أصبح من المعلوم لدينا جميعاً أن الإعلام يمثل دوراً أساسياً في حياة المواطن اليمني وأصبحت وسائل الإعلام سواءً الفضائية أم المحلية والإذاعات والصحف الرسمية والأهلية والمواقع الإلكترونية تصل دون قيدٍ يُذكر ..وهنا لابد أن أشير إلى أن الفضل في كل ذلك يعود إلى حرية المواطن اليمني في الرأي والتعبير التي كفلها له النظام والقانون ، حيث تعد من أهم منجزات الثورة اليمنية والوحدة والتي لاينكرها أحد ، ولكن ماهو دور الإعلام في توعية المجتمع؟ هنا لابد أن يكون للإعلام رسالة موجهة فلا يقتصر دوره على نقل الأخبار والمسلسلات وتقديم البرامج النقدية البحتة فقط، وإنما يجب أن يعمل على توعية المجتمع من خلال تقديم فكر صائب ذي نظرة متكاملة وكذلك تصحيح الفكر المغلوط الذي قد عمدت الكثير من الصحف والمواقع الالكترونية والفضائيات إلى تغذية المجتمع به والذي انقاد إليه البعض من عوام الناس بسبب الجهل وعدم وجود من يصحح لهم تلك الأفكار، فإذا وجد إعلام ذو رسالة موجهة يستطيع أن يربي من خلاله جيلاً يؤمن بالدين والقيم والأخلاق والمبادئ وحب الوطن ووحدته ويقوم بنبذ كل ماهو دخيل على قيمه وأخلاقه ومبادئه ودينه ووطنه ووحدته، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال برامج متنوعة يشارك في تقديمها جميع شرائح المجتمع الملمين بأوضاعه ليصحح ماهو خطأ ويبقي على ماهو صائب، وهذا هو الأسلوب الأمثل في حل أي من المشكلات الاجتماعية التي قد تنتج ، فبعد أن فتحت القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والصحف وأصبحت تبث كوكتيلاً من البرامج فبعضها تبث الخير وبعضها تبث الشر وأصبحت سلاحاً ذا حدين وأصبح الشر يطغى على الخير وظهرت بسبب ذلك أفكار دخيلة على مجتمعنا وقد أضرته بل قد تعدى ذلك الضرر إلى المجتمعات الغربية من بعض الفضائيات وكما قال أحد الغربيين في إحدى المقابلات ، إنهم يخافون على أبنائهم من أضرار القنوات ، العربية لذلك أصبح من الواجب توعية المجتمع بما يضر وما ينفع ، ويجب الاستفادة من الحرية التي قد منحت في ما هو ايجابي ومفيد وترك كل السلبيات التي تضر بمصلحة الوطن وتبعث على الفرقة والاختلاف انطلاقاً من قول الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». وأوضح هنا أن دور التوعية لايقتصر على الإعلام فقط ولكن بسبب أن الإعلام أصبح له نفوذ قوي يصل إلى كل منزل فإنه يتحمل المسؤولية الكبرى ويشاركه في هذه المسؤولية كل من المدارس والجامعات والأندية والمساجد من خلال تبني ندوات من فترة لأخرى تهتم بقضايا الفكر الذي يعتبر الأساس في الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ونبذ كل ماهو دخيل عليه ، وعلى خطباء المساجد والوعاظ تحمل مسؤولياتهم أيضاً تجاه المجتمع من باب أن الفكر لايقارعه إلا فكر من خلال أن يجنبوا رسالة المسجد كل خلافات قد تؤدي إلى الفرقة لأن رسالة المسجد سامية ويجب ألاَّ تسيس لأنه ومع الأسف الشديد قد اعتاد بعض خطباء المساجد تجريح وغمط الناس والتطاول على البعض من على المنابر بل إن بعضهم بدلاً من أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر أصبح مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير. ومن هنا يجب على وزارة الأوقاف والإرشاد العمل على اختيار الخطباء الأكفاء الذين يستطيعون أداء رسالة المسجد دون الاخلال بها.