استقبل الرئيس السوري بشار الاسد يوم الثلاثاء رئيس وزراء لبنان سعد الحريري في زيارة هي الثانية من نوعها بعد طي صفحة من العداء بين الجانبين استمرت نحو خمس سنوات العام الماضي. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان الرئيس الاسد بحث مع الحريري "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتطورات الايجابية التي تشهدها وأهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية بما يمكن من تجاوز العقبات التي قد تحول دون التقدم المأمول في مسيرة العلاقات وبما يخدم مصالح الشعبين السوري واللبناني." واضافت الوكالة انه "جرى التأكيد على ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين لمواجهة التحديات التي تواجههما. وتم التطرق خلال اللقاء لاخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية واطلع الرئيس الاسد من الحريري على الجولة التي سيقوم بها الفترة القادمة والتي تشمل عدداً من الدول العربية والاجنبية." كان الحريري زار دمشق للمرة الاولى في ديسمبر كانون الاول الماضي. وتأتي زيارة الحريري الى دمشق قبل ايام من زيارته الى واشنطن واجتماعه مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في الرابع والعشرين من الشهر الحالي. وتدهورت علاقات لبنان مع سوريا الى ادنى مستوى لها بعد ان اتهمت قوى 14 اذار بقيادة الحريري سوريا باغتيال رفيق الحريري في فبراير شباط 2005. وقالت ايضا ان دمشق مسؤولة عن مهاجمة وقتل ساسة وصحفيين اخرين. وتنفي سوريا هذه الادعاءات. ولم توجه محكمة خاصة بعد اتهاما لاحد في جريمة القتل تلك. واجبر الغضب في لبنان ازاء جريمة الاغتيال وضغوط دولية سوريا على سحب قواتها من لبنان في ابريل نيسان 2005 منهية 30 عاما من الوجود العسكري في لبنان. وادى تقارب بين سوريا والسعودية في العام الماضي الى تخفيف التوتر وسمح للحريري الذي فاز في انتخابات برلمانية في يونيو حزيران بتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت حزب الله وحلفاء اخرين لدمشق.