وزارة الدفاع الروسية تؤكد أنها سوف تدخل الخدمة منظومة صاروخية دفاعية «إس 400» وستقوم بنشرها بداية حول العاصمة الروسية «موسكو».. سرعة هذه الصواريخ خمسة كيلو في الثانية أي «300» كم في الدقيقة، وهي صواريخ متطورة ومتميزة بدقة إصابة أهدافها، ومتقدمة إلى حد أن المقاتلات الجوية الأمريكية «الشبح» ستكون عاجزة عن تحاشيها والهروب من أمامها.. وهي الطائرات الحربية الأمريكية التي تفاخر بها أمريكا لعجز كل الدفاعات الجوية عن إصابتها، وهاهم الروس سينهون أسطورة طائرة «الشبح» المقاتلة الأمريكية بإدخالهم صواريخ «إس 400» إلى الخدمة.. وهو ما سيسقط السيطرة الجوية والتفوق الجوي الأمريكي في القتال الجوي، أو على الأقل سيضعف الهيمنة الجوية للعسكرية الأمريكية. صواريخ «إس 400» أنجزتها روسيا كسلاح جديد قبل سنوات لكنها أبقتها خارج الخدمة.. فلماذا يقوم الجيش الروسي اليوم بإدخال هذه الصواريخ إلى الخدمة؟! ما الذي دفعهم إلى ذلك؟! منذ شهر فبراير طرحت الولاياتالمتحدةالأمريكية عزمها على نشر شبكة صاروخية دفاعية أرض جو في أوروبا وبالذات أوروبا الشرقية كجبهة دفاع أمامية ضد أي هجوم صاروخي على أمريكا وهذا ما أثار حفيظة الدولة الروسية.. وتتالت تصريحات «بوتن» الرئيس الروسي تعبر عن عدم الرضا والتخوف من الخطوة الأمريكية وتشككها من أنها لمواجهة أي هجوم صاروخي على أمريكا من إيران.. طبعاً روسيا ليست غبية فهي تعلم إمكانات إيران الصاروخية وأنها لا تهدد أمريكا ولا يمكن لإيران أن تهاجم الولاياتالمتحدة مع اعتراف الروس طبعاً بإمكانات «إيران الدفاعية» إذا ما هوجمت. عموماً الروس اعتبروا أن الولاياتالمتحدة بذلك تعيد العالم إلى مرحلة سباق التسلح، وانتشار صناعة الأسلحة ذات الدمار الشامل وذلك ما كان عليه العالم في القرن الماضي «النصف الأخير».. فالولاياتالمتحدة وسياستها المتبعة مع شعوب العالم منذ انهيار التوازن الدولي وتفردها بالهيمنة دفعت بكثير من الدول إلى التسلح النووي مثل كوريا الشمالية والصين والهند وباكستان وذلك تحت وطأة التهديدات والمخاطر الأمريكية ضد هذه الأنظمة، ولاشك أن دولاً أخرى تسعى بسبب السياسة العدوانية لأمريكا تعمل تصمت وسرية لإنتاج أسلحة دفاعية تواجه بها تهديدات ومخاطر الولاياتالمتحدة، سواءً كانت هذه الأسلحة صاروخية أم قنابل نووية أو أسلحة كيماوية في وقت كان يتوجب على الولاياتالمتحدة أن تتعامل مع العالم باحترام وتعاون وعدل كي تطمئنه.. لكن ذلك لم يحدث. وهاهي اليوم بخطوتها نشر صواريخ دفاعية في أوروبا تفقد روسيا الثقة بها وبالتالي دعت الروس للتعبير عن مخاوفهم علانية بل ويتخذون خطوة عسكرية تتمثل بنشر صواريخ «إس 400» وإدخالها الخدمة في أغسطس القادم وتعود روسيا إلى سباق التسلح.. وتكون الولاياتالمتحدة بذلك قد أسقطت أغصان الزيتون، وتعرض الأمن والسلام الدوليين للتهديد والمخاطر، لتكن الولاياتالمتحدة القوة التي تهدد الأمن والسلام الدوليين.