دعا عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق يوم السبت جميع الفصائل المسلحة وغير المسلحة التي تقاتل الوجود الأجنبي في العراق إلى توحيد موقفها وتشكيل مجلس "وطني أو سياسي أو قيادة عليا" لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة. وقال الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في خطاب نشر على موقع على الانترنت يعتقد انه يستعمل من قبل فصائل لحزب البعث المنحل "ندعو جميع الفصائل الجهادية المسلحة في الميدان والأحزاب والمنظمات والتيارات خارج الوطن وداخله إلى إقامة وحدة الجهاد الشاملة على أساس ثوابت التحرير والاستقلال". أضاف الدوري وهو واحد من القلائل من كبار قادة النظام العراقي السابق الذين لم يقعوا في قبضة القوات الأمريكية إن دعوته تتمثل "بتشكيل مجلس وطني أو سياسي او قيادة عليا موحدة تضم كل القوى المسلحة وغير المسلحة من اجل توحيد الموقف و الخطاب السياسي والإعلامي وتفعيله وتصعيده". وكان الحاكم المدني الامريكي بول بريمر الذي عين من قبل الادارة الأمريكية حاكما مدنيا على العراق بعد احتلاله في العام 2003 اصدر أمرا بحل حزب البعث الذي حكم العراق قرابة خمسة وثلاثين سنة. وأعلن العديد من القوى المسلحة من فصائل المقاومة العراقية التي تقاتل الوجود الأجنبي في العراق في الفترة الماضية عن توحيد عملها من خلال تشكيل مجالس سياسية مشتركة الهدف منها هو توحيد الرؤى والمواقف لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة والتي سيشكل الانسحاب العسكري الامريكي من العراق احد اهم معالمها. وكان ممثلون عن الادارة الامريكية قد عقدوا اجتماعين في وقت سابق هذا العام في مدينة اسطنبول التركية مع وفد يمثل مجموعة من ابرز الفصائل المسلحة من المقاومة العراقية تطلق على نفسها المجلس السياسي للمقاومة العراقية. وقال المتحدث الرسمي لهذه المجوعة ان الاجتماع تمخض عنه "التوقيع على وثيقة لتنظيم التفاوض بين الطرفين تضمنت اعترافا بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية." ورغم ان الادارة الامريكية اكدت عقد مثل هذين الاجتماعين واللذين تما بإشراف الجهات التركية الا انها لم تؤكد التوقيع على مثل هذه الوثيقة. وعبرت الحكومة العراقية عن انزعاجها ازاء هذه الخطوة وقالت إن مثل هذه الاجتماعات "لا تعنيها ولا تلزمها بشيء". وفسر الدوري في خطابه " ثوابت القيادة الموحدة وهي .. لا لقاء مع العدو للتفاوض إلا بعد الإعلان الرسمي للانسحاب الشامل والفوري من العراق ...وإعلان العدو الرسمي اعترافه بالمقاومة الموحدة هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق...وإطلاق سراح جميع الأسرى والمسؤولين والموقوفين وبدون استثناء.. وإعادة الجيش والقوات المسلحة إلى الخدمة...والتعهد بتعويض العراق على كل مالحق به بسبب الاحتلال ومن جرائه". وكانت قيادة حزب البعث قد شهدت قبل فترة ليست بالقصيرة انشقاقا في القيادة العليا للحزب عندما اعلن القيادي محمد يونس الأحمد تشكيله جناحا قياديا منفصلا وهو مارفضه الدوري معتبرا الاحمد خائنا بسبب هذا الموقف. ويتواجد الغالبية العظمى من قادة حزب البعث وخاصة أولئك الذين تمكنوا من الإفلات من قبضة القوات الامريكية خارج العراق. وطالب الدوري في خطابه الزعيم الكردي مسعود البرزاني وقادة حزب الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني "أن لا يخدعهم التخلخل الظاهر الذي حصل في بنية العراق بفعل الاحتلالين الامبريالي الصهيوني والايراني الصفوي فيذهبوا بعيد في ايذاء العراق وشعبه وتاريخه." وفي موقف يعكس حجم التحول في موقف حزب البعث وخاصة تجاه أفراد القوات الأمنية العراقية حرم الدوري في خطاب له قبل مايقارب الشهر مقاتلة القوات العراقية وأفراد الصحوات والعاملين في مؤسسات الدولة المدنية رغم انه وصف الحكومة العراقية انذاك بالعميلة. وقال الدوري في خطابه آنذاك "قررنا...توجيه الجهد القتالي برمته نحو الغزاة من القوات الامبريالية الامريكية الباغية حيثما ستكون في ارض العراق ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الادارة الا ما يستوجب الدفاع عن النفس". وترفض الحكومة العراقية وعدد من القوى السياسية العراقية المؤتلفة مع الحكومة حاليا إجراء اي اتصالات مع قيادات البعث