اليوم.. أقول إن النقد للدولة والحكومة لم يعد مسألة بطولية، ولا عملاً شجاعاً.. كون الحياة السياسية في بلادنا تقوم على النهج الديمقراطي والحريات العامة، وحرية الصحافة وحرية النقد.. أي أن النقد والمعارضة للحكومة ورئاسة الدولة والإجراءات والممارسات الحكومية لم يعد محرماً ولا جرماً يعاقب عليه صاحبه، بالقمع، والسجن، والمطاردة البوليسية «الأمنية»، لأن الدستور والقوانين كفلت هذا الحق لكل المواطنين، ومادام حقاً.. فإنه عمل مشروع.. فالدولة لم تعد تضيق بالنقد والمعارضة.. بقدر ما تسعد بها.. كمرآة تعكس للحكومة كل سلبياتها، وتعينها على اكتشاف مكامن القصور، والنقص في عملها.. وبالتالي تعمل على التصويب والاصلاح. الذي يزعج، ويزعل هو ذلك النقد المجرد من المصداقية، والموضوعية، والخالي من الأمانة والاخلاص والنقد السلبي الذي يغفل الايجابيات والأشياء الجميلة والرائعة، وهكذا تكون المعارضة الهدامة والمضرة.. بينما المعارضة الايجابية مقبولة خاصة عندما تكون بناءة ووفق منهجية علمية، وقادرة على وضع البدائل السليمة والصحيحة، أما المعارضة للمعارضة العاجزة عن تقديم بدائل، والمشاركة في الحلول فهي أعجز من إدارة الدولة في حالة وصولها الى الحكم. كثيراً ما نسمع النقد للحكومة، والدولة بكامل سلطاتها.. ولو تفحصنا هذا الانتقاد، وممن صدر سنجد ما يلي 1- أن الناقد قد يكون شخصاً له مزاج للنقد ومن رؤية وزاوية شخصية جداً. 2- قد يكون النقد صادراً عن شخص.. ينطلق من نزعة قروية، وكأن قريته هي كل اليمن. 3- قد نجد النقد يصدر عن متطرف متعصب لم يعجبه من في السلطة ولا يروقون له لأنهم لا يمثلون تعصبه وتطرفه. 4- أيضاً يأتي النقد من أحزاب لا ترى صالحاً للسلطة سواها.. وأن غيرها لا يصلح للسلطة.. ومن هذه الأحزاب ترى أنها معارضة شغلها معارضه السلطة «أو الحزب الحاكم» بمناسبة وبدون مناسبة لأنها هكذا معارضة للمعارضة. وبشكل عام الجميع ينطلقون من زوايا ضيقة جداً في نقدهم، ومن نظرة محصورة جداً.. على سبيل المثال يقيمون الدنيا ويقعدوها على السلطة، لأن هناك حفرة في هذا الشارع أو ذاك، وأن هذه الحارة أو تلك لم ترصف، أو لأن هناك ممارسات فاسدة هنا وهناك قد تكون معظمها من أعضاء المعارضة لكنهم يحملونها الحكومة.. ومع أننا مع نقدهم.. لكننا نسألهم.. هل الحكومة والدولة مسئولة عن قرية هذا، أو حارة ذاك، أو عن هذه المدينة أو تلك.. أم عن الجمهورية اليمنية.. لماذا لا يمدون بصرهم على مستوى الوطن ليروا الانجازات العملاقة والاستراتيجية.. ليجدوا أن نقدهم غير مبرر في معظمه.؟