قال السياسي الاشتراكي المخضرم أنيس حسن يحيى إنه لا يخشى على الحراك الجنوبي من قمع السلطة لكن من الأصوات المتشددة داخله. وكان عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يتحدث إلى عشرات من أعضاء الاشتراكي وقياداته ليلة الخميس في المقر المركزي للحزب حول مستقبل الحراك والقضية الجنوبية. وقال أنيس "أنا منحاز بالمطلق للحراك لكن لي ملاحظات عليه لتصويب مساره..أنا قلق عليه لأنه لم يعد له بعد وطني". وأضاف أن الحراك يمثل "قوة تغيير ضاغطة في الحياة السياسية" معرباً عن أمله أن تنتظم هذه القوة داخل المعارضة اليمنية. وقال إن الحراك له قوة ضغط سياسية أكبر من أحزاب المعارضة واستطرد: تصوروا لو أن الحراك أصبح حركة ضاغطة داخل المعارضة اليمنية". ودعا أنيس الحراك إلى أن يتمسك بقوة بالخيار السلمي قائلاً إن خيار العنف سيصيبه في مقتل والسلطة تريد جره إلى خيار العنف. وينتقد أنيس الحراك أنه لا يملك مشروعاً للوطن كله. ويذهب إلى أبعد من ذلك قائلاً إنه لايملك مشروعاً حتى للجنوب. وقال "من سوء حظنا نحن اليمنيين جميعاً أن الحراك لا يمتلك مشروعاً للوطن ككل لأنه لايرى حاجة لذلك والمؤسف أنه لا يمتلك مشروعاً للجنوب". وأثار القيادي الاشتراكي سؤالاً ردده مراراً عما بعد فك الارتباط الذي يطالب به الحراك حالياً ويبدو أن أنيس استنبط عدم امتلاك الحراك مشروعاً للجنوب من غياب الجواب لديه عما ستكون عليه حال الجنوب بعد فك الارتباط. ومن بين انتقاداته للحراك غياب قيادة موحدة له. وقال بشأن ذلك "هذا الشيء يعكس ميولاً لا أريد أن أسميها أنانية". كما انتقد أنيس قيادة الحزب الاشتراكي اليمني لتخليها عن توجيه خط الحراك والتأثير فيه بالرغم من أن غالبية النشطاء فيه من الاشتراكي. وعلق على ذلك بالقول "الروح الكفاحية تراجعت كثيراً عن قيادات الاشتراكي". وأبدى أنيس أسفه للتحول في رؤية من قال إنهم كلهم ينتمون إلى حركة حداثية في الجنوب بشأن القضية الجنوبية. وقال بتأثر "أحاول أن أتفهم جوهر الحراك. ماذا يريد مناضلو الحراك الذين ينتمون كلهم إلى حركة حداثية في الجنوب ولا استطيع أن أتصور أنهم قد نزعوا جلودهم". ويردد أحد أبرز مؤسسي الاشتراكي مصطلحي الفهم المغلوط والتفكير المشوش ليصف تصورات عدد من القادة الذين ينحازون كلية إلى حل فك الارتباط بين شطري البلاد. وأشار إلى علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس وحسن باعوم. وفي الوقت الذي أشاد بهم إلا أنه انتقد تصوراتهم قائلا إن ثمة "تشوش كبير عند الرفاق". وأضاف: أن يأتي طارق الفضلي إلى الحراك فأهلاً وسهلاً به لكن أن يقودنا بأجندته الخاصة" فلسنا حداثيين. وبالرغم من انتقاده لأداء الاشتراكي غير أن أنيس لا يجد مشروعاً تحديثياً للبلاد إلا فيه. وقال يخاطب أعضاء الاشتراكي "إذا أردتم الانتصار لمشروع حداثي في الوطن فلا أجد لكم غير الاشتراكي (....) اليسار لن ينام وهذا قانون الحياة. أنا شديد الاعتزاز بتجربة الاشتراكي لكن شديد النقد لكل الحماقات التي تسببت في إجهاض تجربته في الجنوب".