٭ ما الذي دفع إقليم «كوسوفو» إلى إعلان استقلاله من طرف واحد؟ ٭من الذي شجع حكومة «كوسوفو» على إعلان الاستقلال؟ ٭على من اعتمدت حكومة «كوسوفو» في تقبل واستقبال استقلالها، والاعتراف بها، والدفاع عنها؟ إقليم «كوسوفو» كان جزءاً من الدولة الصربية في منطقة البلقان، جنوب شرق أوروبا.،. الإقليم يتمتع بحكم ذاتي كامل، معظم سكانه مسلمون وما بين7 10 ٪ صرب.. الحكم الذاتي كان يمنح المسلمين تولي أمرهم وتدبير شأنهم وتسيير حياتهم وفقاً للشريعة الإسلامية.. وكان لهم برلمانهم وحكومتهم الذاتية، يتمتعون بحريتهم العقدية واحترام مؤسساتهم الدينية في ظل نظام فيدرالي لايملك إلا الدفاع والعلاقات الخارجية.. أي أن إقليم «كوسوفو» لم تتوافر له المبررات والحجج الداعية إلى إعلان استقلاله عن صربيا. إذن نعود إلى التساؤلات: من الذي دفع كوسوفو وشجعه، على الاستقلال، ووعد بدعم استقلالها والدفاع عنه، والاعتراف بها كدولة مستقلة.. الفكرة «أمريكية» مؤيدة من بعض الدول الأوروبية.. خاصة «بريطانيا».. وهؤلاء لايدعمون ولايدفعون ولا يشجعون على مشروع ما.. إلا إذا كان المشروع يخدم أطماعهم، ويساعد على تنفيذ سياستهم الاستعمارية، ويسعون إلى ذلك من خلال آليات محلية مثل الأقليات المذهبية، والعرقية، والطائفية، والجهوية.. فيدعمونها سياسياً وإعلامياً، ومادياً، ومالياً، وحتى بالسلاح لإثارة الحركات الاستقلالية «الانفصالية» عن شعوبها، ودولها بهدف إضعاف الدولة، وتمزيقها إلى كيانات صغيرة ذات حكومات تابعة، تدين بالولاء والطاعة وتدور في فلك النظام الاستعماري الجديد.. وذلك في ظل الصراع الدولي الذي عاد من جديد حول مراكز النفوذ.. وفي إطار نشر الفوضى الخلاقة. الغرب الأوروبي، الأمريكي أول من بادر بالترحيب والاعتراف بإقليم كوسوفو المستقل ماعدا «أسبانيا، وقبرص، وروسيا، والصين» رفضوا استقلال كوسوفو، وأكدوا أن ذلك سابقة دولية خطيرة، محتمل أن تهدد الوضع العالمي بالفوضى.. وتشجع على اتساع مساحة الحركات الانفصالية في العالم. طبعاً الغرب الأوروبي الأمريكي اعترف باستقلال كوسوفو لأنه من بذر الفكرة ونماها، وشجعها، وغذاها حتى اتت ثمارها بإعلان الحكومة ال«كوسوفية» الاستقلال، وذلك ضمن سياساته والسعي لتحقيق أطماعه، وليس ل «سواد عيون الكوسوفو من المسلمين» ولأحباب «مسلمي كوسوفو» فالغرب اليوم وأمريكا هم من يشنون حرباً شعواء على المسلمين في العالم ويتهمونهم بالإرهاب، ويسيؤون إلى الرسول الكريم والاسلام في صحفهم.. فما الذي دفع العرب والمسلمين ومنظمتهم «المؤتمر الاسلامي» إلى الانجرار وراء السياسة الغربية والاعتراف ب «استقلال كوسوفو».. ألم يدركوا أن السياسة الغربية ضد صربيا تستهدف بلاد العرب والمسلمين لإثارة الفوضى الخلاقة، وتشجيع الحركات الانفصالية في العراق وفي لبنان وفي فلسطين وفي السودان وفي المغرب «البربر» والأقباط في مصر.. الفوضى في باكستان وفي الصومال، وفي كل البلاد العربية.. وإلا ما معنى تأييد الغرب لاستقلال مسلمي كوسوفو.. ويرفضون استقلال مسلمي الفيليبين، ومسلمي كشمير.. بل يتهمون المسلمين هنا بالإرهاب.. فمتى يستوعب ويفهم النظام العربي الإسلامي سياسة الغرب الأوروبي الأمريكي ويتعامل معها بعقل وواقعية.. وليس بالعواطف؟!