- ليس لدينا في اليمن جريدة واحدة تخاطب القارئ العربي في أبوظبي ودمشق والرياض والقاهرة.. وحتى في طرابلس الغرب لماذا؟ - سؤال كهذا لم يشغلنا قط، كما في أسئلة ومجالات أخرى، فضلاً عن الإجابة! ولماذا؟! حتى هذا، أيضاً، لم يشأ أحد أن يفكر فيه. - هكذا تجري الأمور، بتلقائية شديدة.. لاتوجد مطبوعة صحافية قادرة على الذهاب أبعد من كشك بلقيس في صنعاء، ومكتبة الفردوس في المكلا هل توجد مكتبة بهذا الاسم؟! وأحياناً إصدار السبت يصل هناك الأحد عصراً أو ظهيرة اليوم الذي يليه، فكيف لو فكرنا، مثلاً.. مثلاً، أن نمدّد قليلاً إلى ماوراء الحدود في إحدى العواصم الأقرب إلينا؟! - وبعيداً عن معضلة التوزيع هذه دعونا نتساءل عن المضمون والمادة المحتواة في النشر أو الإصدار الصحافي: ماالذي سوف يجعل جمهور القراء في العواصم الخليجية الأقرب يقبلون على واحدة من مطبوعاتنا بالصورة الراهنة؟ لو حدثت المعجزة ووزعنا في عواصم الخليج الست!! بل إن نوعية الورق وحدها كفيلة بصرف أنظار القارئ الخليجي الذي تعود على شكل ومضمون وغلاف «الراية» و«الاتحاد» و«القبس» و«الحياة» أو «الشرق الأوسط» و«عكاظ». - إذا كنا حتى غير قادرين على استقطاب القارئ المحلي، وأكبر صحيفة تمولها الحكومة بحجم مؤسسة لا تتخطى حاجز العشرين ألف نسخة، وربما أقل من ذلك، ومع هذا تذهب كمية كبيرة منها للاشتراك الحكومي والمؤسسات المختلفة، والعدد القليل المخصص للبيع المباشر في الأكشاك يعود إلى المخازن أو يذهب أخيراً إلى المخابز والأفران ومحلات البوفية، وفي أحسن الأحوال يفيد في الاستخدام المنزلي، سفرة وغير ذلك من الاستخدامات! - فكيف نؤمل أن نخوض شراكة مع الجوار الخليجي وليس في مقدورنا مخاطبة الأشقاء والترويج للفكرة، بدءاً بالحوار الإعلامي والوسيلة الصحافية؟ - الصحافة وحدها تستطيع التمهيد لشراكة جوارية ممتازة، وإشاعة التواصل الثنائي مع المواطن والنخبة على السواء من خلال جريدة وقورة تذهب إلى الجيران وتقيم في واجهة الأكشاك.. وتقول للقراء: أهلاً بكم في اليمن. - لماذا نظل نستورد كل شيء، حتى الصحف والمطبوعات اليومية والأسبوعية والشهرية، مختلفة الأحجام والأشكال والاهتمامات؟ ونستسلم للركود والهمود والجمود ثلاثي العجز والتعجيز ولانفلح ولو لمرة وتجربة واحدة في إنتاج حالة إيجابية تستحق الذهاب إلى أفق عربي، أوسع من دائرة الذات المفردة والمغلقة على نفسها؟! - لا أعرف متى نفكر جدياً بأمر كهذا.. ولامتى يمكن أن نهتدي إلى التفكير في تفكير مماثل؟! - هل وزارة الإعلام تعرف؟ وهل تملك أن تخوض التحدي، على بساطته وأهميته معاً؟ وهل أنا مستعد لأتوقف عن أحلام اليقظة؟! شكراً لأنكم تبتسمون