تظل قضية الكهرباء في محافظة عدن من أهم القضايا، بل ومن أولوياتها التي لاتقبل التسويف أو التأجيل .. لأن قدم المولدات والشبكة التي تغذي البيوت يجعلها بحاجة إلى التجديد والتحديث، وقد رأينا كيف أن العشوائية والإهمال قد أديا إلى حرائق راح ضحيتها أبرياء لاحول لهم ولاقوة،سواء في مدينة كريتر «الخساف» أم في الشيخ عثمان«الشريجة» أم في مدينة المعلا التي احترقت فيها عمارة «ظفار» بالشارع الرئيسي، وماتزال آثار الكارثة بادية للعيان إلى اليوم،والأسباب ماس كهربائي أو أحمال ثقيلة أو عشوائي .. والكهرباء في عدن.. كانت نموذجاً في العمل والإصلاحات .. وكانت خدماتها «ياسلام سلّم» لكن مع الأسف ربما كلما زاد التطور وتقدمت التكنولوجيا، تأخر الناس، الناس في المنازل أو الناس العاملون في الكهرباء.. فأنت اليوم ترى العجب العجاب، فالعمل من قبل المهندسين فيه تنظيم ودقة، لكنه ينتهي بعشوائية أو مزاج مريض يعكر صفو العمل ونقاوته،ويجعلك تتساءل:لماذا كل هذا العشوائي ولمصلحة من؟ ومن هو المستفيد؟. وهل يريدون مزيداً من الحرائق ومن ثم إزهاق الارواح البريئة؟! كهرباء عدن، برغم عافيتها إلاَّ أن بها متقاعسين ومزاجيين، لايؤدون أعمالهم كما ينبغي، والاشراف الفني غير موجود، والمتابعة منعدمة.. وأعمال الصيانة تساعد ضعفاء النفوس على سرقة التيار، وإن اشتكيتَ قالوا لك:«روح للشرطة وسجل بلاغاً بذلك» في حين هم يعرفون اللصوص «السرق» ويعرفون عدادات ساعاتهم الموقوفة،لكنهم يجعلون المواطن هذا الواجهة،وهو «البطال» وكأنه هو الذي يشتغل بالكهرباء! في كهرباء عدن تواكل كبير حتى لكأن المدير العام عندما يوجه لعمل شيء مهم يكون التنفيذ عكس ذلك والمسئول عن المنطقة الأولى لايقبل كلاماً للتوضيح لأن وقته في الليل والفجر باحثاً عن لصوص التيار فحافته «حارته» بالمعلا حيث يسكن، ولكنه لايكلف نفسه زيارة العمارات أو العمائر - سمها كيفما شئت ليرى الخطورة والتسليك الذي يؤدي إلى الكوارث، لكنه يقول لك مثلما مهندسيه: «هذا عليكم في العمارة» تصوروا نحن الذين لانفهم إلا كيف «نولع النور» يقال لنا هذا شغلكم! عموماً لن نظل نشكو ونبكي، بل نحن ننوه ونحذر فالكوارث وشيكة الحدوث مالم تقم كهرباء عدن بعمل برنامج صيانة دورية شاملة لاستبدال شبكة الأسلاك القديمة وعمل صناديق للساعات والمفاتيح التابعة لها والتي تساعد على السرقة،إذا لم يتم تغطيتها مثل الساعات.. ومطلوب سرعة التنفيذ والاستماع إلى صوت المواطن! ألم نقرأ الاسبوع الفائت حول قضية مياه الأردن وإقالة وزيرين؟؟ إذاً ندعو المجلس المحلي بمحافظة عدن، ومحلي مديريةالمعلا حيث تقع مؤسسة الكهرباء،ندعوهما لتشكيل فريق عمل فني متكامل يُصلح الخلل من «باب العمارة حتى سقفها» وعندهايمكنهم فرض مبلغ مالي على كل ساكن كمساهمة في التكلفة .. هذا إذا أرادوا حلولاً.. لاكوارث؟! ولن ندعو المقصرين إلى تقديم استقالاتهم.. بل سيكونون عرضة للمساءلة والمحاسبة القانونية في آخر المطاف.