لا أعرف لماذا صرفت الاهتمام عن موضوع كهذا، برغم ما فيه من الفجاجة واستفزاز العقل والعاطفة وغدد «الطرش» و«الدردحة»؟! الجوائز على اختلاف مسمياتها وقضاياها لم تكن إلا لتنشيط الفكر واستدعاء الخبرة والفائدة.. في صورة بحوث ودراسات قيمة ومساهمات أصيلة، تثري المعرفة وتوظفها لمصلحة الإنسان والمجتمعات والنشاطات الإنسانية المختلفة. لكن أحدهم ولا أتشرف بذكر اسمه هنا ارتقى منصة الضحالة وهو يكشف عن تخصيصه جائزة بمليون ريال يمني لمن «يثبت من الكتاب والسنة والتاريخ الإسلامي أن الوحدة اليمنية باطلة ولا أصل لها»!!! هي جائزة للغباء بلا جدال. هل بقي هناك إسفاف أو إسراف أكثر من هذا؟ وأنا لا أنتقص من حق الرجل في أن يكون له موقفه ورأيه الخاص، ولكنني أستغرب أن يصل الانهزام بالبعض إلى حدٍ ينحر العقل ويسكب دم المفكر العاقل بلاثمن، هكذا على قارعة الابتذال والهوان! أكثر من ثلاثة أشهر وأنا أعفُّ قلمي عن الخوض في بركة من قيل أنه أكاديمي مسبوق اسمه بحرف «الدال»، وأنه يرأس مركزاً للدراسات أو ما شابه ومقره «لندن».. أما لماذا لندن تحديداً؟ فالأمر متروك للجمهور وهو أحذق وأفطن. ولكن لم أستطع الكف أكثر من ذلك، والفكرة الحمقاء التي خبطت صاحبها تجد لها ظهيراً هنا ومرادفاً هناك، حتى ظُن أن الضحالة سوف تتمدد وتتسع.. وربما طمعت بالتسيُّد! لا يأسف المرء على حرف الدال مطلقاً.. فكم من «دال» لا مدلول له، أو لا مضمون يدل عليه. والعبرة ليست بالألقاب والصفات، وإلا لزهدت فيها البشرية.. إذا كانت الحروف اللقبية سوف تحمل معها الإنسان والإنسانية إلى مجزرة معرفية وأدبية ولا يعود بعدها العقل شرطاً للعمل ومباشرة الحياة والحوار خلالها. منتهى اليأس أن يلجأ شخص ما إلى خيانة الانتماء والهوية، والارتماء في مهاوي الشتات ومقالب الزفت الأكاديمي الذي يتبختر ولايعرف أنه ينتحر. لا أجد ضرورة لاستخدام الحجاج العقلي والمنطقي والموضوعي في التعامل مع ضحالة فكرة غبية وإعلان سخيف كالسابق في الإشارة والذكر. كثير على هؤلاء أن نبارزهم بالمنطق والعقل، وهم الذين يقوضون عقولهم ولا يجدون مانعاً يحجزهم عن اقتراف الخطايا والأخطاء الفاحشة.. يستهدفون اليمن الواحد، وهيهات أن يمروا. شكراً لأنكم تبتسمون