شهدت العاصمة صنعاء في ساعات مبكره من فجر اليوم قصفاً عنيفاً وغارات جويه نفذها الطيران الحربي السعودي في عملية اطلق عليها اسم "عاصفة الحزم" استهدفت مواقع ومراكز تجمعات الحوثيين وقواعد جوية وعددا من المعسكرات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء وعددا من المحافظات. جاءت هذه الغارات بعد بيان لخمس دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت قالت فيه "قررت دولنا الاستجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". وتناول البيان الخليجي الأزمة اليمنية بالتفصيل، وانقلاب الحوثيين على الشرعية، مشدداً على خطورة انقلاب الحوثيين على أمن المنطقة. وأكد البيان الخليجي سعيه طوال الفترة الماضية لاستعادة الأمن في اليمن عبر العملية السياسية، وآخرها الإعلان عن مؤتمر للحوار تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وأكد البيان على حصول اعتداءات من تنظيمات إرهابية طالت السعودية. وكشف البيان الخليجي عن رفض الحوثيين لتحذيرات مجلس التعاون الخليجي، ومجلس الأمن الدولي. وأعلنت عشر دول مشاركتها في عملية "عاصفة الحزم" وهي السعودية وقطر و الكويت و البحرين و مصر والمغرب والسودان و باكستان والأردن والإمارات. من جهته قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية لدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن لدحر مقاتلي جماعة الحوثي. وأضاف البيت الأبيض في بيان له "في حين أن القوات الأمريكية لا تشارك بعمل عسكري مباشر في اليمن دعما لهذا الجهد فاننا نؤسس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والمخابراتي الأمريكي." وتابع أن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب تهديدات جناح القاعدة في اليمن "وستواصل اتخاذ الاجراءات الضرورية لمنع التهديدات المستمرة والوشيكة للولايات المتحدة ومواطنينا." وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية اليوم الخميس، إنه جار التنسيق مع السعودية ودول الخليج بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر في اليمن. وذكر البيان إن ذلك يأتي في إطار عمل الائتلاف ودفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظاً على وحدة أراضيه وصيانةً لأمن الدول العربية الشقيقة. وأضاف «تابعت مصر بقلق بالغ على مدار الأسابيع الماضية التدهور الشديد في الأوضاع السياسية والأمنية فى اليمن، وما شهدته من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب». وقال إن مصر أعلنت رفضها الكامل لذلك وطالبت بالتنفيذ التام لمخرجات الحوار الوطنى واحترام الشرعية. وأضاف البيان "وتعلن جمهورية مصر العربية دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية فى اليمن استجابةً لطلبها، وذلك انطلاقاً من مسئولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي". وطبقا لوكالة "سكاي نيوز" فأن مطار صنعاء الدولي وقاعدة الدليمي الجوية المحاذية للمطار في شمال العاصمة (المطار العسكري)، وكذلك معسكر للقوات الخاصة تحت سيطرة الحوثيين، كانت هدفا للطائرات السعودية. وأضافت ، أن الغارات استهدفت أيضا القصر الرئاسي في صنعاء، فضلا عن مقر المكتب السياسي للحوثيين. وفي جنوبي اليمن، استهدفت الغارات أيضا قاعدة العند الجوية التي سيطر عليها الحوثيون الأربعاء، حسبما أكد سكان محليون. كما ذكرت أيضا أن القصف الجوي استهدف القصر الرئاسي في عدن الذي هاجمه الحوثيون الأربعاء.ومواقع لقيادات جماعة الحوثيين وأماكن تجمع ميليشياتهم في صعدة، شمالي اليمن، وفي محافظاتلحج والضالع التي استولى الحوثيون على أغلبها في الأيام الماضية. وأعلنت السعودية أن الضربة الجوية الأولى من عملية "عاصفة الحزمة" نتج عنها "تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام، وأربع طائرات حربية". جاء هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية موضحة أن عملية "عاصفة الحزم" تمت بأمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبإشراف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي، وبمتابعة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وذكرت الوكالة أن وزير الدفاع السعودي وصل، يوم أمس الأربعاء، إلى مركز عمليات القوات الجوية لقيادة عملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت عملياتها في تمام الساعة 12 من منتصف الليل، بالتوقيت المحلي للمملكة (21:00 تغ مساء الأربعاء). وبحسب الوكالة، أسفرت "عاصفة الحزم" عن "تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي (في صنعاء)، وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية، دون أية خسائر في القوات الجوية السعودية". وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن الضربات الجوية استهدفت منطقة سكنية شمال العاصمة صنعاء مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين. ووجهت القناة نداء عاجلا للكوادر الطبية بالتوجه للمستشفيات في صنعاء. وقال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي إن الضربات الجوية السعودية تمثل عدوانا على اليمن وحذر من أنها ستجر المنطقة إلى "حرب واسعة". وأضاف البخيتي لقناة الجزيرة التلفزيونية "الشعب اليمني شعب حر وسيواجه المعتدين وأنا أذكرك أن الحكومة السعودية والحكومات الخليجية سيندمون على الاعتداء على اليمن."