2 / 10 / 2006 م عندما سمعت بأن هناك رجلاً كوميدياً يسمّونه «محمد قحطان» ويقوم بإحياء مسرحيات وسهرات، اعتقدت أنه محمد قحطان/ رئيس الدائرة السياسية في التجمع اليمني للإصلاح، فحسب معلوماتي أنه شخص كوميدي أو بمعنى آخر «منكّت» ومعروف في أوساط الإخوان أنه «مضحك» أو صاحب «مقالب». - وبعد أن شاهدت الكوميدي محمد قحطان بواسطة قرص مضغوط لإحدى سهراته اكتشفت أن اعتقادي ليس في محله.. وأن هناك تشابهاً في الأسماء.. مع أني كنت أتوقع أن يترك محمد قحطان الدائرة السياسية ويتحول إلى نشاط السهرات وإن كان ذلك في أوقات الفراغ.. باعتبار الموضوع فيه «شوية فلوس». - ذهبت أيام.. وجاءت أيام.. ووجدت محمد قحطان ناطقاً رسمياً لأحزاب اللقاء المشترك.. فقرأت له ما نشر من التصريحات، وسمعت له أحاديث أخرى في مؤتمرات صحفية كان يعقدها اللقاء المشترك وتنقل بعض الفضائيات مقاطع منها. - وبصراحة أقول لكم إنني وجدت محمد قحطان "الناطق الرسمي" لا يختلف عن محمد قحطان "الكوميدي" فكلاهما متشابهان في الاسم.. وكذلك في الأداء.. وإطلالة الناطق محمد قحطان من المنصة وطريقة حديثه كانت توحي لي بأنني أمام «مسرحية» تدعو للضحك دون توقف!!. - مرة يحاول تقمص دور «البطل» فيهرف بما لا يعرف، ويظهر في مواقف لا يُحسد عليها تكشف أنه مازال يتعامل مع الأفلام الكوميدية «الهندية» دون الأخذ بالطرق الأوروبية الحديثة. - ومرة ينسى الجُمل والتعابير، وتخونه الذاكرة، ويفقد الدور المناط به فيبدو بحالة صعبة تثير الشفقة بدلاً من الضحكة.. ومرات كثيرة أراه لا يطيق حتى الاستقرار على مقعده في المنصة فيقفز.. ويتقفز.. بصورة طبق الأصل لمحمد قحطان «الكوميدي» والاختلاف فقط في أن قحطان «الناطق» كوميدي ببدلة باريسية وقميص أمريكي وربطة عنق انجليزية!!. - كما أن الفارق الآخر هو أن الأول «بطل» كوميدي.. والثاني «ممثل» مسرحي يبحث عن بطولة؛ وإن كانت كرتونية، ويحاول جاهداً استثمار قدراته المعروفة في التنكيت لكي يصبح بطلاً لكنه خرج من المولد بلا حمص، وخسر البطولة لأنه لم يدرك الفرق بين أن تدعو الآخرين للضحك، وبين أن تفرض عليهم الضحك عليك!!. - وكشاهد حال ليس أبلغ من ذلك الموقف الذي وقف فيه «الناطق» قحطان يقلّد أبطال «المسرح» ويطلب الانتقال بمسرحياته من داخل الغرف «الضيقة» إلى الشارع بعد أن وجد الحضور لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة بين جدران مقر «المشترك». - لكن العقلاء نصحوه بالاحتفاظ بكوميديته ومسرحياته في إطار «الغرف» أو «الكواليس» المظلمة؛ لأن جمهور الشارع كبير جداً.. وفاهم.. وواعٍ.. وما زاد في المسرحيات عن الحد ينقلب إلى الضد!!.