لا يعلم المرء كيف تستطيع إنجاز هذا المنهج التعليمي في جانبه الديني.. فالإصلاح منظومة متكاملة .. والتربية والتعليم بقيادة الوزير الدكتور الجوفي تسير في هذا الطريق ، ونحن واثقون أن الوزير قادر على ذلك ومعه المخلصون.. والوزير والمخلصون فيما يبدو لن ينكفوا من ملاحظة نراها جديرة بانتباههم وهي أن يشمل هذا الإصلاح دروس الدين في معطياته المختلفة، فقهاً وتفسيراً وحديثاً وسيرة نبوية.. وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بإصلاح المفهومات ومنها مفهوم التطرف والتعصب. فلا يكفي أن تنص هذه الكتب كلها أو بعضها على أن التعصب والتطرف مذمومان ، ولا يكفي أن نقول إن المجتمع اليمني لم يعرف العصبية المذهبية ، وإن هو عرفها فإنه لم يقدسها ولم يسفك من أجلها الأموال والدماء. وإنما لابد أن تنص هذه المناهج أو بعضها على تعريفات كافية شافية للتعصب والتطرف وما هي أسبابه ودواعيه وما هي نتائجه ، وأن من هذه النتائج هذه المشكلات التي تجذر العداوة والبغضاء والثأرات الجاهلية القبيحة المقيتة.. لابد أن نعرف ما هو التعصب الديني أو المذهبي أو التطرف الفكري أو ما يسمى بالأفكار الضالة الهدامة!!. فنحن نخشى أن تذهب هذه المصطلحات أدراج فوضى المصطلح ، وللعلم فعبارة «فوضى المصطلح» له شأن في الدرس الأدبي مجال النقد وللأهمية بالإضافة إلى العلم أن هذا المصطلح، التطرف الديني وما شابهه لابد أن يكتبه في «المنهج» أناس غير متعصبين ، غير حزبيين ، غير مذهبيين ، غير متطرفين. بعبارة ثانية إن المناهج خاصة الفكرية أو ما لها صلة بالفكر ينبغي أن يحررها علماء، فقهاء «محايدون» كيلا يكون المنهج ذاته من أدوات التطرف أو الضلال أو الإرهابية أو..أو.. ولا بأس أن نستعين بخبراء منهجيين من الخارج ، من الأزهر ، من أي بلد لا يعنى بشؤون التعصب أو التطرف أو الضلال. إن المصطلحات لا ينبغي أن تكون ذات طابع انشائي، وإنما لابد أن تكون محددة واضحة ذات ملامح متأصلة كيلا نسقط في دائرة «الهرجلة» و«التعميم» و«التعتيم».. أعان الله أهل التربية ، ورزقنا حسن اتباع الصواب.