جاءت الحملة الإعلامية التوعوية التي نظمتها الإدارة العامة للإرشاد والإعلام الزراعي البرنامج الوطني للثقافة السكانية في القطاع الزراعي بوزارة الزراعة والري والمنفذة في مديريات المظفر القاهرة صالة - التعزية بمحافظة تعز والتي استمرت على مدى ستة أيام . جاءت في وقتها المناسب ليس لأنها ركزت على أهم المجالات الحيوية في صحتنا العامة كالصحة الانجابية وتنظيم الأسرة وغيرها من القضايا السكانية الأخرى ذات الصلة الوثيقة بالكثير من الجوانب الملحة في مجمل الشؤون الصحية والتنموية والحياتية، بل لأن الحملة المذكورة الممولة من المجلس الوطني للسكان اعتمدت في تنفيذ الحملة المذكورة على الاتصال المباشر بشريحة المستهدفين من الفعاليات النسوية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني، فالاتصال المباشر أو الاعلام الجوال الذي تم خلال الحملة المذكورة وبالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الصحية والتربوية والثقافية يعد من وجهة النظر العلمية من أهم السبل والوسائل التوعوية الناجعة، كما أن التوقيت للحملة التوعوية الإعلامية وكذا الاختيار للمديريات المستهدفة كان ملائماً وموائماً لجملة من المعايير أهمها: توفر الخدمات الصحية وخاصة خدمات الأمومة والطفولة، التقارب بين المديريات، الكثافة السكانية.. ونظراً للدور الكبير الذي تلعبه الفعاليات والحملات التوعوية والذي نأمل أن يحظى بالكثير من الرعاية والاهتمام من قبل القنوات المسئولة فإننا نستطيع القول بأن مثل هكذا فعاليات سوف تحقق الكثير من النجاحات المنشودة وستؤتي أكلها وثمارها عما قريب إن شاء الله ولكن بتعاون كل الجهات المسئولة على أن يترافق كل ذلك بمواكبة اعلامية رسمية ومدروسة لاسيما وأن الاحتياج لمثل هذه المهام كان ومازال وسيظل ملحاً خصوصاً بعد تلك المؤشرات السكانية التي أفرزتها النتائج النهائية للتعداد العام للمساكن والسكان والمنشآت في بلادنا حيث شكلت الكثافة السكانية على ضوء البيانات الخاصة بالتعداد كثيراً من العوامل المثيرة للقلق أهمها ارتفاع معدلات النمو السكاني حيث أظهرت النتائج بأن معدلات الخصوبة في بلادنا تعد من أعلى المعدلات فهي تقدر ب 2.6 مواليد لكل امرأة فيما وصل معدل الوفيات 2،11 حالة وفاة لكل ألف من السكان، كما أن معدل الوفيات للمواليد حديثي الولادة بلغ 3.37 وفاة لكل 1000 حالة ولادة وهو نصف معدل وفيات الرضع 75/1000 ولهذا وذاك فإن اختيار محافظة تعز لتنفيذ الحملة التوعوية يأتي منسجماً مع التوجهات السكانية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للسكان والرامية إلى تبصير المجتمع واشراكه في اتخاذ المواقف الايجابية حول القضايا السكانية وبما يعمل على تصحيح الكثير من المفاهيم والسلوكيات والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بتنظيم الأسرة وكذا الضغوطات السكانية المتزايدة على الموارد وتلوثها وخاصة المياه.. إذن لابد لنا هنا وعبر صحيفتنا الغراء أن نتقدم بالشكر الجزيل للإدارة العامة للارشاد والاعلام الزراعي وكذا برنامج دعم قطاع الصحة والسكان الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان ومزيداً من الحملات التوعوية الهادفة.