قال تقرير صادر عن مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان حول الأوضاع المعيشية والإنسانية في محافظة لحج إن الوضع يزداد سوءاً في لحج لأسباب عدة أهمها ان أغلب مديرياتها ريفية، ويعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر، إضافة الى انها تعاني من حصار خانق في ظل تعرضها لحرب واسعة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح. كما أكد تكثيف القصف على سكانها يومياً. وفي ظل نفاذ الغذاء والدواء ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية وانقطاع الخدمات بات وضعها ينذر لا محالة بكارثة إنسانية وبيئية وصحية في حال استمر الحال كما هو عليه. وكشفت المؤسسة انها رصدت استشهاد أكثر من 350 مواطناً في المعارك الدائرة في عدد من مناطق ومديريات المحافظة منهم أكثر من 100 مواطن استشهدوا بالقنص المباشر على أيدي قناصة الحوثي وصالح، كما تعرض على الأقل 30 من الأطفال والنساء ومسنون ومختلون عقلياً للقتل والقنص وهم في منازلهم أو في الأسواق العامة أو في وسائل المواصلات. كذلك تم تفجير أكثر من 50 منزلاً أغلبها في الحوطة وتبن وأخرى في المسيمير بعد انسحاب المقاومة منها. وفي السياق تعرض أكثر من 500 منزل في مناطق الحوطة وتبن والمسيمير والصبيحة للأضرار بين جزئي وكلي بسبب القصف وتفجيرات المنازل المجاورة التي قامت بها ميليشيات الحوثي، فيما تعرضت المباني والمرافق الحكومية كافة في المحافظة للأضرار بين تخريب ونهب وتهدم واسع ومتوسط. وحسب المؤسسة تم قصف وتفجير وانتهاك حرمة أكثر من 20 مسجداً في مديريتي الحوطة وتبن وتعرضها لأضرار بين جزئي وكلي وتحويل بعضها الى ثكنات عسكرية. ويستمر توقف الخدمات الطبية في عدد من مستشفيات المحافظة ومراكزها الصحية بعد احتلال ميليشيات الحوثي لها ومنع استقبال المصابين والمرضى فيها، وقيامهم بنهب سيارات الاسعاف ومنع وصول الأدوية والمعدات الطبية الى عدد من المستشفيات التي ما زالت بعيدة عن سيطرتهم. التقرير أكد شحة مختلف أنواع المواد الغذائية والمشتقات النفطية والغاز المنزلي من الأسواق بصورة شبه نهائية حيث وصل سعر الدبة البترول (20 لتراً) الى (25000 ريال)، (فيما كان سعرها الطبيعي في الايام العادية 3000 ريال) أي بنسبة ارتفاع %850، وارتفع سعر أسطوانة غاز الطبخ من 1400 ريال الى 5000 ريال بنسبة ارتفاع %290، فيما وصل سعر الكيس الدقيق في الأسواق الى 13000 ريال (كان سعره الطبيعي 4800 ريال) أي بنسبة ارتفاع %275، وقد ارتفعت أسعار متطلبات الحياة اليومية كافة في الأسواق دون استثناء وبنسب متفاوتة ولكنها تعد الأعلى في تاريخ الارتفاعات السعرية مما يوضح حجم تفاقم المعاناة مقارنة بالأيام الطبيعية التي سبقت الحرب. وتسبب الحصار القائم في وفاة العشرات من الجرحى والمرضى بسبب انعدام الخدمات والعلاجات الطبية اللازمة، وما يزال هناك عدد من الجرحى يعانون من إصاباتهم، وعدد من المرضى يعانون من بعض أمراضهم المزمنة مثل القلب والسكر وضغط الدم لانعدام الأدوية مثل الانسولين مما يعني ان معاناتهم تتضاعف يوماً بعد يوم وقد تودي بهم الى الوفاة. - وبلغ عدد الأسر النازحة من مختلف المحافظات الى محافظة لحج حتى نهاية مايو أكثر من 35.000 أسرة ومجموع أفرادها أكثر من 180.000 فرد، ويتركز تواجدهم في المناطق الريفية البعيدة عن سيطرة الحوثيين مثل مناطق ومديريات ردفان ويافع والمسيمير والصبيحة وأجزاء من تبن والتي لم يتمكن الحوثيون من الوصول اليها، كما ان توافد النازحين اليها ما زال في تزايد مستمر (حسب الاحصائيات الموجودة لدينا). وعلى صعيد المواجهات قال سكان محليون في مديرية المسيمير محافظة لحج إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين رجال المقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثي وصالح سقط على إثرها قتلى وجرحى من الجانبين. ودمرت طائرات التحالف العديد من الآليات العسكرية القريبة من الخط العام بمنطقة العند خلال غاراتها الجوية المكثفة الأحد. الى ذلك أفاد مصدر أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ما زالت تستهدف مناطق بله بردفان بصواريخ الكاتيوشا التي تطلقها من الناحية الجنوبية بالقرب من منطقة العشش بجانب جسر العرائس داخل وادي تبن وتصوبها نحو القرى الريفية في مناطق بله والملاح بردفان. ميليشيات الحوثي وصالح لجأت مؤخراً الى تفكيك أسلحة 23 وغيرها من الأسلحة التي تركب على الأطقم العسكرية وإرسالها بسيارات مدنية الى مزارع الوهط وهناك يتم إعادة تركيبها والتسلل عبر المزارع.