كان قد تردد في الأخبار الاسبوع الماضي أن المتمردين الظلاميين في صعدة قد مُنحوا مهلة ثلاثة أيام لتسليم الأسلحة والاستسلام غير المنقوص أو المشروط لقوات الجيش والأمن.. وتوقعنا أن هؤلاء المتوحشين الجبناء سيتركون جحورهم ويغتنمون فرصة العفو العام الأول والثاني والضمانات التي حملها إليهم الوسطاء من أبناء المحافظة والشخصيات اليمنية البارزة. لكنهم كما هو شأن الجبناء على مر التاريخ ارتكبوا أعمالاً في غاية الوحشية ضد الأفراد الشهداء من أبناء القوات المسلحة والأمن الذين غدروا ومثّلوا بهم على مرأى من المواطنين هناك بغية نشر الرعب وتخويف كل من يقف أمامهم لمنعهم من نشر أفكارهم وأعمالهم التي استنكرها اليمنيون في السابق ويستنكرونها اليوم. فبعد التعذيب الوحشي لأحد الجنود واغتيال أحد أبناء الصعدي وهي أسرة معروفة في صعدة ارتفعت الأصوات المطالبة لفخامة الرئيس بتوجيه أوامره الصارمة للقوات المسلحة والأمن باستئصال هذه الشرذمة الباغية الملحدة العنصرية بعد أن استنفدت كل المحاولات السلمية لإعادتهم إلى جادة الصواب والتخلّي عن أفكارهم الهوجاء وأسلحتهم التي عرفت الجهات الأمنية مصدرها، وتحفظت حتى الآن عن كشف تلك المصادر مراعاة للعلاقات معها وأملاً في قيام تلك المصادر بما عليها لسحب تأييدها لهم مادياً ومعنوياً من أجل استمرار العلاقات الودية معها لما فيه مصلحة الجميع خاصة أن اليمنيين قاطبة، سلطة ومعارضة ومواطنين قد نفد صبرهم من الحوثيين وأنصارهم غير المؤمنين. فقد تكبدت البلاد خسائر مادية وبشرية تقدّر بالمليارات تدخل فيها قيمة المشروعات التنموية والخدمية التي نفذت أو التي توقف العمل فيها مرات ثم استؤنفت بتكاليف جديدة على نفقة الدولة والمجالس المحلية والمساعدات الشقيقة والصديقة. فإلى اليوم مازال المتمردون يرفضون الاستسلام والإصغاء إلى الأصوات التي ناشدتهم حقن دماء اليمنيين وألا يفكروا بأنهم سيفرضون علينا نهجهم المتخلف العنصري بالقوة وسياسة البطش بمن يقعون في قبضتهم بالغدر والخيانة. وأصبحت الأيام الثلاثة تسعة أيام دون أن يستجيبوا للمناشدات الحريصة على سلامة أبناء المحافظة ونموها الزراعي والسياحي واللذين كادا أن يتوقفا لولا شجاعة أبناء المحافظة واستعدادهم للوقوف جنباً إلى جنب القوات المسلحة والأمن. فقد ضاقوا ذرعاً منهم، وتفاقمت خسائرهم جراء توقف صادراتهم الزراعية، وانقطاع السياح الأجانب والعرب عن زيارة المواقع الأثرية والطبيعية في صعدة. والجميع اليوم يأملون مع الأخ الرئىس إنهاء التمرد وتوخي الحذر من هؤلاء المجرمين بعد تطهير المحافظة منهم حتى لا يعودوا من جديد مصدر خطر وازعاج للأمن والاستقرار والسكينة العامة. ونعتقد أن فخامة الرئىس القائد الأعلى للقوات المسلحة لن يتحمل من الصبر على هؤلاء أكثر مما قد تحمل، وأيقن من أنهم لا يلتزمون بمواثيق أو عهود، ولا تنفع معهم إلا القوة والعلاج بالكي كخيار أخير.. وعلى الباغي تدور الدوائر.