يحتفي الحزب الاشتراكي اليمني صباح غد الثلاثاء بالذكرى الخامسة والخمسين لثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة بحفل خطابي وفني يقام في المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي بصنعاء, فيما شارك عشرات العدائين في مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، اليوم الإثنين، في سباق ماراثون، نظمته وزارتا الشباب والرياضة، والثقافة، في أول حدث رياضي في المدينة منذ اندلاع الحرب مطلع 2015, احتفاء بهذه المناسبة المجيدة. إلكترونيا, يستعد الآلاف من الناشطين داخل اليمن وخارجه عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإطلاق تظاهرة الكترونية موحدة احتفالا بهذه الذكرى الخالدة, وتقديم ثورة 26 سبتمبر بحقيقة أهدافها السامية إلى الرأي العام المحلي والعالمي , وكشف الوجه الحقيقي للأماميين الجدد الذين يحاولون إغتيال الثورة , وإعادة الأمة إلى عصور الظلام والجهل والفقر والمرض . وكما لم يحتفل اليمنيون في ذكرى ثورتهم من قبل، يشحذ اليمنيون هممهم استعدادا للإحتفاء بهذه المناسبة، التي كان الاحتفال بها في سنوات خلت قد تحولت الى مجرد ذكرى سنوية عابرة، بعد أن أُفرغت من مضامينها ومعانيها الحقيقية، وجواهرها الثمينة والنفيسة. وعلى غير العادة، احتفل اليمنيون بهذه الذكرى في وقت مبكر، إذ مثٌّل لهم نكبه ال 21 من سبتمبر محطة هامة للعودة الى هذه الثورة العظيمة، وقيمها النبيلة، فما إن أشرقت شمس أيلول البهيّة حتى بدأ اليمنيون بمختلف مكوناتهم السياسية، والشرائح الاجتماعية، بالبحث والتنقيب عن هذه الثورة المجيدة، ومعانيها الخالدة، وقادتها الأشاوس، وأبطالها وشهداءها الأبرار، الذين حاولت العصابات الامامية تغييبهم من وعي ووجدان الشعب دون جدوى. ولذا فقد وجد اليمنيون في هذه الذكرى، محطة مهمة للبحث عن معاني سبتمبر الخالدة، وسبر أغوار محطاته الخالدة، حيث دعا ناشطين وكتاب ومثقفين، الى البحث في ثورة سبتمبر، وتحويل هذه الشهر الى موسم سنوي للتزود بقيم الحرية والتحرر، ونقطة تحول لتخليد رموز سبتمبر، وقراءة أهم الكتب التاريخية التي وثقت تاريخ الثورة اليمنية، وتكريم أسر شهدائها، وحفظ ملاحمها الثورية، لأدباءها الكبار كالزبيري، والبردوني، والموشكي والارياني وغيرهم، داعيين ابناء الشعب اليمني الى تحويل تلك الملاحم القصائدية الى معالم لتتزين بها خطب الجمعة، ومجالس الوعظ، ومنتديات الثقافة. ذلك أن هذه الذكرى تحل علينا اليوم وسط تخوف كبير من عودة الإمامة إلى مركز السلطة وإفشال الجمهورية بعد تآمر العديد من القوى المحلية والإقليمية عليها وعلى اليمن. إذ تمر هذه الذكرى الغالية على قلوب اليمنيين لتغدو اليوم حزينة بعدما تم الغدر بها من قبل الأئمة الجدد ومن تحالف معهم مذكرة اليمنيين بحراسة الثورة والجمهورية والعمل على استكمال أهدافها وكأننا عدنا إلى المربع الأول من أحداث هذه الثورة. ومثلت ثورةُ السادسِ والعشرينِ من سبتمبر 1962 أهم المحطاتِ الفاصلةِ والفاعلةِ في تاريخِ اليمن عموماً؛ فقد أخرجت اليمنيين من ظلماتِ التخلفِ والفقرِ والجهلِ والمرضِ، إلى نورِ العلمِ ورحابِ العالميةِ والمواكبةِ الحضاريةِ الفاعلة، واستعادةِ اليمنِ تأثيرَه الحضاري بين الأمم. وكانت بمثابة طوق النجاة والإنعتاق لليمينين مما عاشوه طيلةَ عهودِ حكمِ الأئمةِ البائدة من التسلطِ والدكتاتوريةِ والتعصبِ والتخلفِ. كما توجت ثورة 26 سبتمبر نضالاتِ الثوارِ اليمنيين طليةَ أكثرِ من خمسةِ قرون؛ فقد سبقتها ثوراتُ الحجريةِ ويافع في القرن الحادي عشر الهجري، ثم ثورة الفقيه سعيد الدنوي في القرن الثاني عشر الهجري، وثورةُ البيضاء عام 1922، وكذلك ثورةُ الزرانيق عام 1925، ومحاولةُ ثورةِ تعز وإب ضد الإمام يحيى منذ عام 1922- 1928 بعد خروجِ الأتراكِ من اليمن، لتصل إلى الثورةِ الدستورية عام 48، ثم حركةِ 55 وصولاً إلى ثورةِ الألفِ عام؛ الثورةِ الأم في سبتمبر 1962 يوم انعتاق اليمن. واليوم يحاول الإماميون الجدد الإنقلاب على الثورة والجمهورية، وإعادة اليمن إلى الوراء إلى عهد الإمامة البائد والمتخلف، لكن الثوار الجمهوريين يظلون حراساً أمناء على مكتسبات الثورة والجمهورية وقيم الحرية والعدالة والمساواة، وسيصلون بجمهوريتهم وثورتهم إلى بر الأمان والاستقرار، ليعود اليمن إلى مربعه الحضاري ومساهمته في بناء الإنسانية، ولن يرضى الثوار هذه المرة إلا بجمهورية مكتملة الأركان لا مكان فيها لإمامي عنصري وطائفي حاقد.