الرئيس الزُبيدي يلتقي رئيس الوزراء سالم بن بريك في أبوظبي    اللواء الخامس دعم وإسناد يستعرض قدراته القتالية أمام وزير الدفاع في ردفان    وزير النفط يناقش آلية سير عمل لجنة صياغة قانون النفط والغاز    محافظ حضرموت يناقش أوضاع الصيادين في الريدة وقصيعر    المحرّمي يلتقي رئيس الوزراء ويؤكد دعم مجلس القيادة للإصلاحات الاقتصادية والخدمية    مسيران ل 250 من خريجي دورات "طوفان الأقصى" في الزيدية والسخنة بالحديدة    الكشف عن مصير العمليات اليمنية بعد رد حماس على خطة ترامب    ضبط 11 متهمًا بحيازة وترويج مواد مخدرة بالعاصمة عدن    نورمحمدوف وأندرسون يتوّجان بلقبيهما العالميين في بطولة "الطريق إلى دبي – المواجهة الثانية"    المحويت: ارتكاب 100 جريمة في شهر    أمن عمران يكشف ملابسات قتل «امرأة» داخل منزلها في ريدة    انتقالي شبام يدشّن توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب الأسر المحتاجة بالمديرية    بدء توزيع الزكاة العينية للأسر الفقيرة في مديرية اللحية    مناشدة عاجلة لصرف الرواتب    إب.. مجهولون يحرقون سيارتي قاضٍ ومرافقه في وقت واحد وفي مكانين مختلفين    إحصائية رسمية: وفاة وإصابة 399 شخصا جراء حوادث السير خلال سبتمبر    إيران: إعدام 6 جواسيس لاسرائيل    مسيرة الإتحاد في مواقف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي    ليفربول وتشيلسي تحت الأضواء في لقاء ناري بالدوري الإنجليزي    (وفي هوازن قوم ....)    أول يهودي يترشح لانتخابات البرلمان السوري منذ عقود    مغامرات توكل كرمان في شؤون المغرب    الترب:خطة ترامب بداية تصفية القضية الفلسطينية والمقاومة    ذمار.. شرطة عتمة تضبط متهماً بقتل طفل    يا حكام العرب.. احفظوا رؤوسكم!    حزام عدن يلقي القبض على 5 متهمين بالتقطع    قطع رواتب عناصر "المتشددين" في اليمن ضمن إصلاحات "الشرعية"    اعترافات طفلٍ وُلد مكبلاً بشهوة الثورة والحزب    رئيس إصلاح المهرة يدعو إلى الاهتمام بالموروث الثقافي واللغوي المهري    فلسفة الحرية    تُكتب النهايات مبكراً لكننا نتأخر كثيراً في قراءتها    المنتخب الوطني الأول يغادر إلى ماليزيا استعدادًا لمواجهة بروناي    تقرير أممي يحذر من انهيار الإجراءات الأخيرة للبنك المركزي بعدن    برشلونة يعلن اصابة لامين يامال    الإسباني ألونسو يسجل أسرع زمن للفورمولا1    غدًا انطلاق فعاليات "مهرجان خيرات اليمن" بصنعاء    منظمو أسطول الصمود: إسرائيل اعترضت آخر قواربنا    عاصفة مدارية شمال بحر العرب    انطلاق فعاليات المعرض الثاني للطاقة الشمسية والري الحديث بعد غد الأحد    دبي تحتضن الليلة انطلاق بطولة "طريق الأبطال" للفنون القتالية    فضيحة وقود دوعن مليارات في جيوب بن حبريش والمواطن غارق في الظلام    تعز تناقش مواجهة مخاطر الكوليرا وتحديات العمل الإنساني    مدرسة 22 يونيو بالمحفد تكرم طلابها المتفوقين في العام الدراسي المنصرم    كشف ملابسات جريمة قتل الشاب عماد حمدي بالمعلا    دوري ابطال اوروبا: بي أس جي يظهر معدنه رغم الغيابات ويصعق برشلونة في معقله    جريمة مروعة في عدن.. شاب ينهي حياة خاله بسكين    سياسيون يحتفون بيوم اللغة المهرية ويطلقون وسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه    وقفة لهيئة المحافظة على المدن التاريخية تنديدا باستهداف العدو الصهيوني لمدينة صنعاء القديمة    مفتاح يطلع على حجم الاضرار بالمتحف الوطني    أنا والحساسية: قصة حب لا تنتهي    من تدمير الأشجار إلى نهب التونة: سقطرى تواجه عبث الاحتلال الإماراتي البري والبحري    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    وفاة امرأة بخطأ طبي في إب وسط غياب الرقابة    مراجعة جذرية لمفهومي الأمة والوطن    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    صنعاء... الحصن المنيع    في محراب النفس المترعة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى المئوية للثورة الروسية.. أسئلة تستحضر التجربة مميز
نشر في الاشتراكي نت يوم 08 - 11 - 2017

مرت الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية السوفييتية دون أن تسجل إعلامياً على الصعيد الدولي ما يشير إلى أنها حدثاً كونياً غير مجرى التاريخ كغيره من الأحداث الكبرى التي صنعت التاريخ .
أياً كان الموقف منها ، وأياً كانت النتائج التي ترتبت على حدث تاريخي ضخم كهذا ، فإن هذا الصمت من قبل حتى مراكز الدراسات التي تبحث في أدق تفاصيل الثورات والاحداث والتي لا يمكن للتاريخ أن يقرأ أو يستوعب بدونها ، لأمر يثير الدهشة والإستغراب.
كان لروسيا القيصرية شخصيتها الحاسمة تجاه غيرها من أمم العالم كرد فعل للموقف الذي عبرت عنه الأمم الأخرى تجاهها .. وكان لها سماتها وميراثها الثقافي الكبير والهام . وكانت القومية الروسية تنام فوق رقعة واسعة من الارض ، وتحتضن قوميات لا حصر لها بواسطة القوة كميراث إمبراطوري ، وخاضت حروباً شتى قدم تولستوي في "الحرب والسلام " أعظم وصف لها ، لكننا نخلص من هذا الوصف إلى أن الثروات الضخمة ، التي كانت بيد هذه الامبراطورية المترامية الأطراف والمتعددة القوميات والديانات ، كانت هي المحرك الرئيسي لحروب الامم الاخرى ضد روسيا القيصرية ، والتي استعانت في مواجهتها بالتعبئة القومية وحشدها على نطاق واسع .. فيما كان التخلف الاقتصادي والعلمي يضع العبء الأكبر على الروح القومية في مواجهة العدوان .
معادلة في غاية التعقيد ان تتولى الروح القومية غير المدعومة بقدرات حقيقية ، هذه المهمة الصعبة ..
كل هذا أكسب النموذج الاشتراكي السوفييتي لونه الخاص ..ويصعب تقييم هذه التجربة بعيداً عن هذه العوامل التي تدخلت في لحظات حاسمة لتحدد مسارات وخيارات تصادمت من حيث المضمون مع جوهر النظرية .
كتب لروسيا الاتحادية أن تسجل في صراع البقاء هذا قيام منظومة ثقافية كانت من أرقى ما أنتجه العقل البشري ، تفاعلت هذه المنظومة مع ما عاصرها من ثقافة ثورية وأدبية عالمية .. ومن داخل هذه المنظومة الثقافية برز العقل السياسي الروسي بخلفية متنوعة الأبعاد الاجتماعية والثقافية ، كل ذلك مع حامل قومي مشترك صنعته أحداث ضخمة على صعيد الدفاع عن وجودها القومي .
من داخل هذه المنظومة الثقافية وروابطها العالمية ، وما أعتمل في المجتمع من صراع وتطورات ووصول القيصرية إلى طريق مسدود فيما يخص تحويل روسيا من دولة زراعية متخلفة إلى دولة صناعية كبقية دول أوربا التي شهدت النهضة الصناعية للرأسمالية ، توفرت شروط الثورة التي انتهت بانتصار البلاشفة .
كانت المسألة الحاسمة أمام هذه الثورة هي : أي الطريقين تسلك ؟؟
هل تأخذ بالمسار الرأسمالي التقليدي الذي لا بد أن يسبق الانتقال إلى الاشتراكية كما يقرر ذلك ماركس وانجلز ، وتترك خيارات التحول الى الاشتراكية رهينة بالمدى الزمني الذي ستتحقق فيه شروط التحول الى الاشتراكية بتطور قوى الانتاج ؟ أو أن تتجاوز هذ الطريق الطويل وتنتج شروط التحول الى الاشتراكية عبر إنجاز مهمات ثورية وطنية ديمقراطية تكون فيه الدولة هي " الرأسمالي" الذي يوفر شروط التحول المادي إلى الاشتراكية ويتولى الحزب الجانب الروحي .
كان لينين قد أخذ من الماركسية جوهرها وأراد أن يحتفظ في التجربة بخصوصية بلاده .. وبعد صراع داخلي ، أخذ بالخيار الثاني على الرغم من أن لينين حاول بعد سنتين أن يقوم بإصلاحات على هذا المسار لكنه تعرض للاغتيال .. وجاء ستالين ،الذي لم يكن روسياً وانما جورجياً ، ليكسب الايديولوجية عنف القومية التي حملتها وليدمر مضمونها الانساني الذي استفادت منه الرأسمالية في تهذيب نفسها ، وعلى وجه الخصوص ما يخص حقوق العمال ، وتصفية النظام الاستعماري وحقوق الانسان في المستعمرات ونشوء منظومة من قيم التعاون والتضامن العالمي التي كان النظام الرأسمالي يرفضها ، إضافة إلى تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية الذي كانت ترفضه الرأسمالية.
أخذت هذه التجربة مداها وانتشرت ، وواجهت الإخفاقات ، وحصدت النجاحات ، وأحدثت توازناً هاماً على الصعيد الدولي أدى إلى استقرار السلام على الرغم من الحرب الباردة التي ظلت هاجساً كونياً يثير المخاوف من تجدد الحروب الكونية ، مع العلم أن روسيا الاشتراكية لم تتسبب في أي حرب كونية ، فقد كانت الحروب الكونية منتج رأسمالي دائماً .
أصاب التجربة الجمود من عدة نواحي .. فكرياً تمسكت بمسار سياسي واحد وبسببه دافعت بقسوة على الاحتفاظ بتركيبة إجتماعية غير متنوعة من خلال النمط الاقتصادي الذي لم يسمح بمثل هذا التنوع . تملكت الدولة كل القطاعات الاقتصادية وأنتجت بذلك طبقة بيروقراطية عانت من الفساد مما تسبب في نشوء فجوة هائلة مع المجتمع الذي همش وأفقر من قبل هذه الطبقة المسيطرة والتي ورثت الدولة السوفييتية بعد انهيارها ..
وكان الانهيار ناشئ عن أن المجتمع لم يهتم كثيراً بسقوط النظام الاشتراكي لأنه كان يرى أن هذا النظام هو هذه الطبقة البيروقراطية التي أثرت وأفسدت . أما هذه الطبقة فقد رأت في الانهيار فرصة في نهب ما تحت يدها من ثروة وانشغلت بذلك في أهم لحظات الدفاع عن النظام . ولذلك لا غرابة أن نرى كيف خرج من داخل هذه الطبقة ميليارديرات بين ليلة وضحاها .
في هذه التجربة تدخلت القومية بصورتها القاسية ،في كثير من الأحيان ، لتكسب الأيديولوجية تلك القسوة .. وحاول خصومها ان ينسبوا هذه القسوة إلى الايديولوجيا ، فمعركتهم ، كما صورت ، كانت مع الايديولوجيا الشيوعية ، ترى هل تحسنت هذه العلاقة اليوم بعد انهيار الاشتراكية في روسيا أم أثبتت الحياة أن وراء هذا الصراع تكمن عوامل أخرى لا يجوز تجاهلها حينما يتعين على العالم أن يعالج قضايا الصراع بموضوعية .
لم تسمح البيروقراطية السوفييتية للتجربة أن تختبر خارج أدواتها التي أنشأتها لحماية نفسها ، وعندما أراد البعض ذلك في زمن جورباتشوف كانت "البرسترويكا" دعوة ، ومنهجاً للاستسلام أكثر منها طريقاً للإصلاح .
غير أن أسئلة كثيرة تظل مثارة ومنها :
هل كان اختراق قواعد النظرية الماركسية من قبل لينين قد أفضى إلى هذه النتيجة ، وأن الاشتراكية ستخرج من قلب الرأسمالية في أعلى مراحل تطورها كما قرر ماركس ؟
وهل الاشتراكية التي أرهقت بتطبيقات شوه فيها البعد الانساني ليست الاشتراكية التي قامت في الاساس مستندة على هذا البعد ؟
تجربة تستحق الدراسة النقدية لاستخلاص العبر ، فالتاريخ مترابط الأوصال والتجارب ، وعلينا أن ندرس ونقف أمام ما نحب وما لا نحب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.