أكدت الحكومة اليمنية إن جماعة الحوثيين الانقلابية (أنصار الله) جندت أكثر من 30 ألف طفل منذ اندلاع الحرب باليمن في مارس 2015. وقال وزير حقوق الإنسان محمد عسكر في مقابلة مع قناة "فرانس 24" ، أن جماعة الحوثيين زجت ب أكثر من 30 ألف طفل للقتال في خطوط المواجهات والنقاط العسكرية داخل المحافظات التي تسيطر عليها. وزعم أن جماعة الحوثيين "تمنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم، وتأخذهم إلى جبهات القتال من دون تدريب وتأهيل"، مؤكداً أن "هذا الوضع سيمثل قنبلة موقوتة". وكانت الأممالمتحدة قالت في تقريرها المتعلق ب "الأطفال والنزاع المسلح في اليمن"، المقرر صدروه بشكل رسمي هذا الشهر إنه جرى التحقق من تجنيد 3034 طفلاً، من بينهم 1940 جندتهم جماعة الحوثيين، فيما كانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مسؤولة أيضاً عن 274 من حالات التجنيد خلال الفترة المشمولة بالتقرير الذي يغطي الفترة ما بين 1 أبريل 2013 و31 ديسمبر 2018. وقالت السيدة فيرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، في مطلع يوليو الجاري أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت مستويات مدمرة من العنف ضد الأطفال في اليمن، مبينة أن السلام وحده هو الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى ردع الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال. وأكدت أن الأممالمتحدة تحققت من ارتكاب 779 11 انتهاكا جسيما ضد الأطفال من قبل جميع أطراف النزاع في اليمن، حسب ما ورد في التقرير الثاني للأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح في الجمهورية اليمنية، الذي يغطي الفترة الممتدة ما بين 1 نيسان/أبريل 2013 و 31 كانون الأول/ ديسمبر 2018، مضيفة: "ولكن المرجح أن الواقع أدهى من ذلك نظرا لازدياد صعوبة الرصد في اليمن". ويعرض التقرير أرقاما مروعة تشمل ما مجموعه 779 11 انتهاكا جسيما ارتكبت ضد الأطفال اليمن و 625 حالة تنطوي على مسائل أخرى مثيرة للقلق تؤثر على الأطفال، مثل حرمان الأطفال من الحرية بدعوى ارتباطهم بأطراف النزاع واستخدام المدارس والمستشفيات في الأغراض العسكرية. ونقلت الأناضول عن المتحدث باسم قوات جماعة الحوثيين العميد يحيي سريع، خلال تصريح صحفي، في ديسمبر الماضي، قوله إنه لا توجد لدى الجماعة سياسة لتجنيد والزج بالأطفال في المعارك. وأضاف سريع، أن الكثير من الأطفال يتقدمون بشكل طوعي للقتال معهم، بدافع الرغبة في الانتقام من التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم لقوات الحكومة المعترف بها دولياً. وتبذل الأممالمتحدة جهوداً لاتزال متعثرة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب، التي جعلت ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفعت اليمن إلى حافة المجاعة، ضمن أزمة إنسانية تصفها الأممالمتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".