- بالطبع والتطبُّع أكره التشاؤم، وهآنا أخيراً - ربما - أحصل على الإجابة التي يتطلبها سؤال زميل لي كان قد سألني: لماذا أنت متحامل على أحزاب المشترك؟!. الحقيقة هي أنني لست متحاملاً، وإن بدا الأمر كذلك لمن لا يعرف الفارق بين التشاؤم وبين فكرة الأحزاب والحزبية. - المعارضة ليست خصماً، بل على العكس ربما لا يفيد المعارضة من يؤمّن كلامها حتى لو كان لعناً أو هذياناً.. ويفيدها من يذكرها دائماً بأن العقل عقد بينها وبين الناس ولا يجوز الخروج عنه إلى غيره!. هذا الكلام يفترض ألا يعني أن العبد لله غارق في السلطة ونعيمها.. فلست ممن يقول بالخصومة أو «الولاء والبراء» في مواجهة السلطة والمعارضة؛ ولكنني أقولإأن الكثرة - الكاتبة - تبالغ في «ندع» حزب السلطة والحكومة دون توقف، ويبالغون أكثر في تمجيد وتنزيه المعارضة وكأنها بلا «خُبق». - الجماعة يريدون منك أن تصطف معهم في طابور طويل يقذف الحزب الحاكم والحكومة بحجارة الكلام والأزلام.. وأنا لا أريد منهم أن يقفوا معي في وجه المعارضة، مطلقاً، أريد فقط أن ألفت مفهومية السادة «المغوبرين» ضد الحكومة والحاكم إلى أنه في الجهة الأخرى - المعارضة - هناك ما يحتاج - ومن يحتاج إلى النقد والمراجعة والمحاورة. - غير عادل ولا منصف تنزيه أحزاب تناصب الدولة والحكومة وحزبها العداء لمجرد أنها أحزاب معارضة، وفي هذه الحالة يصعب القول إن المعارضة أنظف من وجه الدبور لمجرد أنها تخطب ود الفقراء وجوعهم لتخطف بهم السلطة!. - دعونا نتفق أن الجميع هنا وهناك محتاج إلى مراقبة الإعلام ومشاغبة الصحافة، أعني أن يراقبهم ويشاغبهم الإعلام والصحافة، وليس العكس، والحال أنهم جميعاً يتكفلون بالعكس تماماً!!. ولنتفق لاحقاً بن نقد المعارضة ليس تحاملاً، وأن التحامل على الحكومة والحاكم ليس تحاملاً وإنما هو نقد. - هكذا تستقيم المعادلة.. أما أن يُطلب منا شهادة حسن سيرة وسلوك عبر مهاجمة الحكومة وحزبها، ما لم فنحن أقل حظاً وحظوة في الوطنية والنضال - السلمي بالطبع - فلا أظنني أعبأ كثيراً أو قليلاً بهذه الشهادة أو الحُسن ممن لا أشهد له إلا بالمثل. عموماً.. بإمكان زميلي أن يتسلم إجابتي الآن طازجة؛ لأنني أكره التشاؤم، وأحاول أن أقول للخبرة: «قعوا أوادم، وبطلوا تخيموا على قشر»!.