خطأ جداً ما تظنه الدوائر الغربية والصهيونية أن العرب والمسلمين لقمة سائغة في أيديهم، ومغرورون من يمنون أنفسهم بسهولة المعركة الطويلة معهم، وواهمون ومغفلون من يعتقدون أن المعركة سوف تنتهي بإنهائهم أو احتوائهم أو إدراجهم بصورة أو بأخرى إلى التخلي عن رسالتهم الموكولة لهم من الله سبحانه وتعالى وشعوبهم أن يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ويملأوا الأرض قسطاً وعدلاً وحرية بعد أن ملئت جوراً وظلماً وهيمنة واستبداداً وحمقاً. فهؤلاء المسلمون والعرب رغم استضعافهم أداة فعالة في التصدي للمخططات الصهيونية والاستعمارية والمشاريع الأمريكية ما تسمى بإصلاحات الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد، صحيح أن العرب والمسلمين ضعفاء في تفرقهم وتهالك مواقف أنظمتهم العربية والإسلامية، مثخنون بجراحهم، ضائعون بفقدان القيادة الواحدة الراشدة، وإن ظلالاً من الذل لا تزال تخيم على رؤوس هذه الأمة ولكن لا يزال ما تحقق على يد رسولنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وعظماء العرب والمسلمين من إنجازات سياسية وإقليمية على طول الخارطة الجغرافية العربية والإسلامية هو النبراس والأمل الكبير والحافز الأكبر لمسيرة العرب والمسلمين أن تحقق أعظم المنجزات في وحدة الإسلام والمسلمين دون الخضوع والإذلال للهيمنة الأمريكية والصهيونية لسيناريوهات التقييم الطائفي العرقي للمنطقة العربية والإسلامية بدءاً من العراقوأفغانستان إلى سيناريو وزيرة الخارجية الأمريكية شرق أوسط جديد لبسط النفوذ الأمريكي على منطقة الشرق الأوسط وتأمين مكان في الخارطة العربية المهشمة والمقسمة لاسرائيل. فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية ودوائر التخطيط والتنميط في العراق وقبلها أفغانستان ولد لدى المحافظين الجدد هستيريا شرق أوسط جديد.. عوضاً عن الشرق الأوسط الكبير الذي فشل أمام المقاومة الإسلامية والعراقية لتفرز فلسفة السياسة الأمريكية إلى سيناريو جديد في العراق، منتهى الفوضى البناءة لتحيل العراق إلى حرب إبادة وتصفية وصراع عرقي طائفي.. والمعركة في العراق ستطول ولن تكون كما يتمنى بوش في أسرع وقت وبأقل الخسائر وبأدنى التكاليف، لن تكون كذلك لأن بوش سبق أن تمنى هذا في أفغانستان وأن أمنياته الآن في خبر كان، فالعراق ليس هو صدام وشعب العراق ليس هو البعث، فلئن سقط صدام وسقط بعثه فإن عاصمة الخلافة العباسية وبغداد بإذن الله ستكون إحدى قلاع الجهاد المظفر على أطراف جزيرة الإسلام ما يجعل مهمة العرب والمسلمين ليست سهلة فهم يعتبرون كل محاولة للمسلمين للخروج من سيطرة الغرب والصهيونية إرهاباً ولا يعتبرون مجازر الصهيونية في قانا مرتين وشاتيلا إرهاباً ولا العدوان الهمجي على فلسطينولبنان وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت والسدود والمعابر والبنى التحتية في فلسطينولبنان إرهاباً وغطرسة واستبداداً همجياً. العدوان الذي استهدف لبنانوفلسطين هو في الواقع مخطط أمريكي صهيوني تنفذه اسرائيل بغطاء امريكي ودعم لا محدود، وهو مرتبط ارتباطاً مباشراً بما شهدته لبنان من أحداث سياسية وصدور القرار 1559القاضي بسحب القوات السورية من لبنان، هذه الأجواء ما بعد الانسحاب ووجود أطراف لبنانية موالية للولايات المتحدة على حساب أمن وحرية لبنان وفرت الضوء الأخضر لهذا العدوان الهمجي تحت حجة نزع سلاح حزب الله كحزب إرهابي بمساندة عربية، وهذا المخطط هو السيناريو الجديد لوزارة الخارجية الأمريكية الشرق الأوسط الجديد.. وهو مخطط رهيب يحدث تغييراً جغرافياً شاملاً في خارطة الأنظمة العربية والإسلامية وتحويل هذه الدول إلى كنتونات للسيطرة على المنطقة كلها وإنشاء دولة اسرائيل الكبرى والقضاء على ما يمكن أن يهدد بقاء اسرائيل. والشيء المدهش الصمت العربي الرهيب على ما يجرى من مخططات وسيناريوهات امريكية وصهيونية تستهدف الأنظمة العربية والإسلامية، ولم نسمع أو نقرأ ما يندد على الأقل بهذه المجازر الوحشية في الشعب اللبناني والإبادة المنظمة له وهدم مدنه وقراه بهدف إذلاله وتركيعه لتنفيذ السياسة الرعناء والهوجاء للولايات المتحدة واسرائيل في لبنانوفلسطين. ومثل صمود مقاتلي حزب الله الأسطوري ملحمة رائعة أخلت بالتفوق الاسرائيلي الزائف فقد لقن المقاتلون في فلسطينولبنان دورساً قاسية للعسكرية الصهيونية والإدارة الأمريكية، حيث تمكنت المنظمات الفلسطينية وحزب الله من اللبناني كسر شوكة الغطرسة الصهيونية وإفلاسها العسكري وفشلها في تحقق مكسب واحد على الأرض سوى استهداف المواطنين العزل، وهذا هو الفشل العسكري. المعلق الاسرائيلي اينارهار عندما كتب في صحيفة يديعوت احرونوت في عام 2002م قيم الدور العسكري الاسرائيلي بقوله مخاطباً المسئولين الاسرائيليين: كفوا عن الحديث عن دحر الإرهاب وذراع اسرائيل طويلة القادرة قطع أذرع أعداء اسرائيل، واقبلوا على التفكير السياسي السليم لمحاولة إيجاد حل سياسي.. وهي مقولة تحليلية قيمة قديمة لكنها كشفت عن رؤية واضحة لهرولة العسكرية الاسرائيلية في مستنقع الفشل العسكري كما هو الحادث الآن في لبنان أمام حزب الله الذي سطر البطولات وحقق الإنجازات العسكرية.