الجمعة , 11 أغسطس 2006 م وضعت الطبقة السياسية والعسكرية الاسرائىلية نفسها في ورطة كبيرة عندما قررت عدوانها على لبنان، فهي فشلت حتى الآن في تحقيق الانتصار العسكري على الأرض، كما فشلت أيضاً في إقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بمبررات حربها ضد لبنان. هذا الوضع يحتم على قيادة الاحتلال أن تتحرك باتجاه واشنطن للبحث عن مخارج لورطتها في لبنان. ومن هنا يتم الحديث عن قرار أمريكي في الكونغرس لإعطاء اسرائيل انتصاراً كاذباً، ومع ذلك تعمل على إطالة خروج هذا القرار حتى تتمكن اسرائىل من تحقيق بعض الانتصار على الأرض. وعلى الرغم من انقضاء عدة أسابيع على العدوان الاسرائىلي لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيق أي تقدم يذكر على فرض الأمر الواقع في جنوبلبنان بالنظر إلى المواجهة الشرسة والصمود البطولي لقوات المقاومة اللبنانية. لقد كانت الحسابات الاسرائيلية تراهن أىضاً على أن ثمة احتمالات بانهيار الجبهة الداخلية اللبنانية، لكن تلك الحسابات أيضاً سقطت تحت صمود الجبهة الوطنية اللبنانية التي برهنت على اصطفاف وطني واسع ضد العدوان الاسرائىلي الغاشم! إن الورطة الاسرائىلية التي تتسع يوماً بعد آخر تضعها في حالة عزلة دولية كبيرة.. وهو ما يدفعها إلى توسيع قاعدة وفاعلية العدوان على لبنان، لكنها تعرف في حقيقة الأمر أن ورطتها لا يمكن أن يرممها المزيد من توسيع دائرة العدوان.. وسيكون من الطبيعي أن تدفع الطبقة السياسية والعسكرية الاسرائىلية ثمن هذه المغامرة الطائشة!!