الرؤى التي تم تقديمها لتنفيذ المطالب الشعبية". إلى ذلك، أطلق الحزب الاشتراكي اليمني، نداء عاجلا لكافة الفرقاء السياسيين للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة في ظل تأزم الأوضاع بعد الاعلان عن فشل الوساطة الرئاسية في الوصول إلى اتفاق مع زعيم الحوثيين، وقال «الاشتراكي»، بأن اليمن يمر بمنعطف خطير وينزلق نحو المجهول في ظل تهيئة للعودة إلى العنف والصدامات المسلحة تحت عناوين وصفها ب«ما دون الوطنية» قائلا بأنها تجاوزت مخرجات روح الحوار الوطني. ودعا بيان الحزب الرئيس عبد ربه منصور هادي وكافة القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتهم واحتواء الموقف الذي يهدد صنعاء حاليا والمتمثل بجماعة الحوثي التي نصبت الخيام على كافة مداخل العاصمة صنعاء داعيا إلى تشكيل لجنة للجلوس مع الحوثيين والتفاهم معهم مطالبا بوقف عمليات التصعيد ووقف حملات التعبئة والتحريض والمسيرات والمسيرات المضادة، مقدما عدد من النقاط لاحتواء الوضع الحالي تمثلت فيما يلي: 1 - استمرار عمل اللجنة ومواصلة النقاش حول القضايا المثارة وأن لا يعلن عن فشل التفاهم ووقف حملات التصعيد بكافة أشكالها. 2 - يرفض الحزب استخدام القوة أو التلويح بها من قبل أي قوة سياسية أو مجتمعية وذلك لتحقيق المطالب السياسية على أي صورة كانت. 3 - تحقيق الشراكة السياسية في كل هيئات الدولة وخاصة الحكومة ومجلس الشورى والهيئات السياسية المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووضع الترتيبات المناسبة لاستكمال بناء الدولة. 4 - إن التفاوض الجاد والمسؤول يجب أن تهيأ له شروط التهدئة بوقف التصعيد السياسي والجماهيري والإعلامي ووقف الضغوط أيا كان شكلها أو مصدرها، ويجب بهذا الصدد من رفع كل مظاهر التهديد والقوة من العاصمة ومحيطها. 5 - إن تخفيف المعاناة عن الشعب مسؤولية مشتركة ولا بد من تحقيق ذلك بوسائل لا يفهم منها إلا أنها تهدف إلى تحقيق هذا الغرض، وهناك مقترحات تقدمت بها كثير الأطراف يجب أن يتم تدارسها من منطلق تخفيف المعاناة على أن يقوم بذلك فريق اقتصادي تمثل فيه كافة الأطراف. 6. في هذه الهيئات بما فيها حكومة الوحدة الوطنية يتم تدارس كافة قضايا الخلاف الأخرى بما يؤدي إلى تحقيق التوافق بعيدا عن نزعة فرض الإرادات.