الجمعة , 9 يونيو 2006 م - مدير عام التربية: - المحافظة لها وضعها الاستثنائي ومحتاجون ل600 مدرس للمواد المتخصصة - لدينا درجات خدمية لا يستفاد منها .. ومخرجات التعليم بحاجة إلى تدريب وتأهيل - محافظة الجوف تعيش أوضاعاً صعبة للغاية في مجال التعليم إلا أن مكتب التربية بالمحافظة استطاع من خلال إدارته الجديدة القيام بدور ملموس في تحسين واقع التعليم وسير العملية التزبوية مقارنة عما كان عليه الحال في السابق.. وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن قطاع التعليم في هذه المحافظة لا يزال يعيش وضعاً استثنائياً يحتم على الجهات المعنية إيلاء مزيد من الاهتمام والدعم لمكتب تربية الجوف.. حول أهم الأوضاع والمعوقات والبرامج والتطلعات كان للصحيفة هذا اللقاء مع الأخ /أمين صالح محمد الغذيفي مدير عام مكتب التربية بمحافظة الجوف والذي بدأ حديثه قائلاً: اتجاه نحو العمل المؤسسي حقيقة منذ أن تولينا إدارة مكتب التربية بالجوف ونحن لا نزال نعاني هموم كبيرة في جانب العملية التربوية والتعليمة باعتبار ان المنطقة لها ظروف استثنائية ومعقدة في هذا الإطار.. ولذلك وضعنا لأنفسنا أولويات واستراتيجية فيما يتعلق بالعمل داخل المكتب، وفعلاً كانت بدايتنا هي تحديد الإمكانيات الموجودة، من معلمين وطلاب، وأثاث لأن مكتب التربية كان قبل ذلك عبارة عن شنطة يد.. ولا يوجد به أرشفة أو توجيه أو أي إدارة عاملة.. وبالرغم من ذلك استطعنا خلال فترة بسيطة أن ننشئ مكتباً متكاملاً بدعم من الأخ المحافظ.. وقيادة وزارة التربية وبالتالي كان علينا أن نقوم بهيكلة المكتب وأن نعمل عملاً مؤسسياً وعلى إثره تمكنا أن نفتح كل الإدارات وكان من أولوياتنا هو موضوع التوجيه حيث قمنا بتدريب مجموعة من الموجهين .. وأنزلناهم إلى الميدان ومن خلال عدد من الزيارات استطعنا أن نخرج بقاعدة بياناتية ومعلوماتية ثابتة أضحت موجودة الآن في كل إدارة من إدارات المكتب.. وذلك من خلال أجهزة الحاسوب التي تم توزيعها وتغطى حالياً نسبة 80% من تلك الإدارات ولكن مع هذا وذاك فقد وجدنا أن المشكلة التي تواجهنا في هذا الجانب هي مشكلة المعلم والكتاب.. حيث إن هناك عدداً من المعلمين غير مؤهلين وهذا مايشكل عبئاً كبيرآً على المحافظة لأنهم من أصحاب الدرجات المتواضعة ويصل عددهم نحو 1200 معلم وبالتالي كلما طالبنا الجهات المعنية بمعلمين بالرغم من العجز النوعي إلا أن الأبواب توصد أمامنا بحجه ان لدينا اعداداً كبيرة.. ولكن هذه الأعداد لا يستفاد منها البتة فضلاً ان لدينا مخرجات ثانوية ودبلوم وهؤلاء أيضاً بحاجة إلى تدريب.. ويصل عددهم إلى 1800 معلم ومعلمة. 4800 معلم ومعلمة وماذا بالنسبة لإجمالي المدرسين .. وكذا المدارس الموجودة بالمحافظة؟ بالنسبة للمدرسين بالمحافظة يصل عددهم نحو 4800 معلم ومعلمة.. أما المدارس فيبلغ عددها 412 مدرسة.. مابين أساسي وثانوي.. فضلاً عن أن هناك مدارس غير مكتملة وهي تكاد تكون عبارة عن عشش، أو خيام.. لأن أغلب آباء أولئك الطلاب هم من البدو الرحل. ولذلك تكون مدارس أبنائهم متنقلة حسب ظروف أوضاعهم المعيشية بالمنطقة وكما أشرنا سابقاً فإن المعلمين الذين هم من مخرجات الثانوية والدبلوم.. بحاجة إلى اهتمام كبير، لأن مخرجاتهم التعليمية ضعيفة، بينما المحافظة بحاجة إلى مخرجات نوعية، وهذا مالا يتوفر فيها.. بالوقت الذي نجد بأن مخرجاتها من التعليم يتحدد في مديرية أو مديريتين فقط.. وبنسبة لا تتجاوز 20% وبالتالي نحن نسعى دائماً إلى طرح مشكلاتنا وهمومنا أمام قيادة الوزارة كي تعمل علي حل مشاكلنا ومعالجة النقص الموجود لدينا.. لأن العجز الموجود بالمحافظة وبالذات في التخصصات العلمية يصل آلى 600 معلم ومعلمة. إذاً كيف ننتظر مردوداً ايجابياً في هذا الجانب رغم اننا أعطينا صورة كاملة للوزارة عن أوضاع المحافظة.. وماتعانيه من نقص في جانب المعلمين المؤهلين.. الا أنها تبدو في غفوة من أمرها. وبالتالي نحن نأمل من الجهات المعنية سواءً على مستوى قيادة المحافظة أو غيرها من الجهات الأخرى دعم هذه المحافظة لأنها تخلفت عن باقي المحافظات بحوالي 20 عاماً وبحاجة إلى نظرة استثنائية. عجز في التخصصات العلمية مادام هذا هو الحال فكيف يتم معالجة النقص في التخصصات العلمية؟ بالنسبة لهذا الجانب تلاحظ في بعض المدارس نقص في الانجليزي ، وبعضها في الرياضيات وأخرى في الفيزيا.. ومثل هذا يعود إلى ان المحافظة مترامية الأطراف حيث تصل مساحتها إلى 32 ألف كيلو متر مربع.. كما ان مدارسها الثانوية كثيرة.. بينما أعداد الطلاب قليلة.. ولذلك يتم محاسبتنا بأن يكون لكل 40 طالباً .. معلم.. وهذه في رأيي نظرة خاطئة لأنها لا تخدم العملية التعليمية لأن محافظة الجوف لها خصوصية معينة وتعتبر استثنائية بكل المعايير فيجب التعامل معها بصورة استثنائية. 76 ألف طالب وطالبة وماذا عن عدد الطلاب إجمالاً أساسي وثانوي بالمحافظة حتى الآن؟ فيمايتعلق بهذا الأمر .. استطيع القول بأن إجمالي عدد طلاب المحافظة يبلغ نحو 76 ألف طالب وطالبة، بما فيهم أساسي وثانوي. أوجدنا 15 مدرسة للبنات وماذا عن خصوصية تعليم الفتاة بالجوف؟ لا يخفى عليك أنا عندما تعينت هنا كانت لا توجد هنالك مدرسة للإناث.. ولكن بعد فترة من العمل قدرها ستة أشهر استطعنا حينئذ أن نوجد 15 مدرسة حيث كانت المدرسة الأولى توجد فيها 70 طالبة بينما وصل عدد طالباتها خلال شهر من افتتاحها الى 570 طالبة.. كذلك الأمر بالنسبة لمدرسة التفوق الثانوية كان عدد الطالبات فيها لا يتجاوز 50 طالبة لأنها كانت ضمن مدرسة أخري ، وعند افتتاحها وصل عددهن إلى 430 طالبة هذا في مديرية واحدة. كما ان مدرسة النجاح هي الأخرى، والواقعة في مديرية الخلف، والتي تسمى حالياً باسم الجيل الجديد.. كان عدد الطالبات فيها لايتجاوز ال30 طالبة، والآن وصل عددهن إلى أكثر من 280 طالبة، فضلاً عن المدارس التي تم افتتاحها في المديريات بالمحافظة ولذلك أقدر أقول بأن نسية الإلتحاق للفتاة بلغت أكثر من 35% لأن الفتاة في الجوف فتاة ذكية بالفطرة ومتفاعلة وسنجد بأنها ستكون أداة من أداة التغيير في هذه المحافظة. ولذلك أنا أرى بأن يعاد النظر في جانب مدارس البنات وزيادة الاهتمام بها، وكذا أن يتم توظيفهن على أقل تقدير. لماذا؟ لأنك لو نظرت لحصة المحافظة العام الماضي .. اعتمد لها 30 معلمة.. وهذا العام 20 معلمة.. إذاً تخيل عدد الطالبات اللواتي يردن الإلتحاق بالتعليم في محافظة مترامية الاطراف لذا نحن بحاجة في هذه الحالة من 600800 معلمة. من أجل أن نعمل نهضة تعليمية بالمنطقة وكنا قد طرحنا هذا الموضوع أمام قيادة المحافظة بأن هناك درجات خدمية لا يستفاد منها والأجدى أن يوضع صندوق خاص بهم.. وان تعطى نسبة معينة للبنات من أجل أن يدرسن بالمحافظة تتوافق مع العدد الذي سيتم استبداله. عدم قدرة على التدريس هولاء محسوبون على قوى التربية بالمحافظة فما المشكلة؟ هؤلاء أناس ليست لديهم قدرات نهائياً.. ولا يصلحوا أن يكونوا في مجال التعليم ربما هناك نسبة قليلة منهم.. فهؤلاء سيتم تأهيلهم وتدريبهم .. أما البقية من المحسوبين على قوى التربية كمدرسين .. هم ليسوا بمدرسين بل خدميين بسبب أخطاء التوظيف توظيف عشوائي ومتى تم توظيفهم؟ هؤلاء تم توظيفهم في فترات سابقة.. وظل الحال على ذلك النحو.. دون تغيير وهم الآن عبارة عن تراكم لسنوات كان فيها عمل عشوائي وأخطاء للتوظيف. تنظيم لآليات العمل ما صحة مايطرح من قبل بعض التربويين بأن مكتب التربية بالمحافظة يقوم بشطب بعض الأسماء من الكشوفات؟ هذا كلام واقعي .. لأن مثل هذا كان يحدث في فترات سابقة.. لكني أنا أتيت .. وتمكنا عندها من تصحيح الوضع خلال عام ونصف حيث استطعنا آنئذ أن نطبع كشوفات لأنفسنا وأن نثبت القوى ولم يحصل فيها تغيير نهائياً.. لاننا قمنا خلال عملنا بتنزيل 36 شخصاً مزدوجاً إضافة إلى 70 شخصاً منقطعاً عبارة عن وهميين.. لذلك تجد الآن بأن إدارة مكتب التربية لديها إلمام كبير بالعمل.. فضلاً من أن هناك عملية تنظيم وأرشفة.. ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً سواءً من حيث التزوير أو خلافه.. كما كان الحال سابقا. عدم التزام بالعمل هناك من يشكو بأن مرتبه حول من قبل المكتب لشخص آخر فماذا تقولون؟ فيما يتعلق بهذا الأمر أنا أود أن أوضح لكم هذه القضية حيث إن هذا الشخص هو في الأساس لم يلتزم بعمله، بالوقت الذي هو موزع علي مركز المصلوب.. ولذلك ظل على هذا الحال لمدة شهرين بعيداً عن العمل ومن ثم كان علينا أن نوقف راتبه لدى مدير المركز إلى أن يلتزم بالعمل في إدارة المركز إلا أنه يريد أن يستلم راتبه ومن ثم يغادر أو يهرب، وقد عمل لشهر واحد وتعهد على نفسه بأن يلتزم بالعمل الا انه قام بالمغادرة بعدئذ ولذلك نحن وفي مثل هذه الحالات نقوم بتنزيله نهائياً لأننا قد وضعنا له تسهيلات كثيرة ولم يلتزم. خلاف بين البنك والمكتب وماهو ردكم حول ما يتردد من أن مرتبات المعلمين تتأخر فيمايتعلق بعملية الصرف؟ أقدر أقول في هذا الأمر بأن مرتبات المعلمين بالمديريات تسير على أكمل وجه، بينما المرتبات تتأخر عن مكتب التربية.. بالمحافظة ويعود ذلك الخلاف ما بين البنك والمكتب بسبب ان هناك بعض المدرسين غير ملتزمين بعملهم وفي حال ما يقوم المكتب بإيقاف مرتباتهم سرعان ما يقوم البنك بصرفها دون الرجوع الينا. ولا يخفى بأن مثل هذا العمل يدخل في اطار المساومة ولنقل الابتزاز وغيره وبالتالي كان منا عندئذ أن نرفع هذا الموضوع إلي الأخ المحافظ، لكي يقوم بتشكيل لجنة لمعرفة ذلك.. الا انه لم يتم البت في الموضوع سريعاً وهذا ما أدى إلى تأخير المرتبات لأكثر من شهرين، ولكن مع هذا وعدنا الأخ المحافظ بحل الاشكال.. ولذلك كان علينا بعدئذ أن نجعل مدير البنك يصرف المرتبات رغم المخالفات الجسيمة. تشتيت القوى التعليمية يلاحظ بأن هناك مدارس لم تتوفر احتياجاتها كاملة فهل تم معالجة هذا الوضع؟ نعم المحافظة مترامية الأطراف وشاسعة جداً، وتمتاز بوجود البدو الرحل.. ولذلك تجد بأن أعداد الطلاب قليلة ولكن من حق هؤلاء أن يتعلموا مادام التعليم في بلادنا مجاناً.. وبالتالي هنا لابد من توفير المعلمين والكتاب إلى أي مكان يعيشون فيه.. بدليل أنك تجد أعداد الطلاب في المدارس لا يتجاوز 2030 طالباً من 19 وهذا ما يؤدي إلى تشتيت القوى التعليمية بالمحافظة، ونحن تلافينا هذا الوضع في المرحلة الثانوية.. حيث تم اعتماد من مدرستين إلى ثلاث مدارس بالمحافظة، وبنفس الوقت ركزنا على جانب التجمعات حيث قمنا على أثر ذلك باختيار المدارس القديمة، رغم انها بحاجة إلي ترميم وخلافه.. لكن ما باليد حيلة.. كوننا لم نجد مدارس مكونة من 1220 فصلاً لذلك اضطررنا لجعل تلك المدارس الحجرية مجمعات ثانوية.. وهذاكان له دور كبير في لملمة التعليم خلال هذا العام. عملنا على إيجاد البديل برأيكم ماهي أبرز احتياجات التعليم الأساسي في المحافظة؟ نحن بأمانة ونتيجة لوجود قوى هائلة لم تستفد منها المحافظة فقد اضطررنا على أثر ذلك إلى إيجاد البديل رغم ان المكتب ليس مقتنعاً بهذه الفكرة، ولكن كان لابد من اتخاذ إجراءات كهذه لكي نستعيض عن العدد غير إلقادر على العمل بمدرسين آخرين من العرب السودانيين أو اليمنيين المؤهلين لتغطية العجز الموجود بالمحافظة.. حتى للتعليم الأساسي. أكثر من ستة عناوين لم تصل ناهيك عن الاحتياجات الدراسية من الكتب والعناوين التي لم تصل إلينا حتى الآن رغم انتهاء الفصل الأول ونحن الآن علي مشارف الانتهاء للعام الدراسي، وعددها أكثر من ستة عناوين ويعود ذلك لمؤسسة المطابع بصنعاء. اختبارات متميزة وكيف تقيمون مخرجات التعليم بالمحافظة مقارنة بالأعوام السابقة؟ هناك تغييراً في جانب الاختبارات حيث جميع المدارس تسير في آن واحد وفقاً لآلية الامتحانات المتعارف عليها، سواء أكان من ناحية الأرقام السرية.. أو أرقام الجلوس أو الاختبارات في الأوراق لأن مثل هذا لم يكن موجوداً سابقاً.. ولذلك استطعنا خلال النصف الأول من العام الماضي، وهذا العام آن نصفي المحافظة من الملتحقين أو الهاربين من المحافظات الأخرى إلى الجوف. بدليل انه لا ينجح من أولئك الطلاب الملتحقين سوى نسبة بسيطة جداً لا تتجاوز ال 20 طالباً من أصل 1900 طالب حيث حفل العام الماضي باختبارات متميزة سواء للمرحلة الثانوية أو الأساسية. إشكالات عديدة أخيرآً ماذا عن أسباب تعثر المشاريع التربوية بالمحافظة؟ طبعآً هناك عدد من الاشكالات والعناصر التي كانت تؤثر على جانب المشاريع منها: 1 عملية المنع. 2 المصالح الشخصية لبعض ضعفاء النفوس. 3 الأمور التي كانت تعتمل حول مشاريع التربية دون علم الجهات المعنية. وعلى ضوء ما تقدم نجد الآن بأن المحافظة هي فعلاً محرومة من المشاريع الكبيرة كمدارس نموذجية .. لأن ما يوجد فيها من تلك المدارس نسبة لا تدكر.. أما البقية منها فأغلبها عشش أو مدارس مكونة من ثلاثة فصول وهذا لا يتناسب مع المحافظة ولا المتغيرات الموجودة فيها. ولذلك نحن استطعنا هذا العام ان نعلن عن عدد من المشاريع التربوية تصل إلى 21 مشروعاً وستكون مكونة من ستة فصول مع ملحقاتها ولا ريب بأن تلك المشاريع ستنفذ على مستوى المديريات بالاشتراك مع المجالس المحلية والسلطة المحلية.