قال عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني محمد عبد الله راكان إن محافظة الجوف في أقصى شمال اليمن تعتبر " مثالا صارخا لغياب الدولة اليمنية وخدماتها الأساسية عن مواطنيها " واضاف القيادي الاشتراكي راكان الذي كان يتحدث الى اللقاء الشهري لمنتدى جار الله عمر عصر الجمعة " محافظة الجوف غائبة ومغيبة من قبل السلطة، ومؤسسات وخدمات الدولة اليمنية الأساسية تكاد تكون معدومة أو معطلة فلا أمن في ظل الصراعات والحروب القبلية وما عدى طريق واحد إلى عاصمة المحافظة لا توجد طرقات معبدة تربط مديرياتها المتباعدة بعاصمة المحافظة أو يبعضها البعض ولا وجود للمستشفيات والمراكز الصحية والمركز الصحي الوحيد معطل منذ فضيحة قتل امرأتين من نساء الجوف بواسطة أنابيب الغاز" في إشارة إلى مقتل امرأتين قبل أربع سنوات عن طريق الخطأ عندما منحن تنفسا اصطناعيا بأنابيب الغاز بدلا من أنابيب الأكسجين وفي سيق حديثة عن أوضاع التعليم المتدهورة قال سكرتير الاشتراكي في الجوف " ان التعليم الرسمي دخل الجوف في بداية الثمانينات من القرن الماضي ببناء مدرسة ابتدائية للدولة وقبلها لم يكن هنالك مدرسة رسمية واحدة " وأضاف " التعليم اليوم متدهور في اليمن بشكل عام وفي الجوف بشكل خاص وهناك تجهيل متعمد لأبناء المحافظة بل ان السلطة المعنية في الجوف تسمح لطلاب الثانوية بممارسة الغش علنا" معتبرا ذلك جزاء من سياسة التجهيل حسب قوله وأشار راكان الذي كان ضيف اللقاء الشهري لمنتدى جار الله عمر الى حرص ابناء الجوف على استكمال تحصيلهم العلمي في الجامعات المختلفة ولكن لا توجد كلية جامعية واحدة في الجوف ما يضطر أوليا أمور طلاب الجامعات الى عمل جمعيات خيرية للإنفاق على تعليمهم في جامعات صنعاء وبقية المحافظات وفي ما يخص نهب الاثار في الجوف قال راكان " ان المحافظة ومواقعها الغنية بالاثار يتم نهبها علنا وعلى مراء ومسمع من السطة واضاف ان مناطق البيضاء ومعين وغيرها من الاماكن الاثرية في الجوف يتم سرقة تاريخا واثار حضاراتها اليمنية العريقة بصورة بشعة وتباع في اماكن عديدة من العالم من ناحيته قال امام الجامع الكبير بمديرية المتون بالجوف يحي الفقيه " الجوف محافظة واسعة الارجاء وغنية الموارد وفيها اراض خصبة تصلح لزراعة الحبوب والفواكه والخضروات ولو تم استصلاحها بالشكل المطلوب لربما كفت حاجة السوق الاستهلاكية اليمنية واضاف الفقيه مساندا حديث راكان عن تردي الاوضاع في الجوف " ان مشكلة غياب الدولة واضحة في الجوف ولكنها مشكلة في كل المحافظات " مؤكدا بان المهام الاساسية للدولة هي ثلاث مهام رئيسية وليست موجود في الجوف وهي "نظام امني يحمي حياة الناس واعراضهم واموالهم ، ونظام اقتصادي يوفر الحد الادنى لمعيشتهم ونظام سياسي واجتماعي يضمن حقوق وكرامة المواطن ومشاركته السياسية وهي للاسف ليست موجودة في اليمن عموما وفي الجوف خصوصا وكان اللقاء الشهري لمنتدى الشهيد جار الله عمر للحوار الفكري والسياسي قد خصص لقاء شهر يونيو لتناول غياب الدولة في مؤسساتها وخدماتها الاساسية بالمحافظات بالاضافة الى تناول الانتخابات الايرانية وانعكاسات الازمة التي احدثتها على ايران والمنطقة وقد شارك في مداخلات الموضوعين عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية بينهم جمال الجعبي وحسن شكري وعلي سيف حسن ومسعد الحدي وفضل الجعدي وناجي الحنيشي وعادل الاحمدي واحمد يحي الكبسي ومجيب الضبيبي وعثمان العبسي وغايب الصعدي واخرين وقد راس اللقاء رئيس المنتدى محمد محمد المقالح