لابد من التذكير مرة أخرى المسئولين في وزارة الصحة بموضوع ما يجري في المشافي، خاصة المشافي الخاصة، والتي لا تعدو أن تكون نهباً مباشراً وبكل جرأة للمواطن الفقير. الاسبوع الماضي كنت أقوم مع صديق بإسعاف صديق إلى هذا المشفى الذي قيل إن جهازاً لكشف مشكلات «الكلى» يتوافر فيه، رافقنا دكتور صديق؛ لأن المريض أحد أقربائه. قال لنا مسئول «النهب» عفواً مسئول الاستقبال إن العملية تكلف ستين ألف ريال «قسطرة»!!. اتصل المسئول براعي المشفى الذي خفّض المبلغ إلى عشرين ألف ريال، ودفعنا المبلغ وصعدنا مع المريض لإجراء العملية، غير أن المسئولين كثروا، تبعنا بعضهم في درج المشفى بيده فاتورة أجرة الغرفة، وفاتورة أخرى لدفع مبلغ ثلاثين ألف ريال ثمن «تخدير» فلم يسع الدكتور المرافق إلا أن صرخ في كل المشفى: «لصوص»!!. صديقي توجّه إلى صنعاء، ولم تفلح نصيحة الأطباء في أن يسرع بالذهاب إلى صنعاء ليلاً، إذ كنا سبقناه ليلاً، لأن الطبيب الذي حاول القيام بالجراحة، قال إن العملية فشلت. بينما ظل المريض يعاني من هذه المحاولة يومين اثنين في مشفى أهلي بصنعاء، وهو نظيف المظهر حقاً، يشرح النفس بدأت الدورة من جديد، كشف يتلوه كشف، وفلوس تتبع فلوساً، وحركة للمريض يتبع حركات وخطوات بين هذه الغرفة وتلك. وبعد أن قضينا من الزمن عشر ساعات، انتهينا الواحدة والنصف ليلاً من بعض الفحوص، اتصل الطبيب الاختصاصي بضرورة أن يعود المريض صباحاً لإكمال الفحوص ليتسنى للطبيب رؤية كل هذه الفحوص ليتخذ القرار المناسب. في مشفى تعز ومشفى صنعاء الأهليين كنت أرى مرضى يكتفي بعضهم بإجراء بعض الفحوص ليذهبوا إلى منازلهم، ربما إلى الشوارع لجلب بعض المال لاستئناف الفحوص من جديد. قالت المرأة لهذا «الجابي» من جباية المال: «طيب يا ابني والذي ما معوش بيس» قال لها بلغة عربية فصحى: «يموت!!». ما رأي أهل العلم؟!.