دعا رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة يوم الأربعاء السلطة إلى الإسراع في تهيئة الأجواء المناسبة للتوافق على حلول للأزمة الوطنية مشيراً إلى الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين. وكان باسندوة يتحدث في افتتاح الدورة السنوية الثانية للحوار الوطني التي أطلق عليها "دورة رائد التغيير فيصل بن شملان" قائلاً إنه لا يرى مانعاً من مشاركة الآخرين "في كل جهد مخلص يبذل لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأسرع ما يمكن من اجل الحفاظ على امن واستقرار اليمن في كل جهد مخلص يبذل لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأسرع ما يمكن من اجل الحفاظ على امن واستقرار اليمن, وبقائه كيانا واحد بالصيغة التي يتم التوافق عليها". وشهدت جلسة الافتتاح حضوراً حاشداً شمل سياسيين وأكاديميين ودبلوماسيين بينهم السفير الإسباني ممثلاً للاتحاد الأوروبي فضلاً عن أعضاء الحوار الذين يصل عددهم لقرابة 1500 عضو.وتنعقد الدورة تحت شعار "معاً لإنقاذ اليمن". وأكد رئيس تحضيرية الحوار الوطني أن اللجنة لن تتوان مطلقاً عن الاضطلاع بمهامها وواجباتها دون كلل ملل. وشدد على أن ترجمة فكرة الحوار الوطني إلى واقع باتت ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. وقال إن "استمرار الأزمة المركبة في التصاعد والاحتدام، والعديد من المشكلات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية في التفاقم، وتغول الفساد الذي يلتهم نسبة كبيرة من موارد وثروات البلاد وارتفاع نسبة المواطنين الواقعين تحت خط الفقر المدقع ومعدلات البطالة، وشح المياه، وتكرر انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المدن والمناطق، وانهيار قيمة عملتنا الوطنية أمام الدولار وغيره من العملات الأخرى تزيد من الحاجة الماسة للحوار الوطني الشامل". وأشاد باسندوة بدور المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك الذي قال إنه مكن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني من اكتساب حضور شعبي واسع من خلال المشاركة معها في الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية التي شهدها عدد من المحافظات مؤخراً كما أشاد بما تبذله الأمانة العامة للجنة التحضيرية من جهود في متابعة نشاطات وأعمال مختلف اللجان الفرعية. واعتبر باسندوة الاتفاق الموقع مع مجلس التضامن الوطني وجماعة الحوثيين والحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير دليلاً على نجاح اللجنة التحضيرية للحوار في أداء دورها وحرصها على "جمع الصف ولم الشمل ". وأكد أن اللجنة تعمل جاهدة على تعزيز تواصلها مع حركة الاحتجاجات الجنوبية وبقية الأطراف في داخل البلاد وخارجها. حميد الأحمر: مصرون على استعادة مضامين الوحدة الحقيقية وتواصلنا مع معارضة الخارج من جهته حث حميد الأحمر الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار على "تحقيق الوئام بين أبناء اليمن". وقال حميد الأحمر في كلمة له أن اللجنة التحضيرية للحوار على استعداد لبذل مزيد من الجهود لحوار جاد مع السلطة لإخراج البلاد من أزماتها. وقال "سنقترب من أجل حل مشاكل اليمن وليس لحل مشاكل السلطة (...) سنحاول أن نلين حتى نستطيع مخاطبة نفسيات من نخاطبهم لكننا سنثبت على مبادئنا". وأضاف الأحمر: نحن اليوم أكثر إصرارا على استعادة مضامين الوحدة الحقيقية التي تم القفز عليها واستبدالها بوحدة عام 94، ومصرون على تطوير نظامنا السياسي وإعادة روح المؤسسية للدولة". ومضى الأحمر يقول "نحن جمهوريون حتى العظم ووحدويون حتى النخاع (...) كما أننا وطنيون بكل ما أوتينا من قوة حتى لو تناولتنا افتتاحيات الصحف الرسمية التي تمول من المال العام بالعمالة والخيانة". وأضاف أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار القول: لا نسعى لانتزاع حقوق أحد وإنما نسعى لاسترداد حقوقنا". وأكد الأحمر تواصل اللجنة التحضيرية للحوار مع المعارضين في الخارج وذكر منهم علي سالم البيض ومحمد علي أحمد وحيدر أبو بكر العطاس وعبدالله الأصنج قائلاً "تواصلنا معهم ونفتخر بهذا التواصل لأنه من أجل اليمن والحفاظ على هذه الوحدة". وكان أمين لجنة الحوار أعلن إضافة 20 شخصاً إلى قوام اللجنة بينهم سياسيون وأكاديميون ورجال أعمال . وممن أضيفت أسماؤهم إلى قوام اللجنة، السياسي المخضرم أنيس حسن يحيى والوزيران السابقان في حكومة المؤتمر الشعبي العام الدكتور صالح سميع والدكتور عبدالوهاب الروحاني. علي ناصر محمد: الأزمة اليمنية سياسية بامتياز وقال الرئيس السابق علي ناصر محمد إن الأزمة اليمنية سياسية بامتياز ومصير الوطن ووحدته واستقراره مرهون بحل مشاكله وأزماته حلاً جذرياً لا يقبل التسويف. وأضاف ناصر في كلمة له ألقاها نيابة عنه الدكتور عيدروس نصر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني أن "الشعب ينظر بأمل كبير إلى كل خطوة وطنية في اتجاه حلحلة أزمة الوطن وإنقاذه من مصير مجهول يعرب الجميع عن خشيتهم منه". وتابع: لا أحد يستطيع أن ينكر أن المشهد اليمني اليوم قاتم أكثر من أي وقت مضى وأمر لم تعد تخطئه العيون ليس في اليمن فحسب بل إنه أمر تتطرق إليه وتقوم بتوصيفه أقلام كتاب عرب وأجانب بعد أن باتت أزمة بلادنا تتصدر العناوين والمانشيتات في مختلف وسائل الإعلام حول العالم". وعبر ناصر عن أسفه لتعامل السلطة مع الاحتجاجات في الجنوب قائلاً إنها اعتمدت على "الترغيب والترهيب واستخدام العنف وإطلاق الرصاص على المتظاهرين والمحتجين". وحث ناصر أعضاء اللجنة التحضيرية على رسم محددات موضوعية للأزمة الوطنية لاتخاذ آليات عمل للخروج منها "بما يعيد الحقوق لأصحابها ويعزز أسلوب الشراكة الكاملة والمواطنة المتساوية ويرسخ الوحدة الوطنية ". وأكد أن الوحدة الوطنية لن تترسخ بشعار "الوحدة أو الموت أو بعسكرة الحياة المدنية وخنق ما كان يسمى الهامش الديمقراطي، مؤكدا أن ما يرسخ الوحدة هو طمأنة جميع المواطنين وإشعارهم أن كرامتهم مصانة. الحوثيون: التحرك الجماهيري كفيل بالتغيير وعلى القادة السياسيين معايشة الجماهير وفي جلسة الافتتاح تلا النائب مفضل إسماعيل الأبارة كلمة للقيادي السياسي في جماعة الحوثيين صالح هبرة، أكدت أن الجماعة إلى جانب القوى الوطنية المنضوية في لجنة الحوار "لخدمة الشعب". وأضاف خطاب هبرة: إننا ومن خلال الاتفاق التاريخي معكم الذي انزعجت السلطة وأكثرت من الصراخ والعويل والضجيج واللوم عليكم ولكم، نؤكد أنا معكم في خدمة شعبنا وفي طليعة أحراره الغيورين عليه". وأضاف: إن شعبنا العزيز يستحق كل ذلك وأن حرمانه منه لهو ظلم وطغيان وامتهان ولكن السلطة الظالمة الفاسدة النفعية حرمته من كل ذلك وأضافت إلى ذلك أمراً يساويه سوءا إن لم يكن أسوأ وهو إهدار سيادة البلد وكرامته وجعلت من البلد ومن سيادته سلعة رخيصة تعرضها في المزادات الدولية التي يقال عنها مؤتمرات دولية بل إنها تعمل على تقديم الشعب اليمني إلى دول إقليمية ودولية بأنه مصدر خطر وتستجدي الدعم الأجنبي بدعوى حماية الأجنبي من شعبها الخَطِر". واقترحت جماعة الحوثيين عدداً من المقترحات في عمل اللجنة التحضيرية بينها "توسيع دائرة التحرك الشعبي للتغيير ليشمل كل المستويات" و "تعميم الوعي بين أبناء الشعب وكشف وفضح زيف السلطة عبر نشاط إعلامي وثقافي واسع ومكثف يخاطب الجميع" وصولاً إلى "التحرك الشعبي العام بطريقة سلمية من قطاعات الشعب وأبناء المجتمع". أكدت الجماعة أن " التحرك الجماهيري هو الكفيل بتحقيق التغيير". وقال هبرة في خطابه "السلطة تخشى الجماهير أكثر مما تخشى القادة السياسيين والجماهير بحاجة إلى من يأخذ بأيديها من موقعها وليس بعيدا عنها". ونصح القادة السياسيين "أن يكونوا أكثر قربا ومعايشة ومخاطبة للجماهير وان يكونوا هم أيضا قدوة في التضحية والجدية والجرأة". وعبر مجلس التضامن الوطني عن أمله في أن تخرج الدورة بنتائج إيجابية وقرارات بناءة. وقال محمد حسن دماج الأمين العام للمجلس في كلمة له إن مجلس التضامن "ينطلق بحيادية تامة لعلاقته مع جميع الأطياف السياسية الصادقة بل وجميع فئات المجتمع الموجودة على الساحة بعيداً عن الهيمنة المقيتة والنظرات الضيقة". وأضاف: إن مجلس التضامن الوطني يأمل من كل الفئات السياسية بكل أطيافها وفي مقدمتهم العلماء والمشائخ وذوو الرأي الحصيف وبدون استثناء أن تلتقي على طاولة الحوار الجاد والبناء الذي يغلب مصلحة البلد على المصالح الضيقة والأنانيات الفردية والمكايدات السياسية". وألقيت خلال جلسة الافتتاح قصائد شعر .