حتفل العالم اليوم باليوم العالمي للطفل، ونحن سنحتفل معهم عملاً بالمثل الشعبي «مع الخيل ياعرجاء». بم سنحتفل، ولمن، وكيف..؟ وكم نسبة الأطفال الذين سيشملهم «اليوم»؟ هي أسئلة تحتاج إلى إجابات مستعجلة؟ لأن الأطفال ليس بوسعهم إلا أن يكبروا..!! الأطفال الذين يتسربون من المدارس، ويدورون بالماء البارد والمناديل الورقية في الشوارع والجولات.. هل يعلمون أن هذا اليوم هو عيدهم العالمي..؟ الطفلة التي لم تتجاوز ربيعها الرابع أو الخامس عشر، وتحمل بين أحشائها باكورة زواجها السعيد!! هل ستحتفل بعيد طفولتها، أم أنها تستعد لاستقبال طفلها، لتخبره في يوم يشبه هذا اليوم، أنها لم تعرف للطفولة معنى، في ظل ثقافة «الزواج سُترة». الأطفال المهجرون بيد عصابات منظمة إلى دول الجوار من أجل المشاركة في بناء اقتصادها، وسد فراغات المترفين هناك!؟ هل ستصلهم تهنئة من البائعين والمشترين «كل عام وأنتم سلع رخيصة»؟!! الأطفال القابعون في سجون اسمها «المدارس» والذين يمارس ضدهم التجهيل غير المتعمد حين غاب دور المعلم القدوة، المعلم المثقف، المعلم المتعلم، هؤلاء هل ندرك نحن قبلهم أننا نمارس الوأد ضدهم ولكن بطريقة أكثر قسوة وبشاعة، وأد عقولهم، قدراتهم، مواهبهم، حين غابت حصص الرسم والمسرح والرياضة، وصار المنهج المفرغ هو سيد أوقاتهم..! عمالة الأطفال جريمة في حق طفولتهم.. كما هو الحال في جرائم الاغتصاب التي يتعرض لها الأطفال خاصة أولئك الذين يمتهنون «يشتغلون» في التسول، كمهنة تديرها «رؤوس» اقتصادية!!؟ الطفل اليمني يعيش ارهاباً نفسياً، وفكرياً وجسدياً أيضاً.. وبنزول متواضع إلى السجون.. إلى الشوارع والمحلات، والورش، والمدارس، ومعاينة عينات من الأطفال المتواجدين في هذه الأماكن سندرك كم نمارس الارهاب ضد أطفالنا، وقبلهم الوطن الذي يرى فيهم حلم التقدم والنماء..!ربما الأسر المثقفة والمتحضرة فينا ستصحب أطفالها في رحلة إلى إحدى الحدائق وستمنحهم مبلغاً من المال ليشتروا به «الطماش وأخواتها من متفرقعات» كما يتفنن كثير من الآباء في شراء لعب تنمي مواهب الطفل وتفجر طاقاته كالمسدس والآلي والرشاش، والسيف، أو أتاري، أو حتى سيدي يحوي لعبة «سارق السيارات» حقاً إنه يوم عالمي للطفل الملغم.