هذا هو الحزب الذي يتحلق حوله الهندوس بتياراتهم العقلانية والمتعصبة معا .. ومن اللافت للنظر ان زعيم الحزب ورئيس الوزراء السابق ( فاجبايي ) افلح في اكساء هذا الحزب طابعا مغايرا لجوهره الصدامي الحربوي وذلك استنادا الى مايتمتع به من كاريزما مداها ثقافته العميقة وشاعريته المشهودة .. غير ان فاجبايي وجد نفسه في نهاية المطاف منساقا مع رغبات الراديكاليين الهندوسيين من دعاة الاستئصال للازعاج (الاصولي) الاسلامي .. وبهذا القدر من التداعي السلبي لرئيس الوزراء العتيد ( الحكيم ) يكون فاجبايي قد شرع في مسح مآثره التي اهّلته لأن يخرج ( بهارثيا جاناتا ) من شرنقة الاصولية الهندوسية الى فضاء الليبرالية الهندية وتقاليدها الراسخة .. وتلك لعمري واحدة من غرائب السياسة والسياسيين حيث لايمكن للاخلاق والنوايا الطيبة وحتى الرؤية الثاقبة ان تكون بديلا لترويكا القوة والقرار السياسي المحكوم بنزعة براغماتية واضحة . غادر فاجبايي السلطة منذ حسين ، غير أن أشاوس بهارثيا جاناتا مازالوا يطلون برؤوس حرابهم المتعصبة ويغالبون الديمقراطية الهندية المشهودة ،ويحاولون افساد الكيمياء السحرية للهند الكبرى ، وتلك واحدة أخرى من محن الدهر ومعطيات التاريخ ، وحقاً ماقاله المتنبي: كلما أنجب الزمان قناةً ركّب الناس للقناة سنان