الديمقراطيون في ال«كنجرس» الأمريكي يبحثون قراراً يحد من صلاحيات الرئيس الأمريكي، وتقييد «جنونه ، وهوسه» بشن حروب غير مبررة خارج الولاياتالمتحدة.. الموقف الديمقراطي ليس الأول من نوعه.. لقد تكرر مراراً مع رؤساء جمهوريين سابقين.. مثل «روزفلت» وكذلك «نيكسون» أثناء الحرب الأمريكية في فيتنام. الديمقراطيون يكرهون أن يورطوا بلادهم في حروب «كولونيالية» ويرون أن الحفاظ على المصالح الأمريكية بطرق أخرى تفاوضية سليمة تعاونية دون أن يكلفوا الشعب الأمريكي أي خسائر مالية وآلية وبشرية.. الديمقراطيون يتميزون بعدم هيمنة وسيطرة اللوبي الصهيوني على حزبهم.. علي عكس الجمهوريين وخاصة يمينهم المتطرف الذي يقع تماماً رهينة لأطماعه الاستعمارية الصهيونية العنصرية، ولو على حساب الشعب الأمريكي مالاً وسلاحاً وبشراً.. وهو ما لا يتضح في اتجاهات الحزب الديمقراطي الذي ينحاز لحل مشاكل الشعب الأمريكي الداخلية ويشغل نفسه بها، ويحبون أن تكون صورة الولاياتالمتحدة جميلة ورائعة في العالم. الديمقراطيون اليوم يسعون إلى إعادة ترميم الصورة الأمريكية التي شوهها «بوش» بسياساته الرعناء والحمقاء والعدوانية والمتطرفة عنصرياً وصهيونياً.. فهم جادون في السعي لإلغاء القرار الذي خوّله الصلاحية الكاملة باتخاذ قرار الحرب وشن الحرب في أي وقت يشاء خارج الولاياتالمتحدة.. ولا أدري كيف استطاع انتزاع مثل هذا القرار من ال«كنجرس» أثناء سيطرة الجمهوريين عليه. الديمقراطيون يسعون إلى تقييد «بوش» والضغط علىه لإنهاء حروب أمريكا في العراق وافغانستان، والعمل على استتباب الأمن في هذه البلدان التي شنت عليها الحروب لأسباب لا علاقة لها بأمن الشعب الأمريكي، ولا لها علاقة بالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.. وإنما لأسباب خاصة ب«بوش» وفريقه في البيت الأبيض وجنونهم النفطي. الخوف الآن من أن يتخذ «بوش» قراراً مجنوناً وانتحارياً بشن حرب على إيران.. لأن مثل هذا القرار انتحار أمريكي تماماً.. صحيح أن أمريكا تملك قوة تحقق التفوق.. لكن إيران تملك ترسانة عسكرية قوية، وطورت سلاحها الصاروخي، وجبهتها الداخلية متماسكة، والاستعداد يسير على قدم وساق للرد على أي هجوم أمريكي.. هذا علاوة إلى أن الايرانيين سيستهدفون بنيرانهم كل التواجد الأمريكي في المنطقة وكل منطقة جوار سينطلق أو لم ينطلق منها الأمريكيون.. وسوف يستهدف الكيان الصهيوني العسكري بشكل كبير. قدرة إيران العسكرية تكفي لتكبيد القوة الأمريكية خسائر فادحة في البر والبحر والجو.. إن ثمن القيام بضربة أمريكية لإيران سيكون فادحاً باهضاً لن تتحمله الولاياتالمتحدة.. وهذا ما يدركه الديمقراطيون ويسعون إلى «تكبيل» بوش والحد من صلاحياته خلال ما تبقى له من فترة رئاسية كي لا يستغلها للإطاحة بالولاياتالمتحدة.