صنعاء .. جمعية الصرافين تعمم بإعادة التعامل مع شركتي صرافة    منتخب اليمن للشباب يتوجه إلى السعودية للمشاركة في كأس الخليج    الطليعة يفوز على شباب المعافر ويتأهل إلى ربع نهائي بطولة بيسان    خفر السواحل بالمكلا يخرج جثة الغريق محمد حديجان    تدوالات السعوديين في الاسهم الامريكية ترتفع بنسبة 230%    قائد الثورة : حظر الملاحة مُحكم وتعطيل أم الرشراش مستمر    عاجل: النيابة العامة تفتح تحيق في مخالفات صرف الودائع السعودية (وثيقة)    استعادة دولة الجنوب.. المسار الوحيد لتحقيق الاستقرار    تواصل الفعاليات الخطابية في إب بذكرى المولد النبوي الشريف    الكثيري: كلما كانت عدن قوية ومستقرة كلما كان الجنوب أكثر استقرارًا    مباحثات بين محافظ عدن ومكتب المبعوث الأممي حول التحديات الاقتصادية والتنسيق الدولي    وفاة طفلين غرقا بسيول أمطار المنخفض الجوي في بيحان شبوة    محافظ عدن يتفقد أعمال رفع مخلفات الأمطار وتصريف المياه    مصلحة خفر السواحل تحذر من اضطرابات في حالة البحر خلال 72 الساعة القادمة    المساوي يفتتح مشروع رصف حجري بمبادرة مجتمعية بمديرية ريف إب    لقاء تربوي موسع في مديرية آزال بالأمانة احتفاءً بذكرى المولد النبوي    القطاع النسائي الحديدة ينظم ندوة ثقافية بمناسبة المولد النبوي الشريف    عدن احتضنت الجميع.. المدينة التي تُهاجم من داخلها ويُقبل عليها الجميع    الامارات العربية تنتقل من دولة مصدرة للنفط.. إلى تصدير الذكاء الاصطناعي    المحافظ بن ماضي يتفقد أضرار السيول في وادي حضرموت    سيول جارفة تضرب أودية تريم وتحذيرات من غرفة الطوارئ    اغتيال قيادي أمني مرتزق وسط مدينة تعز المحتلة    السقاف يؤكد أهمية استئناف الدراسة ودعم قطاع التعليم بالعاصمة عدن    المبعوث الأممي يناقش في الرياض تمهيد الطريق لسلام مستدام في اليمن    10جرحى و90 موقوفا في عنف الأرجنتين    قصائد تتنفس الحياة في "تسريحة الظلام الأخيرة" ل"وليد سند"    سبتمر الثورة غصة الحوثي    اليمن يتوج بالمركز الأول في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم    السقلدي: حكومة بن بريك والانتقالي غير مهتمين بملف المرتبات    المبعوث الأممي: دعوات الجنوبيين للاستقلال مهمة    تحذيرات من السيول الجارفة بالمرتفعات والسواحل    مصر تقرر مصير الملك توت عنخ آمون بشكل نهائي    الانجليز لحكمتهم منعوا البناء في جبال عدن.. النازح والوافد اليمني دمر عدن    صلاح يسمي المرشح الأوفر حظا للفوز بالدوري الإنجليزي هذا الموسم    إيران لم تكن طوال التاريخ فارسية    غموض الرؤوس المقطوعة لتماثيل النساء الأثرية في اليمن    السوبر السعودي يدفع الاتحاد صوب نجم ريال مدريد    الدوري الماسي.. كيلي تتوج بذهبية 800م    «فلاشينج ميدوز».. إيجا ورود إلى نصف النهائي    محافظ تعز يشدد على الالتزام بالقوائم السعرية وضبط تكاليف النقل    سليمان: دوافع اعتقال بلال غنام في تعز مرتبط بصراع تجاري مع جماعة الاخوان المسلمين    صنعاء.. أفراد الرعاية يثيرون الفوضى في مجمع طبي بسنحان    جبل الوطن يترنح…!    ابرز نتائج الدور التمهيدي المؤهل لدوري ابطال اوروبا    الجيش الإسرائيلي يعلن اتخاذ الخطوات الأولى للسيطرة على غزة    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق مقراتها    بسبب الامطار ... انهيار حصن تاريخي في صنعاء .. صورة    مناقشة مرتكزات الرؤية الوطنية لتوطين الصناعات الدوائية    فريق طبي يتمكن من إعادة إنتاج الأنسولين ذاتياً لمريض سكري    بن سميط يحذر من مشروع "ضرب من الخيال" في شبام    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تستعرض أبرز المستجدات على الساحة الوطنية    التمر أم الموز.. أيهما أفضل لتنظيم سكر الدم وصحة القلب؟    نبتة خضراء رخيصة الثمن.. تخفض ضغط الدم وتحمي من السرطان    الصحة العالمية: اليمن يسجل أكثر من 60 ألف إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    عن تجربة لم آلفها من قبل    محامي شيرين:كسبنا القضية بالحجز والتعويض    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مايو.. ذكرى بطعم الدم

لايوجد في هذا البلد أيام خالدة او أعياد خالدة ، فكل المناسبات الوطنية تم الإجهاز المسبق على أهدافها وافراغها كليا من معناها الحقيقي وطوال عقود مضت لم نجد (ثورة) تحققت فعليا ولم نجد (وحدة) تحققت فعليا ولم نجد اي حدث تاريخي تمت ترجمته على الأرض وشعر به الناس،،
العقلية الدكتاتورية المتخلفة على مر التاريخ تتغنى بالامجاد ولا تصنعها، تتغنى بالثورات والتحرر لكنها تحول الناس الى رعايا وتابعين وتذبح معنى الثورة العميق ، الشعوب دوما هي من تصنع الانتصارات وياتي الحكام لسرقتها وتجييرها لمصالحهم وبقائهم،،..
(فالمخلوع) مثلا لم يصنع اي حدث لكنه اساء لكل الأحداث ولم يشارك في اي ثورة ولكنه استغل كل الثورات على طريقة كل دكتاتوري قبيح وبدلا من تحويل اهداف الثورة الى نهضة جعلها نكسة فنكل وقتل واضطهد ودمر وفسد وأفسد ، وكان الجيش الذي عمل على بناءه ثلاثون عاما من قوت الشعب مجرد تشكيلات من المرتزقة وقتلة مأجورين مهمتهم تطويع الشعب وأنتج وزراء مرتزقة ومحافظون مرتزقة وأحزاب مرتزقة ،،، وليس صحيحا انه (رمز الوحدة) ولكنه الرمز الذي قتل (الوحدة) وذبحها من الوريد الى الوريد..
كان يوم 22 مايو حلمنا الجميل وزخم الأماني المترعة بالفرح فتحول الى كابوس يتدثر بالأسى وتحولت ( الوحدة ) الى عامل تمزيق اشد من التشطير ذاته ،، خربت عصابة يوليو الأسود سمو المعنى ودمرت أسس التوحد النبيلة كإعصار يضرب الجزر ويحيلها الى خربشات من الخرائب ، وطوال عقدين ونيف تحول(الجنوب) من دولة الى مستعمرة لأمراء الحرب ، سرقوا ونهبوا حتى البحر وأجروا عملية مشوهة لأسماء الشوارع والمدارس وصادروا الأراضي والمصانع والمؤسسات وحولوا أبناء الجنوب وقادة (الاشتراكي شريك الوحدة) وكوادره الى طابور طويل من العاطلين عن العمل ومنفيين ومطاردين وليتهم بذلك أنتجوا دولة فاللصوص عادة لا ينتجون غير الحرائق..
عقدين ونيف من الزمن استطاعوا خلالها ان يقتلوا (الوحدة) حلما وأمنية في قلوب عشاقها الحقيقيين وتحولنا (من شعب واحد في دولتين قبل الوحدة الى شعبين في دولة واحدة بعد الوحدة) ، كوصف دقيق لحالة المرارة والغبن والضيم والإقصاء والإلغاء الذي مورس بغطرسة فجة على الجنوب ومقدراته ومكتسبات ثورته والنضالات المجيدة التي خاضها أبنائه وتضحياتهم الجسيمة من أجل الحرية وبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون التي رأوها بأم أعينهم تذهب ادراج الرياح بسبب العقلية العسقبلية المتخلفة التي رأت في الجنوب فرعا عاد الى الأصل ،، ذلك الأصل الذي تم إجهاضه تماماً من اي معنى للإصالة والعدالة .. ذلك ان (مفهوم الوحدة) التي تجعل القائد العسكري والكادر المدني والطيار الجنوبي رعاة أغنام وسائقي أجره وباعة متجولين بينما تحول ذلك الأمي القادم من دهاليز عصابة الحكم الى قائد هي وحدة ظالمة بكل المقاييس وبالتالي فهي ليست مقدسة كونها لم تحترم قداسة الإنسان الذي سلبته دولته وامنه وصحته وتعليمه بفعل اللئام الذين يرفعونها فقط كشعار لإغواء الشمال دفاعا عن مصالح تلك القوى في الاستحواذ على السلطة والثروة والهيمنة على البلد شمالا وجنوبا وإذا كانت حرب صيف 94 وما تبعها قد ذبحت تلك الوحدة المغدورة فهاهي حرب 2015 تشيعها الى مثواها الأخير بعد ان استهدفت الجنوب قتلا وتدميرا ، هذا الجنوب الذي يقتل مرة بتهمة الإلحاد ومرة بتهمة التطرف الديني في تناقض غريب وحجج زائفة تزيف الوعي الشعبي وتخفي حقيقة دافع السيطرة والتفرد بمقدرات البلاد والعباد..
ذكرى عيد الوحدة يأتي اليوم محمولا على ظهر الدبابة وفوهات المدافع وعلى أشلاء مدينة (عدن) والضالع وتعز ولحج وأبين ومناطق أخرى تسفك دماء أبنائها من تحالف الدم البغيض (الحوعفاشي) بطريقة التتار المتوحشة ،، ذكرى غريبة ويتيمة ومؤلمة اشد ايلاما من صراخ المحاصرين الجوعى في مناطق الجنوب الذي عجز العالم وحجيج الرياض وشرعية هادي ومبعوث الأمم اغاثتهم بكسرة خبز.!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.