وجه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر اليوم الاربعاء برفع حالة الاستنفار لمجابهة وباء الكوليرا واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من انتشارة، وتوفير المحاليل والادوية الطبية وتجهيز المستشفيات والمراكز الطبية وزيادة عدد الكادر الطبي المؤهل للتعامل مع حالات الإسهال العديدة . وأكد خلال ترأسه اجتماعا استثنائيا اليوم بعدن لمناقشة الوضع الصحي، أن الحكومة تضع كل إمكانياتها لمواجهة الجائحة الوبائية التي اصابت اليمن وأنها ستقدم كل الدعم والامكانيات اللازمة لمحاربة الوباء والقضاء علية.. موجهاً وزارة المالية باتخاذ مايلزم من إجراءات لذلك. ووجه رئيس الوزراء بتشكيل لجنة عليا لمتابعة الوباء ومكافحته برئاسة وزير الصحة ونيابة وزير الادارة المحلية. وكان رئيس الوزراء قد اعلن يوم امس حالة الطوارئ بالقطاع الصحي في محافظاتابين وعدن ولحج والضالع وشبوة وتفعيل الترصد للوباء والإبلاغ السريع باحتواء وباء الكوليرا بسرعة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن حالات الوفاة جراء وباء الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى 1400 حالة، وأنها تعتبر أسوأ حالة تفشي للكوليرا في العالم، بعد انتشارها في جميع المحافظاتاليمنية البالغ عددها 22 محافظة منذ اواخر ابريل الماضي. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صادر عنها يوم أمس الثلاثاء، إنها شهدت بعض الانخفاض في عدد حالات الكوليرا المشتبه بها في اليمن على مدى الأسبوع الماضي، ولكنها شددت على أنها تتعامل مع هذا الأمر بحذر شديد، خاصة وأن الكثير من الناس يسافرون في عطلة العيد، مما يمكن أن يمنعهم من الذهاب إلى المستشفيات. الدكتور أحمد زويتن، كبير مستشاري الطوارئ بالمنظمة، صرح لأخبار الأممالمتحدة إنه بعد شهرين من اندلاع الموجة الثانية للكوليرا في اليمن في 27 نيسان / أبريل وحتى اليوم تخطى عدد الحالات المسجلة ال218 ألف حالة، ولكن بالرغم من ارتفاع عدد الوفيات إلى 1400 حالة، أي بمعدل 0.6%، إلّا أنه أضحى أقل من الحد المقبول للكوليرا بنسبة واحد في المائة. وأضاف: "بفضل جهود منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف والشركاء وأيضا وزارة الصحة، بفضل تضافر هذه الجهود تمكنا الحمد لله من تقليل عدد الوفيات، بالرغم من تزايد عدد الحالات المشبه فيها من الكوليرا. هذا الأسبوع نأمل في حدوث نقص ولو طفيف في عدد الحالات المسجلة، ولكن من الممكن أن ننتظر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى يتسنى التأكد من ذلك. اليوم نستطيع القول إن معدل الوفيات تحت السيطرة." وخلال الشهرين الماضيين، وسّعت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع اليونيسيف وشركائها في القطاع الصحي، من نطاق عملياتها بشكل واسع، ليس فقط في العاصمة ولكن في العديد من المحافظات المتضررة لدعم السلطات الصحية منذ بداية تفشي الوباء. ووفقا للمنظمة، يبدو أن الجهود التي تمت الموافقة عليها كجزء من الاستجابة للكوليرا قد بدأت تسفر عن نتائج، لا سيما مع تراجع معدل الوفيات أسبوعيا، واستجابة السكان بشكل أكثر فعالية للكوليرا. ووزعت ثلاث طائرات مستأجرة تابعة لليونيسيف اليوم الاربعاء 36 طنا من لوازم تنقية المياه وتنقية المياه إلى اليمن من أجل رفع الجهود الرامية إلى مكافحة أسوأ تفشٍ لوباء الكوليرا في العالم. واوضحت المنظمة في بيان صادر عنها ، اليوم الأربعاء، أن اللوازم شملت 750 ألف كيس من ملح الإماهة الفموية بما يكفي لعلاج 10000 شخص، و 10.5 مليون قرص لتنقية المياه وغيرها من مستلزمات الصرف الصحي. الدكتور شيرين فاركي، نائب ممثل اليونيسف في اليمن، قال إن المنظمة "في سباق مع الزمن" وأن "فرقها تعمل مع الشركاء ليس فقط لتوفير العلاج للمرضى ورفع مستوى الوعي بين المجتمعات المحلية، بل أيضا لتجديد إمدادات الأدوية وتوزيعها بسرعة"، مشيرا إلى أن عمليات النقل الجوي للوازم الأساسية ستستمر في الأيام المقبلة. وفي غضون شهرين فقط، انتشرت الكوليرا في كل محافظة في اليمن تقريبا. وقد توفي بالفعل أكثر من 1300 شخص - ربعهم من الأطفال. ولم يتم دفع أجور موظفي الخدمة المدنية، بما في ذلك الأطباء والممرضات ومهندسو المياه وجامعو القمامة لما يقرب من 10 أشهر. وكشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" أنه تم الإبلاغ عما يقرب من 70 ألف حالة إصابة بالكوليرا ووفاة 600 حالة في اليمن خلال شهر واحد فقط. وأكد المدير الإقليمي لليونيسف خيرت كابالاري أن مرض الكوليرا ينتشر بسرعة متوقعا أن يصل عدد حالات الإصابة خلال الأسبوعين القادمين إلى 130 ألف حالة داعيا إلى بذل المزيد من الجهود لتوفير الدعم الفوري لجهود الإغاثة في اليمن في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والتغذية . وأعلن المدير الإقليمي لليونيسف في بيان له في ختام زيارته لليمن عن حاجة منظمة الأممالمتحدة للطفولة الماسة لنحو 16 مليون دولار لمنع انتشار وباء الكوليرا بشكل أكبر في اليمن. وأدى انهيار أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي إلى حرمان 14.5 مليون شخص من الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي بشكل منتظم، مما زاد من انتشار المرض. كما أدى ارتفاع معدلات سوء التغذية إلى تدهور صحة الأطفال وجعلهم عرضة للمرض بسبب هشاشة وضعهم الصحي. فيما لم يتلق نحو 30 ألف من العاملين في مجال الصحّة من الكوادر المحليّة الذين يتفانون في عملهم وممّن يلعبون بالتالي الدور الأكبر في الحدّ من تفشي الوباء، رواتبهم منذ حوالي 10 أشهر. وكانت منظمة الاممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، قد اعربت في بيان سابق صادر عنها عن مخاوفها من أن يتجاوز عدد الإصابات بوباء الكوليرا في اليمن 300 ألف حالة، بنهاية أغسطس. وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ميريتسل ريلانو، في تصريح للصحفيين ، "الأرجح أن نصل بنهاية أغسطس إلى 300 ألف" حالة. ويشهد اليمن تدهورا كبيرا في الوضع الصحي والإنساني، جراء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين. وناشد مسؤولون أمميون، مؤخرا المجتمع الدولى لبذل كل ما بوسعه فورا فى سبيل تزويد الأطباء اليمنيين بالإمدادات الطبية ودعم المساعى الإغاثية الأممية فى مجالات الصحة والمياه والصرف الصحى والتغذية وكذلك رفع الوعى داخل اليمن. كما حذرت الأممالمتحدة نهاية مايو الماضى من انهيار اليمن الذى يواجه فيه 17 مليون شخص نقصا فى الغذاء وبينهم 7 ملايين على حافة المجاعة في بلد يعتمد إلى حد كبير على استيراد غذائه. وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، الدولة الأكثر فقرا في شبه الجزيرة العربية، اذ تسببت بين تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي واذار/مارس 2017 بوفاة 145 شخصا. ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى بإسهال حاد وينتقل من طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته. قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet