دعا عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني علي محمد الصراري يوم الثلاثاء إلى "تحرك وطني وحركة اجتماعية واسعة" لمواجهة السلطة الحاكمة وتفادي خطر التمزق الوطني. وقال الصراري في محاضرة أمام عشرات من قادة الحزب الاشتراكي اليمني وأعضائه إن أزمة الجمهورية في صنعاء حيث توريث الحكم وليست في صعدة. وأضاف أنه لن يكون تحديث لليمن بدون الحزب الاشتراكي اليمني قائلاً "مازال للحزب القدرة على أن يعبر عن توجهات اجتماعية واسعة، يمكن للناس أن يذهبوا مع قوى أخرى لكن دون أن تعبر تلك القوى عن قضاياهم. يمكن لهم أن يذهبوا مع من يقيم فعاليات. أي تحديث لليمن بدون الحزب سيكون تحديثاً ناقصا". وحث الصراري أعضاء الحزب على التسلح بقيمه في تحقيق خطه السياسي واتباع السياسات العامة التي يرسمها الحزب وقيادته. وقال مخاطباً أعضاء الحزب: سنبقى مجرد ظاهرة صوتية ونحسب على قوى المستقبل والحداثة والديمقراطية والمدنية لكن الواقع سيتشكل بأدوات أخرى فلنحرص على ألا يصنع مستقبل اليمن من دوننا". وأضاف أن الاشتراكي كان العنوان الرئيس الذي يلتفت الناس إليه للتعبير عن قضايا اليمن الكبرى ونريده أن يخرج من حالة الاسترخاء التي دخل فيها. وتابع: هناك من يفكر أن يكون البديل للحزب وهذه الأمور لا يجب أن تغيب عن بالنا". وخلال حديثة في القضية الجنوبية، قال الصراري إن الشعارات التي لايمكن تقبلها ستصبح مشروعة بدون حل حقيقي للقضية الجنوبية. وأضاف: لولا سياسات السلطة التدميرية التي صادرت القضايا الكبرى وحولت الجميع إلى متهمين لما برزت تلك الشعارات. السلطة تريد أن تقضي على الحراك الجنوبي بإشاعة العنف داخله ورعاية عصابات مسلحة تنفذ أعمالاً خارج القانون. وخلص الصراري إلى أن السلطة تراهن على "تحويل الجنوب إلى ساحة حرب أهلية". وقال "لا بد أن نعري هذه الأساليب ونشعر المواطنين بخطورة الانجرار وراءها". أما قضية صعدة، فحذر القيادي الاشتراكي من عزم السلطة تحويل المواجهة هناك إلى عنف أهلي واغتيالات مستشهداً باجتماع عقد مؤخراً في صنعاء مع مجاميع شعبية ساندت الجيش في صعدة. وقال إن ضرب الطائرات هو ما توقف من الحرب في صعدة "أما العنف والحرب الإعلامية فمستمرة وتحرض على العنف والقتل. فالعنف الممارس في وسائل الإعلام هو نفسه الممارس على أ{ض الواقع". "السلطة بهذه الدعاية تخلق أجواء مبنية على الشك والخوف مما لا يساعد على تفكيك الوضع المتفجر في صعدة". لذلك، نادى الصراري بمصالحة وطنية جامعة تشمل حتى ما حدث في ثورة 26 سبتمبر 1962 وفقاً لقوله. وانتقد التوقف عند لحظة زمنية واستمرار التمييز بين السكان قائلاً "إذا كنا انتقلنا من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية فلا بد من دستور يساوي بين كل المواطنين ويمنع التمييز بينهم. وفيما يخص الانتخابات البرلمانية التي أثار الحزب الحاكم الحديث عنها مؤخراً، يرى القيادي الاشتراكي أنها "لو جرت بشروط السلطة وهي شروط للاستئثار والسيطرة فهذا يعني أننا نكرس للانقسام والأزمات". ويضيف: واضح أن الانتخابات السودانية قد أغرت السلطة بإجراء الانتخابات بدون موافقة المعارضة فهي لا تريد أكثر من اعتراف دولي بذلك" مشيراً إلى أحاديث لمسؤولين في السلطة بشأن ذلك. ووفقاً للصراري فإن القلق ينتاب العالم ليس على الشرعية في اليمن بل على الوضع والانهيارات وان السلطة فشلت في توفير الحد الأدنى من شروط الدولة كما فشلت في أداء مسؤولياتها تجاه العالم. كما أن الانتخابات في رأيه ليست العلاج لكل مشاكل البلاد بل لا بد من إحداث إصلاحات حقيقية. يفضل الصراري أن يسمي المؤتمر الشعبي العام حزب السلطة فهو وفقاً لتعبيره ليس حزباً بالمفهوم المتعارف عليه أو بالمعنى المهني بل هو تكتل لتوزيع المناصب وتفكيك العمل السياسي. ويمضي في القول: خطابات المسؤولين هذه الأيام عبارة عن مصفوفة أكاذيب ودعوات للعنف والكراهية وتمزيق الوشائج الوطنية المتبقية.هم يراهنون على تفرق اللقاء المشترك لأن ذلك سيجمعهم فهم قوى متناثرة.