صوَّتت خلال الاجتماع السنوي للجمعية لعامة للأمم المتحدة في 26 أكتوبر الماضي 187دولة من مجموع 192دولة أعضاء في الأممالمتحدة لصالح مشروع القرار الكوبي بإدانة الحصار الاقتصادي والمالي والإداري المفروض على كوبا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما صوَّتت ضد مشروع القرار أمريكا وإسرائيل، وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هيجزر بلاو، وجزر ميكرونسيا، وجزر مرشال، وهي جزر صغيرة في المحيط الهادي، وامتناعها عن التصويت ناجم عن الضغوط الأمريكية عليها. وفي تصريح له قال بوينا بينتورا رييس اكوستا سفير كوبا في صنعاء إن كوبا منذ عام 1992 وهي تقدم للاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدين استمرار الحصار ضدها، ورغم أن الدول الأعضاء في الأممالمتحدة تصوِّت لصالح مشروع القرار الكوبي فإن الإمبريالية الأمريكية مستمرة في فرض حصارها على كوبا بما في ذلك إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. وأكد السفير أن أمريكا مستمرة في تشديد حصارها على كوبا وهي لا تهتم بالموقف الجماعي للدول ضد الحصار وتتذرع بالقول أن ما تمارسه ضد كوبا هو نوع من الحظر على التبادل التجاري بين البلدين (أمريكاوكوبا) وعلى العكس من ذلك فما تمارسه هو حصار جائر ويشمل كل المجالات، وتقول أمريكا إنها تقدم مساعدات لكوبا والحقيقة غير ذلك ففي كل سنة يتم تشديد الحصار أكثر من السنة السابقة لها، وخلال 50سنة على الحصار خسر الشعب الكوبي سبعمائة وواحد وخمسين مليار دولار فمن أجل أن تشتري كوبا احتياجاتها من السوق الأمريكية القريبة منها والتي لا تبعد عنها سوى 90ميلاً فإنها تذهب إلى بلدان بعيدة لشراء ما تحتاج إليه من معدات وآليات وسلع وأدوية وأدوات وتقنيات حديثة حتى أنها لا تستطيع شراء بعض الأدوات التي تحتوي على أجزاء من الصناعات الأمريكية لأن الشركات في البلدان الأخرى التي تستخدم تلك الأجزاء ترفض بيع منتجاتها لكوبا جراء ضغوط ومقاطعات الشركات الأمريكية لها وأي شركات تحاول أن تتعامل مع كوبا فإن أمريكا تعترض عليها وتوعز لشركاتها بشراء أسهم تلك الشركات، وكون لدى كوبا احتياطي كبير من النيكل والذي تصدره إلى الخارج فأي منتج يحتوي على ذلك النيكل فإنه ممنوع من دخول أمريكا، ورغم هذا الحصار الجائر على كوبا فهي مستمرة في الصمود.. مشيراً إلى أنها منفتحة على دول الاتحاد الأوروبي وعلاقتها بها قائمة على المنافع المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ومضى السفير الكوبي قائلاً: إن الاستثمار مسموح في كوبا ويحصل على الضمانات المناسبة ولاسيما في قطاع السياحة وأنه يوجد في الوقت الحالي استثمار ياباني وإسباني وفرنسي وألماني وكندي، وأن هناك شركات أمريكية أبدت رغبتها في الاستثمار في كوبا ولكن الحكومة الأمريكية رفضت ومنعتها ويؤيدها في ذلك المنشقون الكوبيون المقيمون في أمريكا والممولون من قبل المخابرات الأمريكية ومناهضي كوبا.. موضحاً أن الحكومة الأمريكية رفضت مقترحات كوبية بالتعاون بينهما للحد من الاتجار بالبشر والمخدرات؛ بل إنها لا تنفذ الاتفاق المبرم معها بمنح تأشيرات سنوية لدخول 22000كوبي إلى أراضيها عدا 500شخص في الوقت الذي تتهم كوبا أنها لا تسمح لمغادرة مواطنيها إلى أمريكا وأن ذلك يتنافى وحقوق الإنسان وحرية التنقل والسفر وغير ذلك من التهم التي توجهها للدول التي لا يتفق نهجها والسياسات الأمريكية. وتابع السفير قائلاً: إن الكثير من الحقائق المتعلقة بالحصار الأمريكي يحتويه تقرير تم تسليمه من قبل وزير خارجية كوبا للجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء اجتماعها في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي.. مبيناً أن كوبا بلد صغيرة ومن الدول النامية، وأنها تنتهج الصدق وتحترم الحقيقة ولذلك فتصويت 187دولة ضد الحصار والذي شمل دول حليفة لأمريكا ناتج لاعتماد كوبا مبدأ الصدق في التقارير التي تسلمها للأمم المتحدة.. مشيراً إلى أن نتائج ذلك التصويت نُشر في كوبا وغيرها من الدول وأن أمريكا مارست ضغوطاً على بعض الدول لعدم نشره. وحول علاقة كوبا بالشعب الأمريكي أوضح السفير أن كوبا ليست ضد الشعب الأمريكي بل هي صديقة له، وأن لديها الكثير من الأصدقاء الأمريكيين، منهم (جمعية دُعاة السلام) وعدد كبير من الفنانين ممثلين وغيرهم.. مشيراً إلى أن جمعية دُعاة السلام تقوم بجمع التبرعات والأدوية من كثير من الولاياتالأمريكية وإرسالها إلى كوبا عبر كندا أو المسكيك ولكنها أحياناً تتعرض للمصادرة، وأضاف قائلا: إن دُعاة السلام يقفون ضد سياسات بعض الأجهزة الأمنية الأمريكية وضد المنشقين الكوبيين الموجودين في أمريكا والذي يمتلكون إعلام إذاعي وتليفزيوني ويشيعون منه الأكاذيب ويحرضون ضد النظام الكوبي للانقلاب عليه. وتمنى السفير الكوبي من الإعلام اليمني أن يتعرض بين حين وآخر لمأساة خمسة من المواطنين الكوبيين الذين مضى على سجنهم في أمريكا 12سنة بتُهم باطلة لأنهم كانوا يعلمون لصالح بلدهم بين أوساط المنشقين الكوبيين، وعدم الإفراج عنهم رغم مطالبات الكثير من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وبعض البرلمانات والشخصيات العالمية الحاصلة على جوائز نوبل في المجالات المختلفة. وفي ختام تصريحه وصف سفير كوبا في صنعاء العلاقات الكوبية – اليمنية بأنها ممتازة وأن اليمن خلال السنوات الماضية والعام الجاري صوَّتت في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة ضد استمرار الحصار على كوبا.