أصحاب الفضيلة العلماء هم أمناء الأمة وتقع عليهم مسؤولية المساهمة الفاعلة في الدعوة ونشر المعاني الحقيقية لجوهر الرسالة الإسلامية السمحاء والدعوة إلى نبذ ظاهرة العنف والتطرف التي ماكان لها أن تبرز وبالذات في أوساط الشباب لولا القصور في استيعاب وفهم المضامين الإنسانية الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف. لقد وقع العديد من الشباب تحت تأثير الغلو والتطرف الأمر الذي أدى بهم إلى تنفيذ أعمال وأنشطة لاتمت بأي صلة إلى الإسلام بل وتخرج حتى عن رسالته الإنسانية السمحاء المعروفة لدى المسلمين الذين فهموا معاني الرسالة التي يحملها الإسلام والتي تقوم على قيم التسامح والمحبة والتآزر بين أفراد المجتمع. وعلماء الأمة المشهود لهم وخلال مختلف الحقب الزمنية لابد لهم من مواصلة حمل رسالتهم وأداء واجبهم ازاء عقيدتهم ووطنهم وشعبهم فهم الجهة التي تمتلك حق تقديم الرأي والمشورة للأمة ازاء مختلف القضايا وبدون أي غلو أو تطرف خصوصاً أن الديانة الإسلامية السمحاء تقوم على الوسطية والاعتدال والقبول بالتعايش مع الآخرين وشهدت الحقب الزمنية القديمة ازدهار وتفعيل دور أهل الذمة في ظل الخلافة الإسلامية في عصور ازدهارها وهذا أمر ماكان له أن يتحقق لولا قيم التسامح والاعتدال التي هي المضمون الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف. ويستطيع علماء الدين وهم حكماء الأمة أن يعينوا المجتمع على تجاوز العديد من المصاعب والمساعدات في عملية البناء والتنمية، فيما لو ركزوا جهودهم على استنفار طاقة الأمة وصبها في اطار عملية النهوض الجارية في بلادنا من خلال الدعوة والكلمة الحسنة البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف اللذين ترفضهما الديانة الإسلامية السمحاء. - رئيس محكمة شمال الحديدة