وهبية البحري -- حسين الجلادي – نعائم خالد – عارف العمري تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر الاجتماعية التي يزداد نموها يوماً بعد أخر ويتفشى خطرها أكثر ويذهب ضحاياه الأطفال الذين دفعتهم ظروفهم القاسية الى الشارع لممارسة إعمال التسول أو البيع ويظلون يسرحون ببضائعهم هنا وهناك حتى أوقات متأخرة من اليوم مما يعرضهم لانحرافات ومخاطر عدة على رأسها خطر التحرش الجنسي, فقد يقعون فرائس بين أيدي ذئاب بشرية ماتت ضمائرهم وانعدمت إنسانيتهم ' فتغتال برائهم بوحشية وبلا رحمة ويتركونهم إحياء بلا أرواح .. أرواح ضائعة تحيا حياة اشد مرارة وتعاسة وبؤساً مما كان عليه' وتحصرهم في دائرة مغلقة فالكلام عما تعرضوا له فيه نهايتهم , والصمت والسكوت فيه دمار داخلي ونفسي ينهشهم يومياً . نهاية دامية اعتاد احمد الطفل ذو السادسة من عمره التجوال في شوارع حاراتهم لبيع الايسكريم وفي إحدى المرات التي يخرج فيها للبيع طلب منه احد شباب الحارة بان يذهب الى بيته ليحضر له ماء للشرب وذهب الصغير ولحقه ذاك الشاب ودخل وراءه الى البيت واقفل الباب ولسوء الحظ لم يكن هناك أحدا بالبيت فقام بالاعتداء عليه وهدده بعدم الكلام وتركه يخرج , لكن الصغير لم يتحمل ماحدث معه فقامت الأسرة بالتبليغ عن الجاني. تم القبض علي الجاني وسجنه لكن ما حدث لم يكن فيه حلاً لمشكلة الصغير احمد الذي ما ان يخرج حتى سأله الناس عن الحادث وكل من شاهده اشار إليه بان هذا الطفل الذي اعتدي عليه من قبل ( ع , ص . ث ) وما زاد في مرارة حالة انه يتعرض للهمز والغمز من قبل أخوته في البيت الشيء الذي دفعه الى الانتحار واضعاً حداً لمعاناته التي لم يكن له ذنب فيها.
التحرش يقود للتحرش حقيقة لاخلاف عليها ساوردها بتفاصيل حدثت منذ حوالي شهر في إحدى حارات مدينة تعز بدأت بإقدام طفلين الأول بعمر عشر سنوات والأخر بعمر احدي عشر عاماً على التحرش بطفل عمره خمس سنوات جميعهم في الأحداث , وفي سجن الأحداث اتضح بان الطفلين سبق وان تعرضا لحالة تحرش من شباب اكبر منه اثناء بقائهم في الشارع للعمل, تفاصيل الحادثة تحدث به الطفل لامة التي لاحظت اثار التعب والانهاك على طفلها, والتي بدورها روت لنا القصة اثناء لقائنا بها . مؤشرات التحرش الطفل أ ب س تحدث عن نفسه قائلاً عن نفسه قائلاً (( اظطررت للعمل في بيع اليانصيب احياناً وبطاط الحنيذ والماء احياناً اخرى بحسب وقت كل سلعة وكنت اجلس عند باب المدرسة او بالسوق لان والدي تعرض لشظايا اثناء احداث العام 2011 في صنعاء , واصيب بنزيف بالرأس مما اقعده بالمستشفى وبقيت مع امي واخواني بلا عائل , لذا قمت بالعمل كبائع متجول لاكسب قوت يومي لي ولاسرتي وفي الشارع نتعرض لمضايقات من بعض الصعاليك الذين يتعاطى بعضهم الحبوب, وفي احدى المرات دعاني احدهم ليريني مقاطع فيديو خليعة في جواله فهربت منه, وذات مرة صادفنا واحد مخزن , وكان يتحرش بي من خلال كشف عورته تدريجياً, فكنت اتجنبهم الا انني كل مرة كنت اتعرض لعمليات التحرش بشكل شبه مستمر. وكما اكد مدير مركز الطفولة الامنة عبدالرحمن زيد الى ان التحرش بالاطفال يرجع الى غياب الرقابة الاسرية والمجتمعية , مضيفاً ان اغلب الاطفال الذين تم استقطابهم الى المراكز يتم تاهيلهم نفسياً واجتماعياً واعادة دمجهم في بعض الانشطة ' واعادتهم الى اسرهم افراداً صالحين , مسترسلاً لدينا العديد من الاطفال من تم تاهيلهم وصلو الى نجاج حقيقي فمثلا الطفل ) ن . ب . ح ) وعمره ستة عشر عاماً اصبح مبدع في الفن وقدم ابداع امام رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي.
راي علم النفس يقول الاستاذ نبيل نعمان اخصائي علم نفس بان ظاهرة اطفال الشوارع في كل يوم تتزايد كما يتزايد التحرش الجنسي بالاطفال العاملين بالشوارع والقاطنين فيه وترجع اسباب ذلك بدرجة اساسية الى ان التكنولوجيا وانتشار الافلام الاباحية كون الاطفال يفتقرون للرقابة الاسرية , وكذا المنشطات الذهنية والمخدرات التي تباع في الصيدليات لمن هب ودب من الشباب وبدون اعتباراً للقانون, كما ان جر الاطفال من قبل الكبار للقمة العيش هو سبباً جوهرياً في تعرض الاطفال للتحرش الجنسي, كما ان عدم وجود الرقابة الاسرية ومتابعة الطفل عند المغادرة للمنزل والعودة اليه .
الاحصائيات كشفت دراسة علمية حديثة ان هناك مابين ثلاثة عشر الف وخمسة عشر الف طفل يعملون في شوارع المدن الرئيسية في عموم محافظات الجمهورية , الدراسة التي اعدها مركز تاهيل الاطفال العاملين اظهرت بانه الذكور من الاطفال يشكلون نسبة 80% من الاطفال العاملين في الشوارع وبيع الصحف والماء ومواد غذائية ووجبات سريعة بواسطة عربات او في مساحات مفتوحة في الهواء او في الاكشاك , وتشير الاحصائيات الى ان هناك اكثر من خمسة عشر الف طفل يمني تحت سن الثالثة عشر يعانون ظروف معيشية صعبة دفعتهم الى ترك الدراسة والتوجه الى الشوارع بحثا عن لقمة العيش في اجواء ماساوية قد تؤدي بحياتهم في بعض الاحيان , فهؤلاء الاطفال يصبحون معرضين للعديد من اشكال الايذاء الجسدي بما في ذلك الايذاء من قبل البالغين وعصابات اطفال اكبر منهم او من مدمني الكحول والمخدرات الذين يقطنون الشوارع. وفي دراسة للمنظمة السويدية من جهتها نفذت دراسة شملت الف طلف جاء فيها بان42% من الاطفال في سوق العمل يعملون لفترات تتراوح بين 6 – 10 ساعات و39% منهم تصل فترات عملهم مابين 11 الى 17 ساعة واشارت الدراسة الى ان 28% من هؤلاء الاطفال يعملون باعة متجولين , ولذلك مايقرب من 25% يتعرضون للامراض و7% يتعرضون لامراض معدية واكثر من 50% يكونون عرضة لتحرشات اخلاقية. حذر تقرير اعده مركز اخباري تابع للامم المتحدة ( الشبكة الاتحادية الاقليمية للانباء ايرين ) من مخاطر شيوع ظاهرة اطفال الشوارع في اليمن الذين يدفعون الى احتراف مهمة هامشية , ودعاء التقرير الى ايلاء القضية اهتماماً اكبر خاصة وان العديد منهم عرضة للاستغلال الجنسي المتوحش ولفت التقرير الى مشكلة انعدام وجود بيانات رسمية للإحصاء . تبدء ظاهرة أطفال الشوارع في اليمن تثير حالة القلق لدى خبراء البلد ومسؤولية خاصة في ظل التقديرات والاحصائيات التي تفيد بوجود ثلاثة ملايين طفل يعانون الفقر و700 الف طفل يعملون في مهن لإعالة اسرهم , وشكلت الحكومة اليمنية اخيراً لجنة عليا برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء مهمتها بحث قضية اطفال الشوارع التي يقول خبراء ان عددهم يصل الى 40% وتقديم الرعاية اللازمة لهم بما يكفل حمايتهم من المخاطر بدعم من منظمة اليونسيف والتعاون والتنسيق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية. والحكومة اليمنية من خلال التقارير الدولية ملتزمة من خلال الاتفاقيات التي وقعتها ملزمة بتهيئة بيئة توفر لحماية الأطفال ووضع سياسات بشان حماية الأطفال. وتهدف الخطة للمجلس العام 2010 الى تنفيذ مجموعة من البرامج والانشطة الرامية الى تطوير قدرات المجلس مؤسسياً وبشرياً وكذا تقييم الاستراتيجيات الخاصة بالطفولة وعلى وجه الخصوص إستراتيجية الطفولة والشباب وإستراتيجية الطفولة المبكرة , إضافة الى تعزيز التنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة فيما يخص حماية الأطفال والتوعية والتثقيف بقضايا الأمومة والطفولة والممارسات السليمة لتنشئة الأطفال وغيرها من الأهداف المغررة لجهوده الدولة في رعاية شؤون الأمومة والطفولة. نشاط مجموعه في اختتام دورة الصحافة الاستقصائية ودورها في حماية الطل التى تنظمها منظمة اليونسيف وبالتعاون مع وزارة الإعلام لصحفيين محافظة تعز _ البيضاء .إب واستمرت ثلاثة أيام متتالية