لست أدري من أين أبدأ هذا العمود العيدي، فالخواطر المواكبة لعيد الأضحى السعيد كثيرة ومتعددة بل هي أكثر من أن تعد وتحصى في مثل هكذا عجالة، وفي مناسبة دينية غالية على كل أبناء الأمة العربية والاسلامية في أنحاء المعمورة، ومع تزاحم الخواطر والأفكار المتعددة التي لاشك بأن الكثير من الزملاء والكثير من الأقلام الفاعلة قد تناولتها مراراً وتكراراً وربما إلى الحد الذي بات يزعج الملل ذاته في ظل ذلك التقاعس والتطنيش للجهات المنقودة والمعنية بوضع الحلول والمعالجات المنشودة مثل الارتفاع والتصاعد المسعور لأسعار السلع الغذائية والأساسية وغيرها من الحاجيات العيدية كالأضاحي والملابس.....إلخ، إضافة إلى ظاهرة المفرقعات النارية وأخواتها والتي تسبب الكثير من الأضرار الصحية على مستخدميها من الأطفال والآخرين ومن ضمن تلك الأضرار وأهمها فقدان الابصار لدى البعض حسب تصريحات الاختصاصي في طب وجراحة العيون، وخلال فترة العيد تبرز في السطح والآفاق ظاهرة مدمرة ربما تكون الأكثر خطراً على المجتمعات المتحضرة وغير المتحضرة بلا استثناء، إنها ظاهرة الحوادث المرورية المؤسفة والناجمة في كثير من الأحايين عن السرعة الجنونية لبعض سائقي السيارات ما بين خصوصي وأجرة، ولأن السواد الأعظم من مستخدمي الطريق من سائقين وركاب لم يتعظوا من حوادث مماثلة تزداد نسبتها في عيدي الفطر والأضحى من كل عام لتحيل الأفراح إلى مآسٍ وأحزان وأنهم لم يتذكروا تلك الشعارات والتحذيرات المرورية، مثل «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.. السرعة أقرب طريق إلى الموت - أطفالك في انتظارك - لا تسرع بابا فنحن في انتظارك....إلخ» ويوم أمس الأول 16 ديسمبر الحالي وفي تمام الساعة ال 2.30 ظهراً وعقب خروجي من استديو البث المباشر في إذاعة تعز وبمعيتي ضيف الإذاعة العميد يحيى زاهر الذي كنت قد حاورته على الهواء وعلى مدى نصف ساعة، سلمني أحد الزملاء خبراً عن حادث مروري مروع نقلته وكالة «سبأ» للأنباء من منطقة سمارة بمحافظة إب استهل بما يلي: لقى 14 شخصاً مصرعهم في حادث انقلاب سيارة صباح اليوم في طريق إب عند نقيل سمارة ، مشيراً إلى أن السيارة الصالون وتحمل رقماً خاصاً سقطت من ارتفاع شاهق وهي في طريقها من صنعاء إلى تعز وكانت تقل على متنها 17 راكباً بينهم أطفال ونساء وبأنها انحرفت عن سيرها جراء السرعة مما أدى إلى سقوطها من ارتفاع شاهق واختتم الخبر بالإشارة إلى أن جميع الضحايا من الركاب من منطقة الزبيرة بالحجرية، والزبيرة تقع في إطار مديرية المواسط، وعموماً كان مدير عام المرور بتعز عميد يحيى زاهر قد أشار في حديثه الإذاعي إلى أن الحوادث المرورية في محافظة تعز خلال عيد الفطر المنصرم حصدت أكثر من 17 شخصاً إضافة إلى الجرحى والخسائر المالية التي قدرها بأكثر من مائتي مليون ريال. فهل آن الأوان لأن يتعظ الآخرون ويدركوا بأن ما تخلفه الحوادث المرورية من خسائر بشرية ومادية يفوق ما تخلفه أشرس الحروب ؟ بالمناسبة هناك حكمة إنجليزية تقول «لا تسرع حتى تصل مبكراً»، مع الأمنيات بالصبر والسلوان لأسر الضحايا من منطقة الزبيرة.. وكل عام والجميع بألف خير.