القول بأن البطالة ظاهرة عالمية شيء والحديث عن التفاوت في درجات مواجهتها شيء آخر.. والذي يجب أن يشغل تفكير الجميع دولة ومجتمعاً.. حكومة وأحزاباً .. وأفراداً هو أن ننطلق في نظرتنا إلى البطالة من أخطارها الكبيرة على كافة الأصعدة. وإذا كان :الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة كما قال الشاعر.. فإن الفراغ والفقر وصعوبة حياة من تغلق أمامه أبواب العمل هو نذير خطر جدير بلفتات مسؤولة ترتقي إلى مستوى ذلك الخطر. - عندما تكبر قاعدة البطالة وتتضاءل فرص حصول الشباب على عمل فإن ذلك يقود إلى الإحباط. عندما تتعقد حياة الشاب العاطل وتتحول حياته إلى مشكلة تجد الفتنة من يستجيب لها وينفخ فيها في إطار ما يسمى كلمة الحق التي يراد بها باطل. - ومغالطة كبيرة وفاجرة لو لم يعترف الجميع بأن أبجديات الحاجة لمناقشة أمورنا بجرأة هي في الاعتراف بوجود مشكلة ومشكلة كبيرة؛ كون الاحباط الذي يخرج من رحم افتقاد أعداد كبيرة لفرصة العمل يأتي على حساب الأمل ويخدم دعاة الفتنة النافخين في النار.. الجاهزين لفتح صندوق الشر. وإذا كان من يعمل يعاني الفجوة الهائلة بين الدخل وبين تلبية الاحتياجات فإن من لا يعمل أو لا دخل له هو الأولى بالاهتمام والأحق بالرعاية..مشاكل الشباب العاطل تحل بتوسيع المشاريع الاستثمارية وابتعاد الكثير من المؤسسات عن الاستثمارات الكسولة.. والشراكة في الوطن تفرض أن يكون لرجال المال والاعمال دور أكبر.. والمصلحة الوطنية هي في استيعاب طاقات الشباب العاطل فيما ينفع قبل ان يتولى الشيطان توظيفها على طريقته. البطالة تتفشى بصورة لا ينفع معها ترحيل الحلول.. وهي لا تعالج بشطط في الشارع أو شطحات الحلول السياسية لدوخة القات.