الأسبوع قبل الماضي تلقيتُ دعوة حضور أول أمسية رمضانية بدار ضيافة محافظة ذمار، وهي الأمسية التي لم أتردد عن حضورها كونها الأولى على صعيد الأماسي الرسمية التي تنعقد وفق برنامج محدد يهدف إلى استثمار ساعات الليالي الفضيلة فيماهو مجدٍ ومهم. ? بالنسبة لي على الأقل فقد اعتبرت حضوري تلك الأمسية الرائعة فرصة مهمة، خاصة للتأمل واستقصاء الحقيقة من مكمنها وحيث مسقط رأسها بعيداً عن غبار الإثارة وضباب الصحافة التي لاتكلف نفسها عناء النزول الميداني وتكتب تحقيقاتها وتقاريرها من أبراج عاجية في العادة صوناً لبدل السفر وابتزازاً لما أمكن من وجوه وأسماء وشخصيات عليا في هذه المحافظة التي قد تتكشف مع زيارتها ميدانياً حقائق أخرى غير مانقرأه على صفحات بعض الصحف أو نسمعه من أفواه ساخطين، لهم في كل ساخطة مآرب شتى. ? شعرت وأنا في غمرة ذمار بمدى وحجم المسافة الهائلة التي تقع بين واقع الحقيقة الماثل للعيان والكتابات التنظيرية عن بُعد..ففي حين كانت المحافظة أثناء زيارتي لها تشهد حراكاً واضحاً في نهارات وأمسيات هذا الشهر الكريم، إذ ثمة لقاءات واجتماعات رسمية تنعقد في أكثر هيئة حكومية وإدارية في ذمار، وثمة أماسٍ تجمع أبناء المحافظة ومسؤوليها بالأخ المحافظ والأخ أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة في دار الضيافة الرحيب كصدر ذمار، في مثل هذا الظرف تقززت كثيراً وأنا أتصفح تحقيقاً صحفياً مقيلياً يتحدث عما أسماه بديكتاتورية المحافظ وعبث الأمين العام اللذين يحظيان بسمعة جيدة واحترام واسع من قبل أبناء ذمار، ولم يحدث حتى من قبيل التحري والاستقصاء أن سمعت رأياً يناقض مثل هذه الحقيقة كون الرجلين حريصين على شؤون المحافظة ومخلصين لعملهما. ? من تلك الأمسية خرجت بعدد من الانطباعات الايجابية التي كرست قناعاتها لديَّ كزائر عابر في مهمة غير صحفية للمحافظة، آراء أهل المحافظة وشفافية ووضوح الأخ المحافظ منصور عبدالجليل التي يستشفها أي انسان من ثنايا كلمته الافتتاحية للأمسية الأولى وفيما طرحه الأخ المحافظ على طاولة النقاش والحوار المفتوح أكثر من دليل على مايتمتع به من حنكة إدارية وثقافة عالية تجلت في طبيعة إدارة الأمسية ووضع النقاط على الحروف، وهو الأمر الذي وجدته أيضاً بذات التجليات الإدارية والصراحة المعهودة في الشيخ مجاهد العنسي أمين عام مجلس محلي محافظة ذمار الذي يحرص دائماً في كل قول وفعل على دعوته مسؤولي الإدارة المحلية هناك إلى ضرورة وأهمية اصلاح الذات أولاً وقد لمست في هذا الأمين انحيازاً كبيراً إلى جانب المواطن وهو ما ألبّ عليه أحقاداً ممن لايريدون إلاَّ قضاء وتحقيق مصالحهم ولا شأن لهم بوطن أو مواطن.