ازدادت لهجة الإدارة الأمريكية حول إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري مع إيران.. الإدارة الأمريكية بدأت منذ أيام تعزز قواتها في الخليج العربي، وتنشر درعاً مضاداً للصواريخ في أوروبا، وتُقر إضافة «25» ألف عسكري إلى العراق.. وهي عبارة عن رسائل إلى إيران، ولجس نبض الموقف في المنطقة المجاورة لإيران، وكذا لمعرفة رد الفعل الدولي.. أما داخلياً فموقف الإدارة الأمريكية صعب جداً نتيجة لموقف الديمقراطيين الذين أصبحوا يسيطرون بأغلبية على «الكنجرس»، وهم يعارضون استمرار الحرب الأمريكية في العراق، ويرفضون أي حرب أمريكية على إيران. إيران من حقها وفقاً للقانون الدولي، ووفقاً لوكالة الذرة الدولية، أن تحصل على الطاقة الذرية للأغراض السلمية، فهي حق لإيران ولغير إيران، ولا ترفض إيران رقابة وتفتيش الوكالة الدولية، شرط ألا يكون في لجان أو فرق التفتيش أعضاء ينتمون إلى دول معادية، أو يُشك في عمالتهم لدول معادية.. وهذا أيضاً حق من حقوقها.. وكالة الطاقة الذرية بحسب خبرتها، وخبرائها تؤكد أن إيران إلى حد الآن لم يتجاوز نشاطهاحدود الأغراض السلمية، ولم يصل حتى إلى القدرة على توليد الطاقة النووية.. وبحسب تقدير وكالة الطاقة الذرية، إذا كانت إيران تهدف من نشاطها إلى التسلح النووي فأمامها من الآن ما لا يقل عن عشر سنوات. أمام اللهجة التي يتعاطى بها البيت الأبيض حول الملف النووي الإيراني، وتصاعد تلويحها بالخيار العسكري، بل والتحرك للتعزيز العسكري الأمريكي في الخليج العربي كما ذكرت سلفاً.. إيران عملت وتعمل على تعزيز جاهزيتها العسكرية عتاداً وبشراً وتسلحاً، وكثفت مناوراتها العسكرية التي لا تخلو كل مرة من تجريب أسلحة صاروخية جديدة أكثر فاعلية، وأكثر دقة وكفاءة في أدائها، الأمر الذي يجعل المواجهة الأمريكية عسكرياً مع إيران خطراً كارثياً على المنطقة كاملة، وعلى العالم.. خاصة أن إيران تؤكد أنها سوف تستهدف المعتدي أينما تواجد في العالم، وحيثما تتواجد له مصالح، أو وجودات لوجسية.. بل إنها ستعتبر كل من يقدم تسهيلات أو أرضيات أو مياهاً للعدوان الأمريكي، نعم، سوف تعتبره طرفاً معادياً، ويشن حرباً على إيران.. لهذا يدرك جوار إيران العربي والإسلامي، ويدرك العالم، ويدرك «الديمقراطيون» في الولاياتالمتحدة أن الحرب على إيران سوف تشكل كارثة على الجميع.. مما دفع إلى تحرك لمنع مثل هذه الحرب.. تحرك أمريكي داخلي قوي، وتحرك دولي أيضاً يسير في نفس الاتجاه. عربياً وإسلامياً.. التقت سبع دول عربية إسلامية في باكستان يوم الأحد 25/2 لمناقشة الوضع في المنطقة.. وفي الطليعة والموضوع الرئيس الملف الإيراني النووي، وتعاطى الإدارة الأمريكية معه.. السبع الدول هي من الجوار الإيراني، وذات ثقل عربي إسلامي، ترفض أية خيارات عسكرية ضد إيران، وتؤكد التعامل بالطرق السلمية والدبلوماسية مع إيران.. كما أنها، وبعيداً، أو بإغفال تام لكل مشاريع السلام في الشرق الأوسط بما فيها «الرباعية»، دعت إلى تحريك عملية السلام، وحل الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. مثل هذا التحرك العربي الإسلامي، والأطروحات التي خرج بها الاجتماع العربي الإسلامي في باكستان هي أطروحات صائبة وسليمة.. يجب أن يلتف حولها العرب والمسلمون، ويروجوا للانتصار لها عالمياً.. فالوقت اليوم مناسب كي يكون العرب والمسلمون مع قضاياهم العادلة ومع أنفسهم وأمنهم واستقرارهم.. وحقهم في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وحقهم في التطور والتقدم على مختلف الصعد.. والوقت اليوم مواتٍ للانتصار واستعادة المكانة والوجود العربي الإسلامي اللائق بين الأمم.