لا نستطيع نحن في الصحافة الرسمية أن نكتب عن أي من مرشحي الانتخابات الرئاسية لا سلباً ولا إيجاباً؛ وذلك خلال مرحلة الدعاية الانتخابية التزاماً بضوابط هذه الدعاية التي ينظمها قانون الانتخابات بهدف إبقاء وسائل الإعلام الرسمية بمنأى عن الانحياز لأي من المرشحين والتعريف ببرامجهم على قدم المساواة. وحيادية وسائل الإعلام الرسمية تجاه مرشحي الانتخابات الرئاسية واحدة من مزايا النظام الديمقراطي الذي يعتمده اليمن بهدف التعامل مع المرشحين بصورة حيادية؛ إذ لكل مرشح من مرشحي الأحزاب والمستقلين مساحة متكافئة ومحددة بالتساوي بين جميع المرشحين ليس بينهم صغير أو كبير، قديم أو جديد، شاب أو موغل في العمر. وسيكون للمراقبين ومؤسسات المجتمع المدني دورهم البارز في مراقبة أداء الإعلام الرسمي وكذا سير العملية الانتخابية، وهي أىضاً سمة إضافية للتجربة الديمقراطية في اليمن القائمة على الشفافية الكاملة. وكما عرفت فإن كثيرين من المراقبين الدوليين قد وصلوا إلى البلاد وبدأوا يتعرفون عن كثب إلى الإجراءات الانتخابية القائمة على الأرض والتي ستكتمل في يوم الاستحقاق الانتخابي في العشرين من سبتمبر القادم. ولقد أعجبتني إشارة بعض المراقبين الذين طلبوا من مرشحي الأحزاب الحديث عن البرامج السياسية بدلاً من مهاجمة بعضهم؛ وهي ملاحظة في تقديري على جانب كبير من الأهمية؛ خاصة مع بدء الحملة الانتخابية للمرشحين، حيث ضرورة أن تقدم برامجهم الانتخابية وعوداً واقعية يحترمها الناخب ويقتنع بها وبإمكانية تحقيقها على الأرض. وبالمناسبة.. لا أدري عما إذا كان بعض مرشحي الرئاسة ممن طلبت منهم اللجنة العليا للانتخابات تعديلاً في بعض فقرات برامجهم الانتخابية لتعارضها مع القانون قد أوفوا بما طُلب منهم؛ خاصة أن الوقت ضيق.. أم أن ذلك لم يتحقق بعد؟!. لا شك بأن المرشحين لمنصب الرئاسة سوف يبذلون قصارى جهودهم للفوز بثقة الناخبين، وهي سمة ثالثة تضاف إلى رصيد التجربة الديمقراطية باعتبار أن الوصول إلى السلطة لم يعد يمر عبر الانقلابات العسكرية أو الدبابات؛ بل يعتمد طريقاً واحداً عبر صناديق الاقتراع. ولذلك فإن اليمن، وهو يعيش هذا الاستحقاق الديمقراطي، يدرك أنه أيضاً تحت المجهر لرهانات أو ترقب أو توقع!. ولا شك بأن اليمنيين سوف يخيّبون كل تلك التوقعات والرهانات عندما سيصلون إلى الصناديق لاختيار من يرونه مناسباً في أجواء آمنة ومستقرة وهادئة.. المؤشرات جميعها تقول ذلك مهما ارتفعت حمّى الانتخابات وانتفخت أوداج المرشحين إليها!.