7 / 10 / 2006م اليوم.. المشهد على ساحة السلطة الفلسطينية يؤكد ما توقعناه حين نجحت حماس في الانتخابات.. فقد تساءلنا في ذلك الوقت كيف ستحكم حماس؟ وكيف ستوفق بين منهجها المقاوم والجهادي، ومتطلبات الحكومة الفلسطينية على المستوى الوطني الفلسطيني، وعلى المستوى العلاقات بالعدو الصهيوني، وعلى مستوى العلاقات العربية المحكومة بالموقف الامريكي، وعلى المستوى الدولي، خاصة الامريكي، والأوروبي الذي يرفض تماماً وصول أي حركات دينية إلى الحكم في فلسطين، أو غير فلسطين.. بل يعتبر الحركات الدينية المقاومة والجهادية منظمات إرهابية.. وأن اعمالها المسلحة ضد الاحتلال والعدوان وفي سبيل الحرية والاستقلال والسيادة.. اعمالاً إرهابية.. رغم مشروعيتها القانونية.. وفق المواثيق والقوانين الدولية. عندما نجحت حماس.. قلنا أن نجاحها كان ضد الاتجاهات والتوجهات السياسية للفصائل الفلسطينية الأخرى، وضد رغبة الكيان الصهيوني، ورغبة الإدارة الأمريكية والأوروبية.. وأن نجاحها انتخابياً، سينتهي بفشل حكومي وسقوط مدو أو مواجهة مع منظمة التحرير.. وهاهي توقعاتنا يثبتها الواقع.. فالحصار مضروب على حماس من الخارج والداخل والمساعدات الخارجية انقطعت، والدولة بدون مرتبات، والاختلاف مع الفصائل الاخرى قائم.. بل تفاقم الوضع ليخرج الموظفون في تظاهرات يطالبون برواتبهم.. لتواجه من قبل قوى الأمن التنفيذية لحماس، مما استدعى «فتح» إلى الخروج والمواجهة مع القوة التنفيذية لحماس.. وذلك منذ يوم الخميس 9/28 لتصل حصيلة المواجهة عدداً من القتلى الفلسطينيين، وعشرات من الجرحى.. معظمهم من المدنيين.. وهذا ما حذرنا منه.. وهو أن تشتعل الفتنة بين الفصائل الفلسطينية وحماس، وهو ما يريده الكيان الصهيوني، وأصحاب الشرق الأوسط الجديد «بوش» وكونداليزا رايس». نحن لسنا ضد حماس، ولا نشكك بنجاحها ديمقراطياً، وبنزاهة، ومن حقها أن تحكم... لكننا نقول: إن الديمقراطية ونتائجها المقبولة.. هي التي تتفق ورغبة الكيان الصهيوني، والنظام العالمي.. وكان على حماس أن تدرك ذلك قبل خوضها الانتخابات، وتكتفي باستمرارها كحركة مسلحة مقاومة.. تمارس الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني لدعم المفاوض السياسي الفلسطيني.. بدلاًَ من مسخ نفسها فلا أصبحت حكومة، ولا بقيت مقاومة.. واضرت بوحدة الصف الفلسطينيين، وصارت مبرراً للجيش الصهيوني لارتكاب المذابح والمجازر بين الفلسطينين، ولممارسة التدمير والتخريب في الحياة الفلسطينية.. إضافة إلى استهداف قادة وكوادر حماس بالقتل والاعتقال بما فيهم اعضاء حكومة وبرلمان حماس بمباركة امريكية، وصمت عربي فاضح ومعيب. في ظل هذا الوضع، أفضل أن تنسحب حماس وتعود كحركة جهادية مقاومة، وتترك العمل السياسي لمنظمة التحرير حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتتهيأ الظروف الفلسطينية والعربية والدولية في ظل نظام دولي متوازن عادل ديمقراطي حر يقبل بالديمقراطية ممارسة ونتائجها مهما كانت ضد رغباته واطماعه. اطرح هذا الرأي.. لأني ارى أن الاشرف ل «حماس» أن تنسحب، وتترك الحكومة لمنظمة التحرير.. افضل من اصرارها على البقاء في الحكومة والمواجهة، وإثارة الفتنة بين الفصائل الفلسطينية، والمواجهة، فيما بينها بدلاًَ من المواجهة مع العدو.. وانطلق في رايي هذا أن الأهم اليوم مصلحة الشعب الفلسطينيين وحقوقه المشروعة.. بغض النظر عن استحقاق حماس لإنهاء فترتها في السلطة الفلسطينية كحكومة وبرلمان.. لأن الأصل في الشرع هو درء الضرر عن الشعب الفلسطيني، وإفادته في وحدته وقضيته.. قبل حق حماس في استحقاقها الانتخابي لأن فيه ضرراً على وحدة الفلسطينيين وأمنهم، وإضراراً بقضيتهم. هذا رأي.. لكنه لا ينكر حق حماس كخيار ديمقراطي للفلسطينيين.. وما قصدته هو تقديم المصلحة الوطنية الفلسطينية، على مصلحة حماس.. هذا والله الموفق إلى سبيل الرشاد.