أتمت كوريا الشمالية تجربتها النووية.. رغم كل التحذيرات التي أصدرتها الإدارة الأمريكية، ومجلس الأمن، ورغم تدخل الكثير من أصدقائها لإيقاف التجربة.. المراصد أكدت أن التجربة قد تمت.. حيث سجلت انفجاراً.. أواهتزازات ناتجة عن تفجير قوي.. قدرت بعض المراكز الراصدة أن قوة الانفجار يصل إلى حجم انفجار نووي كبير. كوريا الشمالية.. أصمت أذنيها عن التهديدات والتدخلات، وتحذير مجلس الأمن، ولم تعر بالاً لأي أحد، وعزمت على إجراء التجربة وفعلتها.. وإذا كان هناك من يجب أن يدان .. هم أولئك الذين لم يحترموا البرنامج الدولي للحد من انتشار الأسلحة النووية .. خاصة القوى الخمس الكبرى التي تمتلك ترسانات من الأسلحة النووية، ومستمرة في تطوير أسلحتها ذات الدمار الشامل، وترصد لذلك مئات المليارات من الدولارات لتمويل مشروعات أسلحة ذات دمار شامل.. كوريا الشمالية تعاملت مع هذا الواقع الدولي الذي يتعامل مع اتفاقية الحد من التسلح النووي بعنصرية وتمييز.. وعذرها حق في ذلك.. لأن القوى العظمى تحرم هذه الأسلحة على العالم.. بينما تحله لنفسها.. ولحلفائها مثل «العصابات الصهيونية». منذ فتحت الإدارة الأمريكية ملف كوريا الشمالية النووي، وسعيها لإيقاف البرنامج النووي الكوري.. وكوريا الديمقراطية تبدي استعدادها لتلبية الرغبة الأمريكية.. بشرط واحد بسيط.. هو توقيع معاهدة عدم اعتداء بينها وبين الولاياتالمتحدة.. لكن الأخيرة ترفض ذلك وهو ما يدعو كوريا إلى التخوف من تبييت عدوان أمريكي ضدها خاصة وأن تعاطي الولاياتالمتحدة معها دائماً يأخذ شكل التهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور.. أيضاً تتعامل الإدارة الأمريكية باستكبار مع الدولة الكورية الشمالية التي دعت الولاياتالمتحدة لأكثر من مرة إلى حوار ثنائي حول ملفها النووي.. لكن هذه الدعوة وجهت بالرفض دائماً من قبل الأمريكان استعلاءً واستكباراً. كوريا الشمالية مضت في برنامجها النووي بجدية وسرعة، وفي تطوير أسلحتها الصاروخية منذ إنهاء التوازن الدولي ، وانفردت الولاياتالمتحدة بالعالم ، وهيمنت على الهيئة الدولية وقرارها، وبدأت سياساتها مع العالم تأخذ طابع التهديد وشن الحروب على الدول المعارضة لسياستها.. من هذا المنطلق اتجهت دول ومنها كوريا الشمالية لتأمين نفسها ونظامها بالسعي لامتلاك السلاح النووي والصواريخ بعيدة المدى ؛ خوفاً من ممارسات الولاياتالمتحدةالأمريكية العدوانية ضد الشعوب.. وعليه فإن سعي كوريا الشمالية لامتلاك السلاح النووي.. تتحمل مسؤوليته الولاياتالمتحدة؛ لأنها السبب الأول والمباشر.